زيارة رسمية

عشر طائرات ميغ 29 للبنان وتعهد بتدريب الطيارين

محادثات مثمرة لوزير الدفاع في موسكو وأبواب السلاح المتطور فتحت

مع خروج لبنان من حربه العنيفة ضد الإرهاب في نهر البارد، وبعد ملء الفراغ الرئاسي بانتخاب رئيس للبلاد، وعودة الحياة البرلمانية، وانطلاق حكومة الوحدة الوطنية، بدأ البحث الجدي في توفير إنطلاقة فاعلة للمؤسسة العسكرية،  فكانت لقاءات مع دبلوماسيين وعسكريين أجانب للتعاون العسكري وتزويد الجيش اللبناني السلاح والعتاد من دون شروط أو قيود. وكانت مفاجأة روسيا التي قدّمت عروضاً جدية ومغرية لتلبية كل طلبات الجيش من أسلحة وعتاد بما يمكنه من تعزيز قدراته القتالية والدفاعية على نحو كبير، على أن يكون قسم من السلاح المطلوب على شكل هبات، والقسم الآخر بأسعار تشجيعية متدنية، ولن يكون مجرد عتاد خفيف أو عادي وبسيط، بل سلاحاً متطوراً.

 

في الخامس عشر من كانون الأول 2008 وصل الى العاصمة الروسية موسكو وزير الدفاع اللبناني الياس المر في زيارة رسمية لروسيا الإتحادية تلبية لدعوة من نظيره الروسي أناتولي سيرديوكوف، أجرى خلالها مباحثات مع القيادات العسكرية الروسية حول تلبية احتياجات الجيش اللبناني من الأسلحة وإمكان شراء أسلحة روسية، في مقدّمها المدرعات والحوامات ووسائل الدفاع الجوي. ثم أعلن بعد اجتماع مطوّل عقده في اليوم الثاني من زيارته مع وزير الدفاع الروسي أناتولي سيرديوكوف في حضور رئيس الهيئة الفدرالية الروسية للتعاون العسكري الدولي ميخائيل ديميترييف، أن روسيا قررت تزويد الجيش اللبناني عشر طائرات حربية من طراز ميغ 29 كمساعدة لتعزيز القدرات القتالية للجيش.

وقال الوزير المر: «هذه الزيارة هي أهم زيارة قمت بها منذ أن توليت وزارة الدفاع الوطني حتى اليوم وتحمل أكثر من معنى. أولاً تحمل على الصعيد التقني والعسكري والسياسي بداية علاقة حميمة وصداقة وعلاقة عسكرية ومهنية عالية جداً. لقد قمنا بمحادثات مع وزير الدفاع الروسي وتطرّقنا الى جميع المواضيع التي تهم الجيش اللبناني، كما تطرّقنا الى الوعود التي سمعناها في السنوات الماضية من الكثيرين على صعيد تجهيز الجيش، ولسوء الحظ هذه الوعود مقبولة وجيدة عند البعض وهي مجرد وعود عند البعض الآخر».

وأضاف: «أمّا اليوم وبعد محادثاتنا مع معالي الوزير سيرديوكوف، تفاجأنا بمساعدة للجيش وهي عبارة عن عشر طائرات حربية من طراز ميغ 29 وهي من أحدث الطائرات التي يستعملها الجيش الروسي. وبالفعل كانت مفاجأة ضخمة بالنسبة إليّ وبالنسبة الى الوفد العسكري اللبناني.
كما سلّمني معالي الوزير مشروع إتفاقية تعاون سوف أناقشها في مجلس الوزراء لدى عودتي الى لبنان تمهيداً لإقرارها وإرسال بعثة عسكرية الى روسيا، واستقبال بعثة روسية بالمقابل لتقييم ما تبقى من حاجات الجيش».

وقال وزير الدفاع: «بعد توقيع الإتفاقية سنباشر مرحلتين: الأولى تدريب ضباط سلاح الجو اللبناني على قيادة الميغ 29، وفي الوقت ذاته تشكيل فريق عمل لوجستي عسكري، لأن الجانب الروسي ينتظر من لبنان تحديد حاجاته من تجهيز هذه الطائرات. وقد تريثنا كوننا تفاجأنا كي نعود الى لبنان ووزارة الدفاع وقيادة الجيش لتقييم ما هي الحاجة العملانية للجيش لتجهيز هذه الطائرات من صواريخ وغيرها، كون هذا الملف هو على عاتق الجانب اللبناني».

وشكر الوزير اللبناني القيادة الروسية وقال: «هذه المساعدة هي أكثر بكثير مما كنا ننتظر. وهنا أريد أن أشكر الرئيس الروسي ورئيس الوزراء فلاديمير بوتين والحكومة ووزير الدفاع ومعالي الوزير ديمترييف على الدعم والمحبة وكل ما قاموا به في هذه الزيارة. ونأمل أن تكون صفحة جديدة من العلاقات بدأت اليوم وإن شاء الله ستستمر الى مدى بعيد وبعيد جداً».
وقال الوزير المر رداً على سؤال: «إن التجهيزات التي كنا نفكر بها كانت متواضعة لأن الجيش تعوّد على الوعود من دون التنفيذ. أما بعدما تقدم الجانب الروسي بهذه الخطوة النوعية الكبيرة، فإن الأجواء تغيرت وعلينا تحضير لائحة جديدة للتجهيز لأن أبواب السلاح المتطور فتحت ودبابات ت90 والمصفحات الحديثة والمدفعية والصواريخ الحديثة كانت كلها على طاولة البحث».

وكانت وزارة الدفاع الروسية أقامت طوال يومين استقبالاً رسمياً للوزير المر والوفد المرافق، جرى خلاله عرض عسكري جانب الكرملين وعزف للنشيد الوطني اللبناني وسط حشود من المواطنين. كما وضع الوزير المر إكليلاً من الزهر على ضريح الجندي المجهول.
وأقام وزير الدفاع الروسي مأدبة غداء تكريماً للوزير المر والوفد المرافق.

كما أقام راعي أبرشية روسيا للروم الأرثوذكس المطران نيفون صيقلي مأدبة عشاء احتفاءً بالوزير المر، حضرها عدد من الوزراء الروس وقيادات وشخصيات رسمية من بينهم نائب رئيس الدوما والسفير اللبناني في موسكو عاصم جابر.
وذكر وزير الدفاع اللبناني في تصريحات للصحفيين أن «روسيا شريك مهم ونزيه لا يفرض القيود والشروط في مجال تزويد القوات المسلحة اللبنانية حاجاتها من السلاح والمعدات العسكرية».