لبنان جيش خلف جيشه

عطر الكلمة وبخورها لجيشنا البطل

عطر الكلمة وبخورها لجيشنا البطل، لجندي «يستقبل الريح والمطر على جبهته مطلع الشمس والغياب».
لجندي هو «قلبُ بلادي همةً وهوى...»
وهو «الريحُ تأتي»...
شعراء، أدباء وكتّاب حيّوا جيشنا فسكبوا أمام تضحياته
عطر الكلمة وبخورها...

السيفُ والزهرة
يموتون
حتى إذا شرب الصخر أجسادهم
نبتت زهرةٌ من دماءْ
على الجبل الصعب لبنانْ
حيث الجنوبُ ابتداءْ
وحيث الشمالْ
انتهاءٌ الى آخر الأرضْ
لم يُفرغوا قلبهم كي يموتوا
ولكن
لتبقى لهم
في أعالي السماءْ
زهرةٌ
مثلُ شمسٍ
على السيفِ دوّارةٍ
أو
كأرزٍ
يباركُهُ الربُ والأنبياءْ

محمد علي شمس الدين

 

 

أشرقت هاماتهم بطولات
لا يصل السلام إلاّ ممهوراً بالدّم.

الرصاص مصوّب على أبواب البيوت، على أبواب القلوب، على أبواب الكلمات... وكلما سقط باب استشهد ضوء.
 • • •
الجنود انتصبوا قامات من عزيمة موفورة الكرامة، وفي قَسَمهم: الفجر لن يتأخر، والعتمة لن تنتصر. هي تنتحر فوق أرضنا، وستموت زوالاً.
• • •
العتمة حقد، الحاقدون طغاة جلادون، اغتالوا العقل، قطعوا شرايين المشاعر، ورهنوا انفسهم لموت أعمى اسمه الارهاب... وتوزّعوا جماعات جماعات، يبشّرون به، يعّدون له، ويتوعدون، ويزنّرون الحياة بالدم والنار.
                             • • •
الجنود امتشقوا دورهم في الحفاظ على الحياة، فأشرقت الهامات بطولات، وكانوا الأقدس تضحيات.
ما سقطت يد أحدهم إلا لتتحوّل جسر عبور من ضفة الضيق، وعفن الزمن الأعجر، الى وطن الصحو والامان.
• • •
كل العواصف التي صفعت الأرض والشجر والحجر وبعض الأجساد... وظنّت أن الوطن استقال من ذاته، تراجعت أمام اثنين:
حرية، هي أبجدية هذا الوطن (ولو مسنونة وقاطعة كالسكين).
والتزام جندي يؤمن بالوطن انساناً حراً، وتراباً مباركاً سقته الجباه والقلوب بنبضها، فامتلأت بيادر الايام بالابطال.
• • •
لا يصل السلام إلا ممهوراً بالدم.
... ولبنان دفع الكثير من دمه، عن كل هذا الشرق، علّ هذا الشرق يتغلب على حقده، وينهض الى النور.

جوزف أبي ضاهر

 

 

الى الجندي اللبناني
لك مني، جيشَنا، اليوم، سلامْ،
يا سياجَ الأرضِ، والأرضُ حرامْ،

مالئاً، ظلك، ساحات الوغى،
ولقوسِ الأفقِ صُغْ أمضى السهامْ.

وارفعْ الهاماتِ راياتٍ عُلى،
وليُسَلَّ الزندُ سيفاً لاقتحامْ.

قلْ لمن ظنّك أرزاً والتوى
لامَ ذاكَ المفتري مَن لا يُلامْ!

جيشُنا اليومَ، حواه جانحٌ
هو نسرٌ، في المدى شُكَّ وسامْ.

صانه اللهُ هنيبعلاً لنا،
ويُدوي، فهو للعدل قيامْ.

بطلٌ مِ الشمسِ هلّت كفهُ،
ليس إلا في السَّنا يحلو المقامْ!

ويحومُ الموتُ مَن ذا؟ المعتدي
هاجمٌ! لا مَن يعي؟ لا مَن لِجامْ!

نحن للسِّلمِ متى السلمُ لنا،
ونشنُّ الحربَ إن مسَّ الكرامْ.

جئتُ لا للوهنِ، ربٌّ قالها!
أنا للحربِ متى الحربُ لِزامْ.

والذي منكمُ لا سيفٌ له،
فليبعْ ثوباً به يشتري حسامْ!

حربكم للحق ما الحقُّ؟ أنا
والحياةُ البُعدُها لا لاختتامْ.

