الأول من آب

عشرات الضباط أدّوا القَسَم وتسلّموا سيوفهم

رئيس الجمهورية: أنتم مطالبون بالوفاء وعلى أكتافكم مسؤولية صيانة المسيرة

 

ممتشقين سيوفهم مقسمين على الوفاء لوطنهم والذود عن علمه تخرّج ضباط دورة «شهداء نهر البارد» ورفاقهم ضباط الإختصاص.
بعد أقل من يومين كان رفاق لهم يفون بقَسَم سبق أن أدّوه، ويوقّعون بالدم على شهادة تفانيهم حين يدعو الواجب... إنها مسيرة مؤسسة لم تتقاعس يوماً، وها هي كما في كل أول من آب تجدّد القَسَم، تسلّم عشرات الشباب سيوف الشرف، وتقلّدهم عهد التضحية والوفاء.


وصول المدعوين
برعاية رئيس الجمهورية وحضوره، احتفلت قيادة الجيش بتسليم السيوف الى الضباط المتخرّجين من المدرسة الحربية بمناسبة الأول من آب.
الإحتفال الذي أقيم في ثكنة شكري غانم في الفياضية، حضره الى جانب رئيس الجمهورية أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
كما لبّى دعوة العماد قائد الجيش الى حضور الإحتفال رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري، ورئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة ووزراء ونواب وسفراء وممثلو البعثات الدبلوماسية والدولية في لبنان، والملحقون العسكريون وقائد قوات الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان، وضباط قيادة هذه القوات ورئيس فريق مراقبة الهدنة وممثلو المرجعيات الدينية ورؤساء السلطات القضائية وقادة الأجهزة الأمنية ونقباء المهن الحرة وممثلو وسائل الإعلام وممثلو المجتمع المدني وكبار ضباط الجيش اللبناني والقوى الأمنية وأهالي الضباط المتخرّجين.

حضر المدعوون مرتدين اللباس الرسمي القاتم انسجاماً مع ما جاء في دعوة قيادة الجيش، إذ تحمل الدورة المتخرّجة إسم «دورة شهداء نهر البارد». ومع انتهاء وصولهم، وصل تباعاً علَم الجيش، رئيس أركان الجيش اللبناني اللواء الركن شوقي المصري، قائد الجيش العماد جان قهوجي، نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني الياس المر وأقيمت مراسم الإستقبال المناسبة.
عند الساعة الثامنة وخمسين دقيقة، وصل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وأدّيت له المراسم المناسبة، ووصل عند الساعة الثامنة وخمس وخمسين دقيقة رئيس مجلس النواب نبيه بري وأدّيت له ايضاً المراسم المناسبة.
وعند الساعة التاسعة إلا دقيقة وصل أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني يرافقه سمو الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، وعدد من أصحاب السعادة أعضاء الوفد الرسمي المرافق، وأقيمت له المراسم اللازمة.
عند الساعة التاسعة وصل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان فعزفت الموسيقى عزفة التأهب.

بعد تقديم السلاح عزف لحن التعظيم، ثم النشيد الوطني، ثم وضع الرئيس سليمان إكليلاً من الزهر على النصب التذكاري لشهداء ضباط الجيش داخل حرم المدرسة الحربية يحوط به وزير الدفاع وقائد الجيش ورئيس الأركان وقائد المدرسة الحربية، وعزفت الموسيقى عزفة الموتى ولازمة النشيد الوطني، ولازمة الشهداء، فيما ردّد تلامذة المدرسة الحربية عبارة «لن ننساهم أبداً» ثلاث مرات على إيقاع الطبل.
ثم توجّّه الرئيس سليمان الى الملعب الأخضر واستعرض القوى يرافقه وزير الدفاع وقائد الجيش.
ولدى مروره من أمام أهالي الضباط المتخرّجين علا التصفيق حيث حيّا رئيس الجمهورية الأهالي ليأخذ مكانه على المنصة الرسمية.


