سياحة في الوطن

عطلة الصيف: من الموجود جود
إعداد: ريما سليم ضومط

في الماضي، كان التخطيط للعطلة الصيفية حافلًا بالخيارات، إذ كان بإمكان الفرد اقتطاع قسم من راتبه وادّخاره لقضاء عطلة مميزة خارج البلاد أو داخلها. أما اليوم، فقد بات الوضع مختلفًا في ظل تزامن أزمة وباء كورونا مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، إذ لم يعد السفر خيارًا ممكنًا لمعظم اللبنانيين، وكذلك الأمر بالنسبة إلى العطل الداخلية الباهظة الكلفة. ومع ذلك، ما زالت فرصة قضاء عطلةٍ ممتعة متاحة للجميع بفضل غنى وطننا بالطبيعة الخلّابة والمناخ الجميل.
في ما يأتي، عرضٌ لبعض النشاطات السياحية الصيفية التي تتيحها تضاريس لبنان الطبيعية من جبال وأنهر وغابات، واقتراحات لعطلةٍ جميلة، ضمن إمكاناتٍ مادية متواضعة.


العودة إلى الطبيعة والتمتّع بجمالها ونقائها هو بمثابة علاجٍ للقلق الذي يعانيه معظم اللبنانيين في ظل الأوضاع الضاغطة التي نعيشها. ومن نِعم الله على وطننا، غناه بالمناطق الطبيعية التي ما زالت تحافظ على توازنها الطبيعي لجهة التنوع البيولوجي النباتي والحيواني. من ضمن هذه المناطق المحميات الطبيعية التي تتيح لزائريها ممارسة عدة نشاطات من ضمنها المشي Hiking، وتسلّق الجبال، ومراقبة الطيور. ولبنان غني بالمحميات (١٣ محمية طبيعية، و٢٨ غابة محمية و١٧ موقعًا طبيعيًا)، ما يشكّل فرصة ممتازة لمحبّي السياحة البيئية.
للنزهات أيضًا مواقع رائعة بطبيعتها ومناظرها الخلابة، من بينها جنة شوّان الواقعة على ضفاف نهر إبراهيم، وعيون السمك في عكار.
كذلك، هناك عدد من المواقع التي تلقى إعجاب الزائرين، كشلالات أفقا، دير تعنايل - البقاع وشلالات بعقلين واللقلوق وبالوع بلعا المشهور بعمق ٢٥٠ م في تنورين.

 

مراقبة الطيور المهاجرة
مراقبة الطيور نشاط ممتع يستهوي الأولاد ويعزز حسّهم البيئي. ويُعتبر لبنان نقطة توقّف مهمة للطيور المهاجرة، (أكثر من ٣٠٠ نوع)، بما فيها الطيور المهددة بالانقراض مثل النسر الإمبراطوري والطيور الجارحة والسناجب بالإضافة إلى الطيور المائية وغيرها.
تتوافر عملية مراقبة الطيور عبر ثلاثة محاور:
- المحميات الساحلية، بما في ذلك محمية جزر النخيل الطبيعية ومحمية ساحل صور الطبيعية، التي تُعتبر موطنًا للعديد من الطيور البحرية والمائية.
- المحميات الجبلية، مثل محمية حرش إهدن الطبيعية ومحمية أرز الشوف، اللتين تأويان النسور والسمان.
- المناطق الداخلية، توفّر المستنقعات والسهول في وادي البقاع، ولا سيما في محمية عمّيق، فرصًا وفيرة لمشاهدة الطيور. كذلك، فإنّ قرية إبل السقي الجنوبية التي تقف على حافة الوادي، تشكّل ممرًّا فريدًا من نوعه للطيور المهاجرة لا سيما الصغار منها.

 

التخييم
تتيح طبيعة لبنان الخلابة فرصة مميزة للراغبين في المبيت في أحضان الطبيعة من خلال التخييم المتوافر في عدّة مناطق لبنانية، من بينها عمشيت وشحتول ولحفد وإهدن ومرج بسكنتا وقرنايل وبتخناي ويحشوش ووادي الست ودير الحرف وعين زحلتا وصوفر وسمار جبيل وكفرحزير والكورة وبقسميّا وبمهرَيه...

 

الحدائق العامة
صحيح أنّ المناطق اللبنانية غنية بالمنتجعات الفخمة والمقاهي والمطاعم التي تعج بالسائحين، لكنّ هذه الأماكن ليست الوحيدة التي تتيح الراحة والاستجمام، إذ يوجد العديد من الحدائق الخلّابة التي تتيح النزهات المجانية وقضاء وقت ممتع برفقة العائلة أو الأصدقاء.

 

رياضة السباحة
يوفّر ساحل لبنان من شماله إلى جنوبه، الكثير من الشمس والرمال للتمتع بهما. وإذا كانت المنتجعات الفاخرة تفوق قدرة غالبية المواطنين، فهناك بعض المسابح الخاصة التي توفّر مستوًى جيدًا من الخدمة بأسعارٍ مقبولة، بالإضافة إلى الشواطئ العامة المجانية وشبه المجانية، التي يُعتبر البعض منها جيدًا ونظيفًا، ومن بينها شواطئ جبيل وشكا والبترون وجنوب صور.
في هذا الإطار، ننصح المواطنين بالتزام التعليمات الصادرة عن وزارة الصحة في ما خصّ ارتياد المسابح والشواطئ بهدف الحماية من فيروس كورونا.