قدرنا الشهادة

عكار في وداع المعاون الشهيد ابراهيم زهرمان: «زلغطي يا أمي... خيّي شهيد»

صباح السبت 2 شباط، كانت عكار في استقبال ابنها البطل المعاون الشهيد ابراهيم زهرمان محمولًا على أكف الرفاق، مكفنًا بالعلم الذي افتداه.
أهالي البلدات العكارية الذين يرتدي جل شبابهم بزة الجيش، استعادوا بمرارة مشهد مواكب الشهداء، من شهداء موقع العبدة الذي دمره العدو الإسرائيلي، إلى شهداء معركة نهر البارد، وأولئك الذين سقطوا في انفجار غادر وسواهم.
استشهاد المعاون زهرمان أعاد تحريك الخنجر في الجرح، فكان الحزن والغضب في كل بيت، وكانت الشرائط البيض تحاكي الأوشحة السود: إنه قدر الرجال الاأطال.
«لا تبكِ يا أمي، زلغطي... خيي شهيد»، قال شقيقه للوالدة المفجوعة...
وصل جثمان المعاون الشهيد ابراهيم زهرمان إلى بلدته حكر الشيخ طابا ملفوفًا بالعلم اللبنـاني. واستُقبل اسـتقبال الأبطال بنثـر الورود والأرز وصيـحات التكبير وإطلاق الأعيرة النارية والمفرقعات.
وقد أدت له ثلة من الجيش التحية وحمل على الأكف في مسيرة اتجهت إلى منزل والديه اللذين كانا بانتظاره، فكان اللقاء مؤثرًا.
موكب التشييع عبر بلدات حلبا والشيخ محمد وخريبة الجندي وكوشا التي استقبلته وشاركت في التشييع وصولًا إلى قرية قتة التي احتشد فيها الوافدون من قرى المنطقة وبلداتها.
صلي على جثمان الشهيد في مسجد الشيخ عمر في قتّة، في حضور العقيد زخيا الخوري ممثلًا وزير الدفاع وقائد الجيش، ومفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا وحشد من الشخصيات الرسمية والروحية وفاعليات المنطقة ورفاق السلاح.

 

عريس جديد للشهادة
العقيد زخيا الخوري القى كلمة في المناسبة واستهلها قائلًا:
«نزفّ اليوم إلى الوطن عريسًا جديدًا للشهادة، رفيقًا عزيزًا من رفاق السلاح، شاءت يد القدر أن يرحل عن هذه الحياة الدنيا، وهو يؤدي واجبه العسكري في الحفاظ على سيادة الوطن وأمنه واستقراره، ودرء خطر الإرهاب والإجرام المتربص شرًا بشعبه، لينضمّ إلى قوافل شهداء الجيش الأبطال الذين سقطوا على امتداد مسيرة الشرف والتضحية والوفاء، مرصّعًا صدر مؤسسته بأوسمة المجد والافتخار، ومعطّرًا تراب بلاده بأريج الحرية والكرامة والعنفوان».
وأضاف قائلًا: «إن الإعتداء السافر الذي تعرّض له الجيش في منطقة البقاع بالأمس، وأدّى إلى استشهاد كلّ من الرائد بيار بشعلاني والمعاون إبراهيم زهرمان، بالإضافة إلى إصابة عدد من رفاقهم بجروح، قد لاقى استنكارًا واسعًا من الشعب اللبناني، ليس لأنه اعتداء على المؤسسة الوطنية الأولى فحسب، بل لأنه اعتداء على لبنان بأسره، لبنان الواحد السيد المستقل ولبنان الرسالة والعيش المشترك، فالتطاول على هذه المؤسسة من أي جهة كانت كما التحريض عليها، هما بمنزلة الخيانة الوطنية، وكونوا على ثقة بأن الجيش لن يفرّط بدماء شهدائه وجرحاه، ولن يستكين على الإطلاق حتى إنزال العقاب بالقتلة المجرمين وتحقيق العدالة كاملة من دون نقصان».
وختم بالقول: «شهيدنا الغالي، تلاقيك اليوم بلدتك الحبيبة، بكبارها وصغارها، بنثر الأرز والورد فوق جثمانك الطاهر، وأيضًا بسيل الدموع وفيض المشاعر على ذكراك الطيبة، ورحيلك المفجع وأنت في ريعان الشباب وربيع العطاء. وهذه مؤسستك وهؤلاء رفاقك بصمتهم المهيب، يتوجّهون إليك بأسمى آيات التقدير والعرفان على خدماتك الجلى ومناقبيتك الراسخة وخصالك المشرّفة، كما يحيّون عائلتك الصابرة، المشهود لها بمحبة الجيش والوطن».
كذلك كانت كلمة للمفتي زكريا أكد فيها ضرورة فتح تحقيق جدي في الحادث.