تسمية الدورة
قامت تشكيلات قتالية مؤلفة من طائرات هوكر هنتر بطلعات في أجواء موقع الإحتفال، تلتها تشكيلات من طوافات Uh - 1H، ثم تشكيل من طوافات التدريب Raven، وطوافات الغازيل المقاتلة والمجهّزة، فطوافات البوما لنقل القوات المجوقلة، ولحقتها طوافات سيكورسكي التي تستعمل لإطفاء الحرائق. وقد تبع أسراب الطوافات طائرة Cessna Caravan التي تتمتّع بخاصيات وقدرات عالية في القتال والدعم الجوي القريب، في جميع الأحوال الجوية. ثم جرى تسليم بيرق المدرسة الحربية من الدورة المتخرّجة الى طليع السنة الثانية، ليتقدّم طليع الدورة السابقة من رئيس الجمهورية ويطلب تسمية الدورة قائلاً: «بإسم هؤلاء الفتيان أطلب تسمية دورتهم دورة «شهداء نهر البارد». وردّ الرئيس سليمان قائلاً: «فَلْتُسمَّ دورتكم دورة «شهداء نهر البارد».


قراءة المراسيم وتسليم السيوف
تلا وزير الدفاع الوطني مرسوم ترقية الضباط الإختصاصيين وتلامذة ضباط قوى الجيش، وتلا وزير الداخلية والبلديات زياد بارود مرسوم ترقية ضباط المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي والأمن العام.
بعدها قام الرئيس سليمان بتسليم السيوف للضباط الإختصاصيين ثم الضباط المتخرّجين الجدد. وبعد إنتهاء تسليم السيوف تقدّم علم الجيش أمام رئيس الجمهورية ثم تقدّم طليع الدورة المتخرّجة وأقسم اليمين الآتية: «أقسم بالله العظيم أن أقوم بواجبي كاملاً حفاظاً على علم بلادي وذوداً عن وطني لبنان». وردّد الضباط المتخرّجون «والله العظيم».

 

كلمة الرئيس سليمان
ألقى رئيس الجمهورية كلمة في المناسبة دعا فيها الى التصدّي للعدو مؤكداً أن التعاطي مع العملاء سيتم بأقصى درجات التشدّد، ولافتاً الى ضرورة التزام منطق الحوار بين اللبنانيين.
في ما يلي نص الكلمة:

 

سمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة
أيها الضباط المتخرّجون

على هذه الأرض المضرّجة بعرق الشرفاء الأوفياء، والحاضنة نخبة من شبابنا الميامين، تجمعنا في الأول من آب مناسبة يجد فيها اللبنانيون جميعاً عيداً وطنياً تتردّد أصداؤه على امتداد الوطن، مناسبة يتجدّد فيها أمل الأجيال الطالعة بمستقبل آمن وواعد.
لقد خرّجت جامعات لبنان بالأمس دفعات جديدة من الطلاب والطالبات الذين سيضخّون شرايين الوطن بقدراتهم الفتية في مجالات البناء والإنماء، محصّنين بالعلم والقيم والولاء للأرض التي شهدت تفتّح أحلامهم، والتي من أجل حريتها وعزّتها واستقلالها بذلوا الكثير من الجهد والتضحيات.
واليوم تطلق المدرسة الحربية حزمة جديدة من الطاقة الشبابية الملتزمة، استقبلتها منذ أعوام ثلاثة، آتية من أرجاء الوطن كافة، ومن مختلف مكوّناته الإجتماعية، فدمجت مفاهيمها وصقلت قدراتها ودفعت بها كما في كل عام، طاقة متجدّدة ترفد المؤسسات الأمنية بخبرات واعدة وتدعم مسيرة الجيش على طريق الشرف والتضحية والوفاء.
أيها الضباط المتخرّجون
أنتم مطالبون بالوفاء للقَسم الذي أدّيتموه، ذوداً عن لبنان ودفاعاً عن علمه؛ وعلى أكتافكم تقع مسؤولية صيانة المسيرة، ليس كأفراد فحسب بل ايضاً كأعضاء في مؤسسة نريد لها أن تبقى كما كانت على الدوام، صورة حيّة للوطن ونموذجاً في العمل الملتزم قضاياه.
إنه لمن دواعي الفخر والإعتزاز أن يستحق الجيش صفة المؤسسة الوطنية الأولى، التي بتضافر جهودها مع المؤسسات الأخرى المعنية بفرض الأمن وقمع الجريمة، رسّخت ثقة اللبنانيين ببلدهم ومستقبلهم. وهي مدعوّة للتصدّي للعدو المتربّص بالوطن ووأد الفتنة التي يحيكها لشعبنا كبديل عن حرب إنتقامية يشنّها، ولإسقاط تجربتنا الديمقراطية التي تتناقض مع فلسفة كيانه الغاصب.

