احتفال

عرض جوي و«معمودية» احتفاءً بطوافات MD 530F1 ولا خوف على الجيش

 

في إطار المساعدات التي تخصصها الولايات المتحدة الأميركية للجيش اللبناني مجدّدة في كل مرة ثقتها بالمؤسسة العسكرية، احتفلت القوات الجوية بتسلّم ٦ طوافات عسكرية نوع MD 530F1. تأتي هذه الهبة القيّمة لترفد القوات الجوية بمزيد من القدرات، ولتسهم في تحقيق الاستراتيجية الهادفة إلى إنشاء أسراب نخبوية بالعتاد والتدريب والتكتيك قادرة على تلبية متطلبات المعركة الحديثة وغير التقليدية. وبينما أعلنت السفيرة الأميركية أنّ إدارة بلادها قررت زيادة ٦٧ مليون دولار على المساعدات المقررة للجيش اللبناني للعام الحالي، أشار قائد الجيش إلى أنّ مسيرة التعاون العسكري مع الولايات المتحدة الأميركية أثمرت تطورًا بالقدرات العسكرية والقتالية والتدريبية للجيش اللبناني. وأكّد أن لا خوف على الجيش على الرغم من الأزمة الاقتصادية، معاهدًا اللبنانيين على الدفاع عن كرامة الوطن وصون استقراره.

 

جرى الاحتفال في قاعدة حامات الجوية في حضور قائد الجيش العماد جوزاف عون، والسفيرة الأميركية في لبنان السيدة، Dorothy SHEA، بالإضافة إلى عدد من الملحقين العسكريين والضباط وفاعليات المنطقة.

في البداية قدّمت الطوافات عرضًا جويًا أثار إعجاب الحاضرين بما يملكه طيارو القوات الجوية من مهارات، أعقبه مرور الطوافات تحت المياه في ما يشبه المعمودية. وهذا التقليد قديم يعود أصله إلى بريطانيا حيث كان يُمارس عند الاحتفال بوضع بواخر جديدة في الخدمة، ثم انتقل إلى القوات الجوية في العديد من بلدان العالم ومن بينها لبنان.

 

التزام حقيقي

استهلت السفيرة الأميركية كلمتها بالإعراب عن فخرها بأن تُظهر من خلال هذه الهبة المقدمة إلى الجيش اللبناني كم أنّ التزام الولايات المتحدة حياله حقيقي. وأشارت إلى أنّ المناسبة لا تقتصر على الاحتفال بتسليم هذه المساعدة العسكرية التي تبلغ قيمتها أكثر من ٤٠ مليون دولار، وإنما أيضًا «بكوننا نقدّم للجيش اللبناني عتادًا متقدمًا، هو من أحدث الإضافات إلى القوات الجوية». وبعد أن تطرقت إلى مميزات الطوافات، حيّت الطيارين والفنيين في القوات الجوية اللبنانية، وأثنت على أدائهم العالي المستوى الذي ظهر خلال العرض الجوي الذي قدّموه في مستهل الاحتفال. وأكّدت السفيرة شيا أنّ بلادها ستواصل تقديم المساعدات للمؤسسة العسكرية في المرحلة المقبلة معلنة أنّ برنامج المساعدات المخصص للعام ٢٠٢١ كان بقيمة ١٢٠ مليون دولار وقد أضيف إليه مبلغ بقيمة ٦٧ مليون دولار.

 

مسيرة طويلة من التعاون

أشار قائد الجيش في الكلمة التي ألقاها إلى «مسيرة طويلة من العلاقات والتعاون العسكري بين الجيش اللبناني والولايات المتحدة الأميركية، أثمرت على مدى السنوات الماضية تطوّرًا بالقدرات العسكرية والقتالية كما التدريبية، ومكّنت الجيش من تحقيق إنجازات عسكرية عديدة».

وقال العماد عون: «لا شكّ في أنّ شراكتنا الاستراتيجية لمواجهة التحديات الأمنية، أفضت إلى زيادة حجم المساعدات الأميركية في السنوات الماضية، والتي مكّنت الجيش من الاستمرار بالقيام بمهمّاته وتطوير قدرات وحداته». كما أشار إلى أنّ الدعم الأميركي المستمر للجيش يعكس ثقة الإدارة الأميركية به، وحرصها على تطوير قدراته وتعزيز دوره في حماية الحدود وصون الاستقرار الداخلي، وبالتالي المحافظة على وحدة لبنان ومنع انزلاقه إلى الفتنة أو الحرب الأهلية مجدّدًا. وأكّد أنّه لمس هذا الحرص خلال زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة الأميركية ولقاءاته بكبار المسؤولين من السلطتين التشريعية والتنفيذية، وقد أجمعوا على استمرار دعم الجيش، الذي يحظى بإجماع محلي ودولي، لأنّ تحصين الجيش يوازي تحصين لبنان، ولأنّ صموده في مواجهة هذه المرحلة الدقيقة يعزّز الاستقرار.