عن شعاع دافعوا، عن موطنِ
كان شمسَ الدهرِ، تستغوي الغمامْ.

وادحروا البطلَ نبا يبغي السُّهى
بترُ باعِ البُطلِ عهدٌ والتزامْ.

جنةً عَدْناً مُنحتُم، قُدسها
كنتمُ، دوماً، وسرتم في الأمامْ.

غيرُكم، مَن أُعطيَ المجدَ بأنْ
يبتني لله صرحاً مُستهامْ!

وغدوتم كأسه، يملأُها
خمرةً من أرضكم، أرض العِظامْ.

شِئتهم أهلي يطولون السما؟
شمخوا رأساً كما الشهبُ شَهامْ،

مذ «زرعتَ الأرزَ» عزّاً، وانتهتْ
عند «أرز الرب» أسرابُ الحمامْ،

«لي كونوا»، قلتَ. كنا. والمنى
أن نظلَّ البُدَّعَ، الحلمَ التمامْ.

قوةٌ نحن بمن لا ينثني،
نبتغي حريةً مثل النسامْ.

باسمهم، باسم الذين استُشهِدوا
رافعين الحقَّ والحقُّ، دوامْ.

لا تزلْ أرض إلهي أرضُنا
وله حصناً حصيناً ومرامْ

وسنبقى هيكل الربِّ، بنا

وحدةُ الحبِّ وللناسِ السلامْ.

 

 

باقٍ لنا الجيش
باقٍ لنا الجيش تعلولي به الهممُ
كأجنحِ الأرزِ إما عُدَّ ألويةً
الجيشُ قلبُ بلادي همة وهوًى
وتعجب الزهو من زهدٍ به كِبَر
ووحدها المُثلُ العليا إذا نُحتتْ
... وللدخيل يهزُّ السيف يعلنهُ:
أنا الشمالُ، الجنوبُ، القلبُ، منتفضاً
إن البطولةَ بنتُ الفكرِ، وهي إذا
أهلي همُ كلُّ أهلي، القلبُ ضمّهمُ
تُفدى المواقفُ لا تردي لأشرفُها
والفكرُ يبقى كما وجهُ الإلهِ، وما
للمجدٍ روحٌ، وللأوطانِ حُرمتُها
والجيشُ ليس عديداً إنه بطلٌ
فاكتبْ على السيفِ، يا قلمُ
لكنهُ واحدٌ، إن يدعهُ العَلمُ
متى العمادُ ينادي، الجيشُ يقتحمُ
والزهدُ يعجبُ من زهوٍ به ندمُ
لها التمثيلُ، ثغرُ الخُلدِ يبتسمُ
دخيلُ، أرضُ بلادي مَقدِسٌ حرمُ
أنا البقاعُ، أنا بيروتُ والشممُ
عقَّتْ أباها، قلْ ظُلْمٌ، وقلْ ظُلَمُ
قسمتْ منهم، فقلبي ذاك منقسمُ
مواقفُ العزِّ، كانت، كانتِ الأممُ
إلّاهُ سيفٌ إذا تستصرخُ القيمُ
إنّا فداها، ولا تُهتكْ لها حُرمُ
حرُّ التطلعِ، لهوَ السيدُ الحكمُ

جورج شكور

 