 

أيها اللبنانيون
لقد استطعنا منذ اتفاق الدوحة وخلال السنتين الماضيتين، تحقيق العديد من الأهداف التي التزمنا بها في خطاب القَسم، وينتظرنا المزيد من الجهد كي نتلاقى مع المزيد من مواعيد النجاح. فإضافة الى الإستقرار الداخلي الذي تمكنّا من إرسائه والمحافظة عليه، فقد حرصنا على احترام جميع الإستحقاقات الدستورية وفقاً لمقتضيات الديمقراطية، ولمبدأ تداول السلطة، وأطلقنا هيئة الحوار الوطني، ووضعنا آلية للتعيينات الإدارية وانتهينا من إقرار الموازنة العامة، بما يؤسس لمعالجة مشكلاتنا الإقتصادية والإجتماعية. وقد تمكّن لبنان، بفضل هذا الإستقرار الذي ينعم به ويحرص عليه، من جذب المزيد من السواح والمستثمرين، وتحقيق معدلات نمو مرتفعة شهدت له تقارير المنظمات المعنية المحلية منها والدولية.
وفي هذا السياق، سنمضي قدماً، بالرغم من التجاذبات، في ورشة إصلاح على المستويات كافة، ونجهد لوضع الخطط المناسبة لتطوير قطاعات الإنتاج والخدمات، ولا سيما في مجالات النفط والغاز والمياه والكهرباء والبيئة... فالإنماء المتوازن يستوجب حسم خيارنا في اللامركزية الإدارية، والإصلاح الإداري والمالي ينتظر خيارنا في قوانين تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد، وفي الإسراع في إجراء التعيينات على قاعدة الكفاءة والنزاهة، والممارسة الديمقراطية الصحيحة، التي لا يمكن أن تتناقض مع متطلبات ميثاق العيش المشترك، والتي تفرض على الأحزاب والتيارات السياسية التزام ما تؤكد عليه مقدمة الدستور وخصوصاً البند «ي»، تنتظر حسم خيارنا في قانون الإنتخاب وما يرتبط به من قوانين ترعى حق الشباب والجنسية وحقوق المغتربين. ولا بد أن يتشكّل وعي لدى الجميع في لبنان، بأن مطلب الإصلاح السياسي مطلب وطني صرف، تتوازن عنده الواجبات والمسؤوليات مع الصلاحيات المناسبة للقيام بها، وأن ما يملي البحث فيه بعيد كل البعد عن أي مصلحة خاصة أو امتياز طائفي محدود. الى ذلك، عملنا على درء العدوان الخارجي، ولا سيما من خلال التزام القرار 1701 والسعي لإرغام إسرائيل على تطبيق كامل مندرجاته، وخلق شبكات أمان إقليمية ودولية، وتعزيز مجمل طاقاتنا الوطنية الرادعة، والسعي للتوافق على استراتيجية وطنية دفاعية.
أقول ذلك ونحن نستعيد اليوم الذكرى الرابعة لعدوان تموز 2006، الذي تمكّن لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته من صدّه والإنتصار عليه، مجدّدين العزم على تمتين وحدتنا الوطنية وعلى تعزيز مجمل قدراتنا القومية، من دبلوماسية وعسكرية واقتصادية، لحماية لبنان والدفاع عنه. وفي هذا المجال، فإن استمرار التعاون والتنسيق بين الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، وفقاً لقواعد الإشتباك المتفق عليها، ضمان لحسن تنفيذ المهمة المؤقتة الموكولة الى القوات الدولية في جنوب لبنان منذ إنشائها العام 1978، والتي يحرص عليها لبنان شديد الحرص، من ضمن التزامه موجباته الدولية وبما يخدم مصالحه الوطنية. وقد نجح الجيش، وقوى الأمن الداخلي في تفكيك عشرات شبكات التجسّس الإسرائيلية الهادفة الى إضعاف لبنان وزعزعة الإستقرار فيه، وسيتم التعاطي مع الجواسيس والعملاء بأقصى درجات التشدّد في ضوء ما سيصدر بحقهم من أحكام صارمة من قبل القضاء اللبناني.
هذا وقد عرضنا قضيتنا اللبنانية في مواجهة عدوانية إسرائيل وتهديداتها على منابر العالم، وفي مجلس الأمن الدولي بالذات، الذي فزنا بمقعد غير دائم فيه، محتفظين بحقنا في تحرير أو استرجاع كامل أراضينا بجميع الوسائل المتاحة والمشروعة. إن انتخابنا للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي، فرصة أمامنا كذلك، للدفاع عن القضايا العربية العادلة في أرفع محفل دولي، سعياً الى تحقيق سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط، على قاعدة قرارات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد والمبادرة العربية للسلام في جميع مندرجاتها.