 

لا خوف

وتطرّق العماد عون إلى الأزمة الاقتصادية التي يمر بها الجيش اللبناني اليوم وقد تكون الأسوأ في تاريخه، لكنّه أكّد أن لا خوف على هذا الجيش، «فإرادة ضباطه وعسكرييه، وإيمانهم بمهمة جيشهم المقدّسة، هما الحافز لصمودهم وإصرارهم على تنفيذ مهماتهم بكل انضباط ومهنية وولاء مطلق للمؤسسة العسكرية». كما أكّد أنّ هذه المؤسسة تعاهد شعبها دومًا على الدفاع عن كرامته، وصون استقرار الوطن، مهما كانت التحديات ومهما غلت التضحيات.

وفي ختام كلمته ذكّر العماد عون أنّ أولوية القيادة «كانت وستبقى هموم العسكريين وعائلاتهم، كما تحصين المؤسسة في وجه التحدّيات، وتوفير الاستقرار الأمني الذي يمهّد الطريق أمام السلطة السياسية لإيجاد الحلول السياسية والاقتصادية».

 

مزيد من الطوافات مستقبلًا

من جهته قدّم قائد القوات الجوية اللبنانية العميد الركن الطيار زياد هيكل إيجازًا عن قدرات الطوافات القتالية الجديدة ومواصفاتها والمهمات العديدة التي يمكنها تنفيذها إلى جانب مهمة الدعم الجوي القريب، مشيرًا إلى تجهيزاتها التي تتضمن أحدث التقنيات والأنظمة التكنولوجية. وإذ لفت إلى أنّ المشروع واجه الكثير من العقبات التي تمّ تجاوزها بفضل المثابرة والجهود الكبيرة التي بُذلت، أشار إلى أنّه يشمل قطع الغيار والذخيرة والأسلحة والدعم الفني.

كما أشار إلى ما تسلّمته القوات الجوية سابقًا من المساعدات الأميركية، وكشف عن وجود خطة عشرية تتضمن تزويد هذه القوات ٦ طوافات إضافية، وسيكون لها دور مهم في المستقبل على صعيد خفض المخاطر المحتملة في مختلف المهمات.

 

طوافات قتالية تتوّج قدراتنا الجوية

بحسب العميد الركن الطيار زياد هيكل: «وُضعت المواصفات الفنية والتقنية للطوافات في دفتر شروط حدّدته القوات الجوية اللبنانية انطلاقًا من حاجاتها، ووافقت الحكومة الأميركية على تلبية هذه الحاجات، وبالتالي أتت هذه الطوافات «حسب الطلب».

وطوافات الـMD 530F1 القتالية هي طوافات خفيفة الوزن، وذات قدرة مناورة عالية، ومطوّرة لتحافظ على أداء جيّد على المرتفعات مع الإبقاء على حمولة فعّالة. هذه الطوافات مجهّزة بمحرك «رولز رويس ٢٥٠ - سي ٣٠» تصل قوته إلى ٦٥٠ حصانًا.

في أثناء العمليات القتالية، تؤمّن هذه الطوافـات عنصر المفاجأة المطلوب بسبب حجمها الصغير وصوتها المنخفض نسبيًا، خصوصًا في عمليات مكافحة الإرهاب.MD 530F1 مجهّزة أيضًا بقمرة قيادة هي من بين الأكثـر حداثة في ما خصّ الملاحة الجوية والاتصالات، إذ تتضمّن منظومة أجهزة Garmin G500H TXi وL3Harris ESI، وكاميرا وجهاز استشعار WESCAM MX-10 تؤمّن رصد ومراقبة أهداف بعيدة المدى تصل إلى حدود ٥ كلم بواسطة اللايزر والأشعة ما دون الحمراء.

تمتاز هذه الطوافة بإمكان تجهيزها بمزيج من مجموعة أسلحة متوافرة، إذ يمكن تسليحها برشاشين عيار ١٢,٧ ملم، أو صواريخ نوع Hydra 70 mm، أو مذنّبات نوع APKWS توجّه بواسطة الليزر إلى مسافة بعيدة. قدرة الطوافة العالية على المناورة مقرونة بتسليح من الجيل الأكثر حداثة، يؤمّنان متطلبات المعركة الحديثة من عنصر المفاجأة والمعالجة الدقيقة للأهداف إلى عدم تعريض محيط الهدف لأيّ أضرار جانبية، فضلًا عن تخفيف خطر استهداف الطيارين والطوافات من أسلحة العدو، ما يشكل هامشًا مهمًا من الحيطة والسلامة.