تحية الى جيشنا اللبناني الباسل
ليش يا نوار غيرت القرار    وجرحت قلب الورد وحرق القمار
بعشرين من ايامك قفلت الدروب    وفتحت نار الحرب ع شموع الديار
بعلمي انت بالورد شمعة عم تدوب    ومن عطرك بتعصر قماقم بالزرار
ليش حتى هالسنة حرقت القلوب    وخليت ريح الموت تدخل كل دار
غدرت جيش بلادنا الوزّع طيوب    والغدر مش من شيمة رجال الكبار
وخليت عيدك يقطع شمال وجنوب    ومن كل وردة مزهّرة يسرق عطر
                 تا يعمّد الارزة بدم الانتصار
يا جيشنا يا بيارق محبة وسلام    يا رمز عزتنا ويا فخر عيادنا
ما بتنوفا أمجادك بطيب الكلام    ولا بينوفا دمك بخبزة زادنا
اسمك شرّف كل الاسامي بوجه عام    ومجدك رجولة ومعنوية زادنا
ومطرح ما جفن الفجر بالتاريخ نام    جفنك وعي ونامو بسلامة ولادنا
ومطرح ما حط الغدر سيف الانتقام    حطيت دمك على كفك بالوطن
               حتى تدافع عن حدود بلادنا
يا جيشنا يا قاهر جيوش الردى    مين البينكر بطشك بوجه العدى
لبّست عرس المجد من مجدك تياب    وعرّقت قرص الشمس وسقيتو ندى
وين وما عندك اسم شعشع للسحاب    وين وما تارك صوت دعساتك صدى
لا تخاف لولا المعتدي اساطيل جاب    انت اللي علمت الزمن درس الفدى
وارض اللي فيها متلك سواعد شباب    بتقبل كرامة ارضها الحرّة تموت
             وما بتقبل على ارضها يدعس حدا
تا تصون لبنانك حلفتلو اليمين    ورخّصت سعر الدم بعروق الشباب
بالشرف والتضحية رفعت الجبين    وكان الوفا كاتب على خلودك كتاب
غسّلت دم الأرض بالدم التمين    ومن ريحة تيابك سكر خيط التراب
عشت البطل ما تهاب غدر الغادرين    وتفتح بتم الصخر للامجاد باب
وتهجم مثل هجمة دياب الكاسرين    تطحن الموت بوجهك وتعمل حساب
عندك عرين وانت حامي هالعرين    ولو متّ ما تفزع ترابك ينتهي
              بيرجع بموتو يخلّدك قدس التراب
ولما ع نهر البارد الارهاب فات    ودنّس ارض بالشرق كانت صامدة
شفت الخيانة وغدرها بايد الطغاة    وحلم الامارة الشمالية الواعدة
هبيت متل الصقر تنهي مربعات    وتولّع مواج النهورة الباردة
تضرب قذايف جمرها يشوي الغزاة    تحاسب بشر مشيت شواز القاعدة
تدافع عن الأرض العليها الموت مات    وتكسر جناح النسورة الشاردة
ع فتح الاسلام اجترحت المعجزات    وعطيت درس من الفدا عن كبر ذات
                 وكسرت راس القاعدة بالقاعدة
يا جيشنا يا صاحب الطبع الأبيّ    يا لابس من العز بدلة مقصبي
نجوم العا كتفك غايرة منها النجوم    ولمعة نياشينك سيوف مدهبي
عشت بوطن متل الشمس فوق الكروم    ما يوم تفرّق مسكبي عن مسكبي
عالكل تشرق تالوطن عرسو يدوم    وتحضن الكل بعاطفة بيّ الصبي
وتحمل على كتفك انت كبر الهموم    ومن جوهرك تظهر نوايا طيبي
ومن كبر ايمانك بلبنانك عموم    وايمان عيش المشترك عن تجربي
بيرقين حملتهم وقت اللزوم    بيرق عم يصلّي على اسم المسيح
                وبيرق عم يصلي على اسم النبي
يا حضرة القائد الك ماضي قديم    بالذوق والاخلاق والعقل السليم
تسلمت جيشك عن جدارة وعن ثقة    ومين البينكر فضلك وجهد العظيم
كنت الحكيم ومجدك بمجد التقى    ومن حكمة سليمان جوهرة الصميم
حضنت الوطن حضنة عيون مقلقة    وسهرت ع جيشك سهر بيّ الكريم
لا تخاف يا لبنان يحصل تفرقة    وتنزل الدمعة من جرن عين اليتيم
ما زال قائد جيشنا رمز النقا    ومن صخر فخر الدين جوهر معدنو
            صورة بلاغة عن سليمان الحكيم

 

 

جندي أنا
انا هنا
ابن جبل الثلوج
جبل الارز والسنديان
اعرف الارض بالمواقع والاسماء
مواسم الزهر والثمر
عدد الجلال في الكروم
واسماء الاعشاب البرية،
احدد موقع كل حجر وصخر
واحب الوان التراب.

انا ابن المدى الازرق
اخطو على نغمات الموج
حافياً
على ذهب الرمل
وعلى زلق الصخور
اجمع الاصداف
اميّز انواع الاسماك
وابحار كل سفينة ومركب.

انا ابن السهل
اهيء ملجأ للطيور المهاجرة
واعشاشاً للعصافير
ارافق مجاري الانهار
ومن النبع الى البحر
اروي عطش الجنائن
ومساكب الورد والنعناع.

استقبل الريح والمطر
على جبهتي
مطلع الشمس والغياب
اسهر على درب القمر
واحدد المواقع للنجوم،
احرس الحب والاحبة
اكفكف الدمع
واوسّع مكاناً للفرح.

انا ابن القرية والمدينة
كل الوجوه
هي وجوه حبيبة
وشجرة عائلتي
تحمل كل الاسماء
اصلي
على نداء الاجراس والمآذن
واحفظ غيباً
الحان التراتيل
ونداءات التكبير.