وفضلاً عن تعزيز موقعنا على الساحة العالمية، فإن حضورنا الدولي أتاح لنا الإضاءة على تجربتنا الديمقراطية المرتكزة على المشاركة والميثاقية وقناعاتنا المتعلقة بحوار الأديان، بديلاً من صراع الحضارات الذي يتغذّى من العصبيات المتحجرة والظلم والإنغلاق، وبمقدرتنا على أن نعيش معاً، كطوائف ومذاهب، في إطار صيغة ميثاقية توفر أفضل بيئة مؤاتية للحرية والديمقراطية ولأجواء الإنفتاح المحفّزة للتقدّم. وسيبقى لبنان، في جميع الأحوال، مدافعاً عن حقوق شعب فلسطين الثابتة، ولا سيما حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى أرضهم وديارهم الأصلية ورفض توطينهم، وفي مواجهة ممارسات إسرائيل التعسّفية والإجرامية في غزة وفي مجمل الأراضي المحتلة ومساعيها المدانة لتهويد القدس. وستمضي الدولة قدماً في سعيها لبلورة التوافق بموضوع الشؤون الإنسانية والإجتماعية للاجئين الفلسطينيين في لبنان، وفقاً لمندرجات البيان الوزاري، من دون أن تغفل الموجبات التي تقع على عاتق المجتمع الدولي بالذات، المسؤول بالدرجة الأولى عن تأمين المتطلبات المعيشية والحياتية للاجئين من خلال وكالة الأونروا التي أنشئت تحديداً العام 1948، من أجل غوث وتشغيل هؤلاء اللاجئين.
وبالرغم من هذه المسيرة التي أمّنت الإستقرار الداخلي وحالت دون حصول عدوان خارجي ووفرت ظروف النمو الإقتصادي، فقد بتنا نجد أنفسنا هذه الأيام أمام حالة من القلق المتنامي لدى المواطنين، من جراء مواقف وأحداث وتسريبات طغت على المشهد السياسي خلال الأسابيع الماضية، وخلقت حالة من الإرباك لا يمكن للدولة اللبنانية أن تتجاهلها أو تتغاضى عنها. من هذا المنطلق، عمدتُ الى إجراء مشاورات واسعة مع الشخصيات السياسية وأعضاء هيئة الحوار الوطني، سعياً لاحتواء أجواء التشنج وتعزيز مناخات التهدئة. وإذا كانت المحافظة على الأمن والإستقرار مسؤولية الدولة بالدرجة الأولى، وهي ستضطلع بهذه المسؤولية بكل حكمة وحزم، فإن المحافظة على السلم الأهلي أمانة في أعناق جميع القوى السياسية التي لا بد لها من أن تعي دقة المرحلة وأهمية الأخطار التي تتهددنا. لذا، ومن باب مسؤوليتي كرئيس للبلاد مؤتمن على أمنها واستقرارها، وفي هذا الظرف بالذات، فإني أدعو القادة السياسيين وقادة الرأي الى التزام نهج التهدئة الإعلامية والسياسية ومنطق الحوار، والإبتعاد عن استعمال لغة التخوين والتحريض السياسي أو المذهبي بما يخدم مقتضيات السلم الأهلي والوحدة الوطنية، وعدم اللجوء الى العنف وتغليب مصلحة لبنان العليا على أي مصلحة فئوية، والإحتكام الى الشرعية والمؤسسات الدستورية، إذا ما طرأ من خلافات، أياً كانت هذه الخلافات، وتحت أي ظرف كان، بما يضمن عدم الخروج على عقد الشراكة الوطنية، وذلك وفقاً لمندرجات اتفاق الدوحة، الذي تراضى وتفاهم أفرقاء مؤتمر الحوار الوطني اللبناني عليه، برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، الذي يشرّفنا بمشاركته في هذا الإحتفال اليوم، والذي عمل وما يزال لمساعدتنا على الصعيد الثنائي، ومع القادة العرب المخلصين. وعلى رأس هؤلاء القادة، خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبد العزيز وسيادة الرئيس بشار الأسد، اللذان قاما منذ يومين بزيارة مشتركة بالغة الأهمية الى لبنان أكدت حرصهما على تعزيز أسس الوفاق الوطني ودعائم الإستقرار والنمو في ربوعه.
كما أدعو المواطنين، الى أي طائفة أو مذهب أو معتقد انتموا الى عدم الإستماع إلا الى صوت الحكمة والعقل، والى عدم الإنجرار الى أي شكل من أشكال الإستفزاز أو العنف، وأن يفوّتوا على العدو الإسرائيلي فرصة الإبتهاج بضعف جبهتنا الداخلية وبأي انقسام أو تشرذم. ذلك أنه ليس هناك من مشكلة عصية على الحل، إذا ما خلصت النوايا وتوافرت الإرادة السياسية لحلها. لقد أثبتت تجارب التاريخ اللبناني، القديم والحديث، أن العنف الداخلي لم يولّد سوى العنف والخسارة لجميع الأطراف، وأن الحل الوحيد جاء دوماً عن طريق الحوار والتوافق.
ولنتذكر أن متطلبات الوفاق منبثقة من الميثاق الوطني العام 1943، وقد كرّسها اتفاق الطائف العام 1989، وأكدها اتفاق الدوحة العام 2008، وثبّتها البيان الوزاري الذي منحت على أساسه حكومة الوحدة الوطنية ثقة المجلس النيابي العام 2009، ومجمل البيانات التي صدرت عن هيئة الحوار الوطني.