 

 من الوطن الى جيشه ومن جيش الوطن الى أهله
دفن الجيش شهيديه وتابعت وحداته مهماتها وظل الرأي العام في حالة غليان زاد من وطأتها تناقل صور تظهر التنكيل الذي تعرّض له الشهيدان في مبنى بلدية عرسال.
وشهد الرابع من شباط لقاء في القصر الجمهوري تابع خلاله الرئيس سليمان الأوضاع الأمنية والوضع في عرسال مع كل من وزير الداخلية والبلديات مروان شربل وقائد الجيش العماد قهوجي، مشددًا على ملاحقة مرتكبي جريمة قتل العسكريين وسوقهم إلى القضاء.
ولاحقًا، زار قائد الجيش منزل عائلة المعاون الشهيد ابراهيم زهرمان، حيث قدّم تعازيه الحارّة لأفراد العائلة، منوّهًا بمسيرة الشهيد ومناقبيته العسكرية المميّزة، ومؤكّدًا أنّ دماءه ودماء رفيقه الرائد الشهيد بيار بشعلاني والعسكريين الجرحى كافة، هي أمانة في أعناق الجيش، الذي سيتابع قضيتهم حتى توقيف المجرمين وتحقيق العدالة كاملة.
في اليوم ذاته عقد مدير المخابرات العميد الركن ادمون فاضل لقاءً مع الإعلاميين في حضور مدير التوجيه العميد الركن حسن أيوب, عرض فيه واقعة عرسال.
كما عمت الإعتصامات والإحتجاجات مختلف المناطق استنكارًا للإعتداء على الجيش، ما حدا بقيادة الجيش - مديرية التوجيه إلى إصدار بيان في 4/2/2013 جاء فيه:
«إن قيادة الجيش إذ تتوجه بالتحية والشكر إلى جميع المواطنين في كل المناطق اللبنانية، والذين عبّروا عن مشاعرهم الصادقة تجاه المؤسسة العسكرية وتضامنهم الواسع معها إزاء التطورات الأخيرة، تدعوهم إلى الامتناع عن قطع الطرقات وإقامة الاعتصامات وجميع المظاهر التي من شأنها الحد من حرية المواطنين أو إعاقة تنقلهم وإلحاق الضرر بمصالحهم».

 

نبذة عن حياة الرائد الشهيد بيار بشعلاني

نعت قيادة الجيش - مديرية التوجيه، النقيب بيار بشعلاني، الذي استشهد بتاريخ 1/2/2013 في أثناء قيامه بمهمة حفظ أمن واستقرار في منطقة عرسال.
- من مواليد 4/7/1982 في بلدة المريجات - زحلة.
- تطوّع في الجيش بصفة تلميذ ضابط اعتبارًا من 15/1/2002.
- رقي إلى رتبة ملازم اعتبارًا من 1/8/2004، وتدرج في الترقية إلى رتبة نقيب اعتبارًا من 1/1/2012.
- رقي إلى رتبة رائد بعد استشهاده.
- تابع عدة دورات دراسية في الداخل والخارج.
- حائز عدة أوسمة وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته عدة مرات.
- متأهل وله ولد واحد.

 

نبذة عن حياة المعاون ابراهيم زهرمان
نعت قيادة الجيش الرقيب الأول ابراهيم زهرمان الذي استشهد بتاريخ 1/2/2013 خلال قيامه بمهمة حفظ أمن واستقرار في منطقة عرسال.
- من مواليد 3/4/1981 مشمش - قضاء عكار.
- تطوّع في الجيش بتاريخ 27/11/2000.
- رقي إلى رتبة معاون بعد استشهاده.
- حائز عدة أوسمة، وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته عدة مرات.
- متأهل وله ولدان.