انا ابنك يا وطني
جبلة من ترابك
جندي من جنودك
اعلّم اولادي تاريخك
وازرعك علماً على القمم.

انا هنا
لا تخف يا وطني
زندي سياج الحدود
ان طلبت مجداً
اصنعه لك
ان احتجت دمي
هو فداك
هو فداك
لا واجباً البّي النداء
فرحاً البّي
جندي انا
والامر لك
يا وطني.

الياس بو لطوف حزيران 2007

 

 

فخر أمهات لبنان
عيني ترقبهم، والقلب يرفُّ رفيف حبّ وحنان.
بحنان الأم أتابع خط تقدمهم، ولهيب بسالتهم، وأدعو الله كي يحميهم ويرعاهم بعنايته في كل حين.
يتقدمون في ما هم ماضون اليه، فوق دروب الخطر، وتتقدمهم شجاعة عزّ نظيرها: وغايتهم حماية الوطن ودرءُ الخطر عن حدوده والربوع.
«طرابين» حبق وأزرار ورد جوري: وتشعُّ وجوههم مثل الكوكب وسط هذه الظلمة المخيّمة فوق ربوع الوطن، وتعوّضنا بسالتهم عن كل ما يحيط بنا من إحباط وإذلال.
 • • •
فخرُ الوطن، ويمضون الى مواجهة الخطر بشجاعة قلّ نظيرها: إنهم جيشُ لبنان، وتفخر بهم أمهاتهم والآباء.
• • •
ويأتيني صوت واحدة منهنّ: أمهات الأبطال.
من المكان الأول يأتي،
من قريتي الرابضة عند سفوح جبل الشيخ: إبني على الخطوط الأمامية في مخيم «نهر البارد».
تقول ذلك وكأنها تزفُّ اليّ بُشرى، والفخرُ يغلّفُ صوتها، وأكاد أُبصره نافراً من عينيها: إبنها بطل وهي الأم الفخورة به.
• • •
لكن، وعندما اتصلت بي قبل أسابيع، لتُبلغني نبأ آخر، عن هجرة أخيه الى «كندا» كانت لصوتها رنة حزينة: هناك، يعني الهجرة وفراق الوطن، أما هنا، أما ما يقوم به ابنها الجندي، فيدفعها لتفاخر سواها من الأمهات.
وهي ليست أماً خيالية، فهي قريبتي، وأعلم أنها واحدة من أمهات الأبطال في بلادي.
• • •
أما الأبطال الشهداء، وقد رووا تراب الوطن بدمائهم الزكية، فتعجز عن وصفهم الكلمات، ونحتاج الى لغة جديدة لنكتب بها حكايتهم باعتزاز.
• • •
من زاوية الأمومة أبصرهم جميعاً، وهم أبنائي، وأتعاطف مع الأمهات المقيمات في القلق على المصير أو في الحزن على من استُشهد.
وأدعو الله كي يرد الضيم عن المناضلين البواسل، ويعزّي قلوب آباء وأمهات الشهداء الأبطال.

إميلي نصر الله

 