 

أيها العسكريون
كما كُتب لكم في الماضي بذل التضحيات الجسام في مواجهة العدو الإسرائيلي وفي التصدي للإرهاب وفي قمع الفتن ومكافحة الجريمة، كذلك سيكون لكم في المستقبل، تقديم المزيد منها، ولن تبخلوا. أدعوكم بمناسبة عيدكم الخامس والستين، الى أن تستفيدوا من الإجماع الوطني حولكم ومن مستوى الإستقرار السياسي والأمني لتعيدوا تجهيز وحداتكم وتنظيمها، وترجّحوا اعتمادها على قوة الرجال وإقدامهم، وعلى عمق إيمانهم بأرضهم وتفانيهم في الدفاع عنها. لقد أثبتم بالممارسة أنكم حماة الوحدة الوطنية والديمقراطية، ولم يعل صوت الفتنة يوماً فوق جباهكم المرفوعة.
ولكم يا أحبائي أهالي شهداء نهر البارد وأهالي كل الشهداء، في هذا اليوم المطبوع على المجد، من الوطن وأهله، الشكر وباقات المحبة. أمامكم نتعهّد جميعاً ويقسم هؤلاء الرجال، قَسم الوفاء للوطن، حفاظاً على تضحيات شهدائه الأبرار.

 

في سماء العرض طائرات وقبعات
أمر قائد العرض القوى المشاركة ببدء عرض التحية والذي شارك فيه تباعاً:
موسيقى الجيش، أعلام الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة والجمارك العامة، البيارق والرايات، الضباط المتخرجون، تلامذة السنتين الثانية والأولى في المدرسة الحربية، معهد التعليم (مدرسة الرتباء)، القوات البحرية، القوات الجوية، الشرطة العسكرية، لواء الحرس الجمهوري، لواء الدعم، اللواء اللوجستي، قوى الأمن الداخلي، الأمن العام، أمن الدولة، الجمارك العامة، فوج المغاوير، فرع المكافحة، الفوج المجوقل، فوج مغاوير البحر.

بعد ذلك، مرّت تشكيلات جوية في سماء العرض مواكبة الوحدات التي تسير بالخطوات الرياضية. ثم سار الضباط الإختصاصيون، ثم الدورة المتخرّجة ينشدون نشيد الجيش ورموا القبعات عن رؤوسهم.

 

الصورة التذكارية
بعد انتهاء العرض توجّه الرئيس سليمان والشيخ حمد وكبار المسؤولين الى ساحة الشرف حيث صافحوا ضباط المدرسة الحربية وأُخذت الصورة التذكارية. ثم دخل الجميع الى ردهة الشرف إضافة الى طليعي دورتي الضباط الإختصاصيين و«شهداء نهر البارد» مع مدعويهم، حيث سلّم قائد المدرسة السيف الهدية الى رئيس الجمهورية الذي قدّمه الى طليعي الدورة.

 

السجل الذهبي
وقّع كل من رئيس الجمهورية وأمير قطر السجل الذهبي للمدرسة الحربية حيث دوّن الرئيس سليمان الكلمة الآتية:
«دفعة جديدة تتخرّج اليوم من مدرسة الشرف والتضحية والوفاء، المؤسسة الوطنية الجامعة تحمل سيوف الحق والذود عن الوطن والقيم والأخلاق.
كونوا مثالاً لرسالة لبنان وأوفياء لها ولا تهابوا حجم المسؤوليات والمخاطر لأنكم رمز الثقة وعنوان الإطمئنان الى الحاضر والمستقبل.
هنيئاً للجيش في عيده وللمدرسة الحربية في عطائها على درب الوطن وعنفوانه وكرامته».
ثم دوّن أمير قطر كلمة هنا نصها:
«يسرني أن أشارك اليوم في الإحتفال بعيد الجيش اللبناني الباسل، ونعرب عن كل التقدير لتضحياته الجسام من أجل حماية لبنان وشعبه العزيز الذي نتمنى له كل الخير والأمان».
ثم وقّع على السجل الرئيسان بري والحريري، والوزيران المر وبارود ثم قائد الجيش.
وبعد ذلك قطع الرئيس سليمان قالب الحلوى، ورفع قائد الجيش الكأس ليشرب نخب رئيس الجمهورية والأمير الضيف. ثم صافح كبار المدعوين رئيس الجمهورية وأمير قطر قبل أن يغادرا الإحتفال وسط مراسم التكريم اللازمة.

 

قيادة الجيش تزور الرئيس سليمان مهنئة
بعد انتهاء الإحتفال في الفياضية، إنتقل الرئيس سليمان الى قصر بعبدا حيث استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي على رأس وفد من كبار ضباط القيادة، قدّم التهاني لرئيس الجمهورية، بمناسبة الأول من آب. وقد كانت للعماد قهوجي كلمة بالمناسبة قال فيها:

 

فخامة الرئيس
لم يكن الجيش يوماً إلا أباً للتاريخ، وهو في أحيان كثيرة صانع له، محرّك لمسيرته عبر العصور، من هنا فنحن نقيم الوزن الكبير لعيد جيشنا، وفي اليقين أن ذلك ليس مجرّد احتفال بمناسبة من المناسبات العابرة، إنما تأكيد موقف، وتجديد عهد، وإحياء همم وعزائم.
إننا نرى في المهمات المتلاحقة التي توكل الى مؤسستنا، ثقة بدورها الوطني والإنساني، وإيماناً برسالتها، وإجلالاً لدماء شهدائها، وتكريماً لبنيانها كمؤسسة جامعة للوطن، وكامل أبنائه وجميع مناطقه، ومواكبة لوضع طبيعي نشأت عليه، وهو العمل المتواصل والسهر الدائم والنجاح غير المحدود، بشهادة القريب والبعيد من المواطنين ومن المراقبين في العالم، على السواء.