الجيش اللبناني... درة هذا الوطن
يا رجالات جيش بلادي... يا درة الوطن.. ويا مرقد الحلم اللؤلؤي، ومواجع المهج المتلظية بالحرق... حين انخطاف الحياة من أعطافكم ويفاع أعماركم، هي الشهادة لكم بأنكم أحياء عند ربكم ترزقون. لهذا أجدني أنحني أمامكم عبر كل المواعيد التي نعود فوق خطوطها الى عرينكم،  نستظل الأمن والأمان المفقودين منذ بدء انحباس الضمير وسقوطه على مذابح الشرف، الشرف الذي حملتموه ذخراً وعقيدة وطنية، شعارها التضحية من أجل حماية لبنان وشعبه وسيادته، الذي تعلمنا معكم كيف لنا أن نصونه بقلوبنا المؤمنة، ونحميه بين أشفار العيون في ليالي الظلمة الحالكة.
راهنوا على ذبحكم، فجاؤوا اليكم غدراً يذبحونكم على حين غفلة، متجاهلين قوة شكيمتكم التي ما كلت منها السواعد عن امتشاق السيوف دفاعاً عن الشرف الوطني، ولا فترت منكم عاطفة رفعتموها عشقاً سرمدياً الى الوطن...
... نعلن ولاءنا الكامل للجيش اللبناني وقائده المؤتمن على سيادة الوطن العماد ميشال سليمان، ولكل أفراده من ضباط وعناصر، معطوفاً على العهد والوعد بأن نشحذ اقلامنا باستمرار لتساند سيوفكم دفاعاً عن الحق والعدالة والشرف والكرامة التي أنتم رجالاتها الفوارس الشجعان، الذين لم يتركوا يوماً ساحات الوغى مهما عظمت التضحيات. فأنتم الشرفاء، وأنتم... أنتم جنود العزة والمجد التليد، وأنتم شموخ لبنان عبر الأزمنة الرديئة وعبر كل التحولات، وأنتم الكلمة الطيبة الناطقة بالحقيقة، وأنتم لغتنا المطوقة بعقود الياسمين، وأنتم العائلة الكبرى التي اليها نعلن الإنتماء، فبئس الموت الذي يهزمكم، وبئس الغيم الأسود إن حجب رؤاكم، لأن صمودكم ثابت، وصلب كأرز لبنان، وقاماتكم العالية هي التي سترسم تاريخ لبنان الحرية والكرامة من جديد، وستردون لنا، نحن أبناء هذا الوطن الشرفاء، حقوقنا المهدورة المذبوحة، التي وضعناها أمانة في أعناقكم، مع الثقة من تفانيكم في جهادكم المستمر وبسالتكم الشجاعة، التي ستبقي أقلامنا مرفوعة في وجه كل سلطان جائر، مهما طغى الطغاة واستبد الظالمون.
نشد على أياديكم، نتكافل معكم ونتضامن في السراء الضراء، ونرفع الصلاة طقوس عبادة مؤمنة نرشق بها خطواتكم، ليرعاكم الله برعايته لأنكم أنتم الخلص الأوفياء. والى نصر مظفر بإذنه تعالى.

د. سلوى خليل الأمين

 

 

دَوِيُّكَ الصمت
عالٍ على الآن
تَوّّاقٌ إليك غَدُ
يا جيشَ لبنانَ
هذا صوتُكَ الفرِدُ
عَمِّقْ صعودَكَ في المابعد
ضُجَّ بِهِ
دَوِيُّكَ الصمتُ يومَ الصوتُ يفتقدُ
وليس غيرُك من يَحمي الحمى
فإذا تحلّك الليلُ:
أنتَ الفرقدُ الأحدُ
أنَّى طغت عتمةٌ في النّاحِ تُظلِمُها
فالساحُ ساحُكَ
منكَ الفجر يتّلدُ
يا جُلَّه شرفاً يسمو بتضحيةٍ
غمرٌ وفاؤُكَ
جُدْ
يا ذا الوفا مَدَدُ
فشعبُنا ما له إلّاك لائذُه
يلتفُّ حولَكَ
يقوى فيكَ
يَحتشِدُ
سياجُهُ أنتَ
تعلو لي كرامتُهُ
من قبضة البغي والطغيان ينجردُ
ركنُ السيادة أنتَ
الرَّوعُ زهوته
والعنفوانُ على كفّيكَ يطّردُ
بسطْتَ ظلك؟
ها أهلي الى خَلَدٍ
بسطَ الأمانِ
ألا فليهنإِ الخلَدُ
هفَت إليكَ الروابي
والسهولُ
وما بين الجبالِ وبين البحرِ
والجلَدُ
جنوبُ، أهلاً وأرضاً،
قلتَ تَحضُنُهُ
أنْ وحدَكَ الفصْلُ
والحلّالُها العقدُ
تجيئه؟
عاد ربُّ البيتِ سيّدَه
والغاصبون طريق واحد: بَددُ
فصخرُ لبنان
بعضٌ من هوايته:
حفْر الأساميِّ من دالوا ومن ورَدوا
فيه الحضاراتُ والتاريخُ مربعها
ما كان من دونها لبنان يتّحدُ
بقاعه
الجبل
افتنّ الشمال الى بيروت
كلٌّ
وحول الكُلِّ تنضمدُ
اليك نرنو
وفي أحداقنا قيمٌ
بها علامتُنا في الناس تنفردُ
في قلب لبنانَ نبضٌ منكَ
ترصدُهُ
أجيالنا الصِّيدُ ما يسمو به الرصدُ
هذي ضلوعكَ فيها مَدْرَسَت عُنُداً
دون الشهادةِ
لا شّمٌّ
ولا عُنُدُ
ولا شموخٌ
ولا حريةٌ رَعَت استقلالنا
ضمّه الآباء والوُلدُ
ولا فَخارُ
ولا عزٌّ ونُبلُ إباً
ولا ترابٌ مدى لبنان يُنعبدُ
إن البطولات مجدٌ
ليس يدركه إلاّ الجناحاه: نَذْرُ الخلْد والأبدُ
الإرتفاع لنا
والعمقُ نهدتنا
فلا المساحات تغرينا
ولا الجُمُدُ
نحن انفتاحٌ على الدنيا
الى غدها
بنا الزمان مكانٌ
كيف ننغمدُ؟
أهليةٌ حربنا؟ لا.
الطائفيةُ؟ لا
هذي «همُ» اخترعوها.
نحن؟ متَّحَدُ
«هُم» لـ«التعايش» أو لـ«العيش مشتركاً»
يا عارَنا أنَّ هذا الوهمَ مُستَنَدُ
لَنحنُ عائلة إحدى
الحياةُ لها في أرض لبنان شعبٌ واحدٌ أحدُ
ولا عليك عِداً، يا أرزُ، ما كثروا
من جودةٍ أنتَ
«هُم» مكيالهم عددُ
حُرُّ ارتسِمْ
بالمواثيق اعتصِمْ أبداً
بِهامةِ الجيشِ شلْحُ الغارِ ينعقدُ
من زهْوِ طَلَّتِهِ
من وقْعِ خَطوِتِهِ
من وهْجِ سَطْوتِهِ
لبنانُ يَتَّقدُ
لأنه واحدٌ والشعبُ
لا خطرٌ
لبنان تبقى
ويبقى الخالدُ الصمدُ.

هنري زغيب

 

 

جيش بلادي

في عندن قوّي حربيّي
وفي عنّا للغدر حساب
عندن قيمي اخلاقيّي
خلفا مخبّا جيش دياب
وفي عندن قيمي فكريّي
نور الفكر بقلبا غاب
وجايين بإسم الحريّي
عَ بلادي يشنّوا الإرهاب
علّمهم يا جيش بلادي
شو يعني حقوق الانسان
عطيهم من مجدك زوّادي
بمجدك شو بيحلا البنيان
دعساتك للحق شهادي
نظراتك صدق وإيمان
وصوتك حريي بتنادي
بالوحدي منبني الأوطان.

جانيت قاصوف

 

 

ألجأ إليك أنت، أحبك أنت
يوم تصبح الأرض عيوناً وشظايا أحلام وشهادات حب،
يوم تصبح الأرض صورة حبيبة مخطوفة،
يوم تصبح الأرض أمي وأختي وبراءة البسمة على ثغر ولدي،
يومها، أناديك أنت، أتطلع اليك، أرى فيك السيف المقاوم، أحسّك اللا في زمن الهزيمة والليل والضياع.
يوم لا أنقى من عيني أمي، وهي مجذرة في التراب...
يوم لا أروع من جمال الحبيبة، وهو متسرب في كل عشبة وزهرة...
يوم لا أوفى من يدي جدّي الفلاح، صلبه التعب على جلجلة هذا الجبل...
يومها أتطلع اليك أنت، أنت أصرخ بك، أرى فيك جدي الفلاح وعيني الحببية ويدي أمي.

يوم لا تعود الحكايات كلمات وفواصل وإشارات،
يوم لا تعود الحكايات أسرار ماض عتيق في خزانة مكتبة،
يوم لا تعود الحكايات دقائق للفراغ والتسلية،
يوم تصبح الحكايات مساحات من الدمع والياسمين المقصوف وأكوام الشجر العطشان،
يومها أتطلع اليك أنت، ألجأ إليك أنت، أحبك أنت، أرى فيك الفرح والعودة والينابيع.

يوم يصبح المطر شراب الفقراء في الجبل...
يوم تصبح الشمعة كهرباء وأضواء مشعشعة...
يوم يصبح الرغيف كفاحاً هانئاً...
يوم تصبح الأقبية رفيقة حلوة...
يوم تصبح الأغنية زلزالاً في الضلوع...

يومها أتطلع اليك أنت، أناديك أنت، أهجم نحوك، أحتمي في يدك، ملجأ وخلاصاً.

مساحة الجسد هي مساحة الوطن، ويوم تغدو نبضة الوريد حكاية شعب،
الحلم الليلي تاريخاً من الدم والشهداء،
يوم تغدو القذائف مساماً في الجلد،
يومها أتطلع اليك أنت، كأنك الريح الصاعد في طريق المجد.

يوم تغدو الألوان، كل الألوان، ناراً وأرجواناً...
يوم تغدو الأحداث، كل الأحداث، أجراساً ومآذن وصلوات...
يوم تغدو العطور، كل العطور، أطفالاً ووروداً ونعناعاً برياً...
يومها أناديك أنت، أنت أركض اليك، أضمّك، وتصبح أنت وحدك الجسر الوحيد الى الوطن الآتي.