 

فخامة الرئيس
لقد كانت مسيرتكم حافلة وافية في المؤسسة العسكرية، قدّمتم خلالها الكثير من الجهد والعرق والعلم والمعرفة، وتركتم آثاراً لا تُنسى، وعرفتم من أي المعادن نُسجت عروق سواعد جنودنا، ومن أي القيم والمبادئ نشأت عقيدتهم العسكرية والوطنية، كما لمستم الإرادة الصلبة والقدرة على التعويض عن النقص المادي بالجهد المميّز والإندفاع غير المحدود.
إن هناك ثقة كبيرة لدى وحداتنا المنتشرة على امتداد مساحة الوطن، بأنكم تبذلون الجهد المشكور كي تؤمّنوا لها السلاح المتقدّم الذي يمكّنها من حماية الأرض، وصون الكرامة الوطنية، ومواجهة أطماع العدو الإسرائيلي، والتصدي لمخططاته الخبيثة الساعية الى النيل من صمودنا وتضامننا وإرادتنا في التقدم والإزدهار، وأساليبه الدنيئة للعبور عبر بعض أصحاب النفوس الضعيفة الى نسيجنا الإجتماعي، وكياننا المتماسك، ونحن نقف بالمرصاد لإفشال تلك المحاولات، بالتضامن مع مؤسساتنا الأمنية الأخرى، التي نتقاسم وإياها محاربة الإرهاب وتفكيك شبكات العملاء، في ظل رعايتكم المخلصة وإرشاداتكم الصائبة الحكيمة.
أتقدّم منكم مهنئاً، يا فخامة الرئيس، ولكم تحية جيش البلاد ضباطاً ورتباء وأفراداً. دمتم راعياً للوطن، حريصاً على وحدته، ضامناً لتطوره وازدهاره.
من جهته هنّأ الرئيس سليمان الجيش بعيده، لافتاً الى أن الأمل عند اللبنانيين يتجدّد كل سنة بهذا العيد مشيراً الى دوره الأساسي عند اشتداد الأزمات.

 

• قوى البر والأمن العام والأمن الداخلي:
- عبد الكريم عبدالله.
- كرم مطر.
- عادل دياب.
- زاهر الدندشلي.
- فراس بو كروم.
- حسين فرحات.
- محمد الحجار.
- زين العيسى.
- هاني الفحل.
- غسان أبو حمدان.
- محمد طباجة.
- محمد السيد.
- أركان أبو لطيف.
- محمد حيدر أحمد.
- أحمد مشموشي.
- هاني نعمة.
- جريس أبو رحال.
- أدهم الصفدي.
- ايلي الخوري.
- فادي حكيم.
- ميشال طعوم.
- ريشار بركات.
- مايك أيوب.
- سيريل طايع.
- خالد عمر.
- رائد كليب.
- أياد حرب.
- محمد عقيل حطيط.
- عصام الصياح.
- حسن هاشم.
- عبد القادر الكيالي.
- أنطوان الجلبوط.
-  علي الحجار.
- علي الحاج دياب.
- فادي عساف.
- جورج مفرج.
- علي حيدر.
- فادي اسكندر.
- رامي الزين.
- طوني كيوان.
- حسن ضيا.
- قيصر هلالي.
- حسن حمية.
- درغام طربيه.
- رضا بشر.
- ايلي أبي نادر.
- تيمور ناجي.
- شعبان شمعة.
- جوني حرفوش.
- جوليان خليفة.
- علي سعيفان.
- رواد طعمة.
- هشام نون.
- رائف علاف.
- ايلي عبدو.
- مختار الديراني.
- ربيع عون.
- مصطفى الشامي.
- رجا بو شقره.
- علي حمود.
- حسام العلي.
- سليم سعيفان.
- فادي صليبا.
- هيسم أبو شقرا.
- محمد عبدالله.
- علاء سليقا.
- الياس ادمون عبود.
- حسين أبو حمدان.
- علاء ذيب.
- طوني بشارة.
- يوسف غندور.
- وسيم الزير.
- أمين دياب.
- محمد قرقماز.
- الياس القصيفي.
- علي جواد.
- سيمون شيبان.
- رامي جعفر حمزة.
- شادي خليل.
- عبد الحليم الحاج شحادة.
- ايهاب رافع.
- جوزف حبيقة.
- جلال شريف.
- يحيى خليفة.
- جوني سماحة.
- جان حنا.
- الياس الخوري.
- فارس أحمد.
- جوزف زكريا.
- شربل نهرا.
- الياس صفير.
- شادي الشحيمي.
- دوري روفايل.
- طارق حمود.
- ايلي متى.
- وهبي عيديبي.
- أحمد عويدات.
- علي بزيع.
- رودي دوره.
- راسي أبي صالح.
- رامي الغصين.
- جوي نادر.
- محمد دياب.
- أحمد نعمان.
- حسين صالح.
- ميلاد غنطوس معوض.
- توفيق عويدات.
- وجد توفيق.
- جوزف سعد.
- ود الحجيري.
- كريم مراد.
- جاد رزق.
- جلال الحاج شحادة.
- طوني كرم.
- حسين حرب.
- نعمة الله شديد.
- ثائر المصري.
- باتريك الحداد.
- ايلي خير.
- ملحم سعادة.
- رود أبو غزالة.
- زكريا هندي.
- علي ريا.
- وحيد فريجة.
- جورج طنوس.
- آدي طراد.
- محمد الطفيلي.
- رودولف باسيل.
- ربيع القزي.
- ايلي الكفوري.
- نجيب الريس.
- محمود أبو ذيب.
- حسن يوسف.
- ربيع الصباغ.
- خالد الخير.
- باسم نمر.
- جورج حرب.
- شربل سعادة.
- ديفيد نهرا.
- استيفن مرعي.
- عبد الناصر صالح.
- روي الحاج.
- فادي بدر.
- قاسم حسن.
- سبيرو المر.
- جورج الحاج.
- الياس توفيق عبود.
- ايلي حدشيتي.
- ناصر الموسوي.
- يوسف طباجا.
- ديغول نصر.
- يوسف الدرزي.
- الياس سكر.
- ايلي سماحة.
- ساري رستم.
- فادي شعنين.
- جورج جبور.
- ابراهيم شعبان.
- حسين حجازي.
- آلان مخول.
- عامر البرجاوي.
- بيتر القدوم.
- رودولف عازوري.
- روبن مخول.
- جاك زغيب.
- بشير اسحق.
- كريستيان سعيد.
- علي التوم.
- عمرأبو علي.
- نادر الحكيم.
- محمد المرعبي.
- ادي زينو.
- داني عبود.
- حسين نابلسي.
- محمد الزين.
- جورج البيسري.
- محمود شجاع.
- ملهم الشحيمي.
- فؤاد الشعار.
- سامر أبو رجيلي.
- محمد كبار.
- يوسف عواد.
- شربل شمعون.
- الياس عيد.
- وسام محفوظ.
- قزحيا افرام.
- بلال حمدان.
- جوني الحداد.
- جورج مراد.
- هادي الحاج شحادة.
- موسى شاهين.
- رواد بدران.

 

• قوى الجو:
-  حسن صفا.
- جان البعلبكي.
- جيلبار داوود.
- شادي ايليا.

 

• قوى البحر:
- علاء عمرو.
- محمد نعمة.
- جورج الدكاش.
- أحمد الحاج شحادة.
- بهيج يونس.
- ايلي الجبيلي.