يوم تنطق حجارة راشيا مجداً وحرية وكرامة،
يوم ينطق الجبل، كما اليوم، غضباً، وأيّ غضب؟
يوم يتحوّل السهل الى حجارة واعية وتراب صادق،
يوم يتحوّل البحر الى منارات في وجه الحيتان وأسماك القرش،
يومها، أصلي لك، أنت، تعال، فقد آن زمن الرجال.

يوم أركض اليك، وأنت، أنت، بطل الساعات الأخيرة،
يومها أعرف أن الوطن الذي تزلزله العواصف وتهزّه الأحداث، لن يقع،
وسيرتفع مدى شموخ أرزة في عينيك.

سهيل مطر

 

 

أؤمن بالجيش
أؤمن بالجيش اللبناني،
جيش لبنان، الوطن النهائي لجميع أبنائه
أؤمن بالجيش اللبناني،
جيش الجمهورية اللبنانية، المبنية على التنوّع والديموقراطية
أؤمن بالجيش اللبناني،
جيش لبنان الجديد الذي يولد تحت أنظاري
أؤمن بالجيش اللبناني،
جيش الخلاص من آفاق الماضي وباني مستقبلي
أؤمن بالجيش اللبناني،
جيش المحاربين من أجل السلام
أؤمن بالجيش اللبناني،
جيش الأرز والزيتون والسنديان
أؤمن بالجيش اللبناني،
جيش أهلي ومعشري وخلاّني
أؤمن بالجيش اللبناني،
جيش الدفاع عن نمط عيشي وحرية أفكاري وأحلامي
أؤمن بالجيش اللبناني،
جيش العلم والبندقية والايمان

فريدريك معتوق

 

 

إذا ألمّت مظلمة أضاؤوا
 في قرس الليل أُحس به زقزقة في عروق الوطن، فتغرد له في وصاله القصي الذي بلون نسك الصوامع، أشرعة الوجع حتى الآه. كيف تكون البيادر مذهّبة بالسنابل، والدّنّان ملأى بالرحيق، كأنما أوتار قيثارة تترامى اليك... تكاشفك في مدارات الفصول بالغناء الشفيف.. هكذا، على بعض اللقى، يلامسك جرحه البتول غصناً على شرفة الريح... يسكنك صوته في مدائن الأعماق بالعباءة القصب، منتصباً كالرمح بين شروخ جبالنا الشُّم، فصهوة حصانه في مراقي الوطن المفؤود، يُهتدى اليها بالشّميم!
ذراعه، بالجدل والمقايسة، قصيدة من نور، وجبينه الأسمر معنى ولفظاً ووزناً وروياً، البرق والرعد والعاصفة، انتذر على نفسه إذا سِيمَ الوطن ضيماً وأغشى ليله، الشهادة، مشى اليها مختال العظفين، ثابت الخطوِ مكيناً، تتدفق من مآقيه في مدارج الحق أنهر الحياة، فتنجم السماء، ويعز شرف، وترخص تضحية، ويقدُس وفاء.

جوزف مهنا

 

 

نحن الحصاة لخابية الوطن
جيشنا هو المؤسسة الوطنية الأساس، قاعدة الهيكل وجسر السقف الذي إذا تداعى، لا سمح الله، إنهار كل شيء. لقد كنا دائماً الحصاة التي تسندك يا خابية الوطن الغالية الزاخرة بالرموز والكنوز، وما أحقر الذين ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا الحصاة - الأداة التي يقذفك بها أعداء لبنان بهدف تحطيمك. ندعو لك بالنصر في هذا الظرف العصيب، وفي كل ظرف داهم ومنعطف حاسم، فأنت الفجر وخشبة الخلاص وحصن الحدود والوجود. فسلام الله عليك، وصانك من كل أذى، خدمة للبنان.

جورج طربيه

 

 

.. وبالعزّ  راية
يا جيش لبنان القوي الجبّار    كتاف الارض حمّلتها ديونك
ردّيت عنها موجة الأخطار    وحقّقت ظنّ الشعب وظنونك
متل ما عالارض عم بتغار    لازم عليك نغار ونصونك
الأرض العليها سهرت ليل نهار    بترفض تعيش السلم من دونك
منك عطيت الأمن استقرار    وحافظت عا حدود الوطن بالنار
            وحافظت عا الارزات بعيونك
يا جيشنا لصدق المبادي بتحتوي    من جنودك تراب الوطن عم يرتوي
بالرغم ما الحاقد على غدرك نوي    لا عزمك تغيّر ولا زندك لوي
كل الشرف والتضحية وكل الوفا    برسالتك يا جيش لبنان القوي
    
يا جيشنا عرفناك إبن مؤسّسي    للدّهر ما بتلين لو ظرفك قسي
وجودك رسالي بالمحبة مكرّسي    بإيمانها بتصون أرض مقدّسي
بالسلم ورد وبالحروب سياخ نار    وبالعزّ راية وبالشجاعة مدرسي
    
يا جيشنا يللي النجوم بتقربك    ما في قوى عالأرض فيها تقربك
مشرب وفا وعزّ وكرامي مشربك    مطلب شرف خدمة بلادك مطلبك
لا دموع نهر البارد بتقوى عليك    ولا رموش عين الحلوة فيها ترهبك
    
بلادي غنية وعزّها بجنودها    وجنودها دعمة كيان صمودها
شعوب اللي بتحافظ عا ارض جدودها    بتضلّ أرض جدودها معبودها
وعا حدودها بلاد الما بتوقّف جنود    بتلعب عيون المعتدي عا حدودها
    
يا جيشنا مقلع بطولي مقلعك    ومن مقلعك ما في رياح بتقلعك
بساحات ميدان البطولي منقشعك    بأصوات بتهزّ الجبال منسمعك
لا تخاف من غدر وتجنّي المعتدي    ما زال شعبك حدّك والله معك

 

 

يا جيشنا البرق

آتٍ اليكَ، بي خوفٌ، بك الشررُ
إني أنا أنت يومَ الحبُّ ينكسرُ
جيشٌ هو وطني الهدارُ، لا قلقٌ
يخضّنا، لا ولا رعبٌ ولا خطرُ

هوَ، هوَ الريحُ تأتي
من هناكَ الى... لبنانَ،
سوّره جيشٌ هوَ النسرُ
دماؤكَ اليومَ أقمارٌ، ففي غدِنا
أسطورةُ الجيش تُحكى، إنها العُطرُ.

عالٍ كما الدهرُ، مشّاءٌ لكَ الظفرُ
يا جيشنا البرق، أنتَ الريحُ والمطرُ
تُضيئنا بعدَ ليلِ القهرِ تحملنا
الى المسافات، خمرُ الكرمِ نعتصرُ

صهيلكَ الآن وسعُ الحبِّ أنبلهُ:
بأنّ ناركَ عدلٌ كلها زهرُ
يا جيشَ لبنانَ ذاك الوعدُ نعرفهُ:
الى البطولاتِ يهدينا فننتصرُ.

يا جيشنا الواحدَ الهدار، يا وجعاً
من البطولةِ، أنتَ الشعرُ والعمرُ
إذا مشيتَ شمالاً جلت في سفرٍ
من الرجولةِ راحَ التبرُ يُنتثرُ.

ويسألونكَ عن لبنانَ، لي وطنٌ
هوَ التساطعُ كلَّ الكونِ يختصرُ
هوَ انفتاحٌ على المابعدْ، فلسفةٌ
من العبيرِ، بذاكَ السرِ ينتشرُ

هوَ الريادةُ: فكراً كانَ أمْ صهلاً
رياحُهُ الوردُ والتاريخُ والعبرُ

هوَ البهاءُ يعني، ظلَّ معجزةً
منَ التواصلِ، حَرْفاً مسّهُ السحرُ

هوَ انبهارٌ بفيضِ اللهِ، أغنيةٌ
منَ الشمولِ، وفجرٌ مدهشٌ نضرُ

هوَ المحبةُ، نسغُ الأرضِ، أروعهُ:
بأنّ أهلهُ ظلوا فوق ما انحدروا

هوَ الحنينُ الى الناياتِ تحملنا
الى «الهنالكَ» نغدو الضوءَ ينهمرُ

هوَ، هوَ مَن تبنّى اللهُ مولدَهُ
فهبَّ من عدمٍ وانزاحتِ السُترُ

لولاكَ جيشنا كنا بعدُ في عدمٍ
ومسّنا القحطُ، أنتَ المدهشُ القمرُ
أضأتَ لبنانَ، لولا وقفةٌ شمختْ
كالارزِ، صرنا هباءً بيتنا الوعرُ

شعبي المرصعَ بالإبداعِ تنقلني
الى بهاكَ رموزٌ، إنها الفكرُ
تجيءُ جيشكَ والأصواتُ هاتفةٌ:
لبنانُ باقٍ بجيشٍ.. إنهُ النهرُ.

روبير غانم