احتفالات شعبية

عمشيت: تحية إلى حامي الحمى

كرّمت بلدية عمشيت الجيش اللبناني بمناسبة الأول من آب، وعلى عادتها كل عام أحيت احتفالاً في ساحتها (ساحة الجيش اللبناني) حضره وزير الدفاع الوطني الياس المرّ ممثلاً فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، والعميد الركن أنطوان حريق ممثلاً قائد الجيش العماد قهوجي، ورئيس بلدية عمشيت الدكتور انطوان عيسى وجمع من فعاليات البلدة والمنطقة والأهالي.

 

الوزير المرّ:
الأوطان تبنى بدماء الشهداء

استهل الوزير المر كلمته بالقول:
«لا تُبنى الأوطان العظيمة إلا بدماء شهدائها وسواعد الاحرار من أبنائها، ولا يحافظ على الأوطان العظيمة إلا بوحدة ابنائها والوفاء لشهدائها، وأنتم يا أهل عمشيت أهل الحضارة والعلم، كما وهبتم الحرف للعالم تهبون ثقافة حب الوطن والوفاء لفخامة الرئيس العماد ميشال سليمان والجيش اللبناني والوطن.
في الأول من آب ننحني إجلالاً لذكرى شهداء الجيش، وما أسخى هذا الجيش بدماء شهدائه وسواعد أبطاله الذين يدافعون بشجاعة نادرة عن كل حبة تراب، لا غيرة لهم إلا على لبنان ولا هدف لهم غير سمو أرز لبنان.
في الأول من آب، الى أبطال الجيش تتجه الأنظار كما في كل تحد واستحقاق ولا يخيب الأمل بل تكبر الآمال مصونة بجيش مستعد دوماً لتقديم التضحية ثم التضحية ثم التضحية».
وأضاف قائلاً:
«في الأول من آب نهنئ الشعب بعيد جيشه، ونوجّه التحية إلى القيادة والضباط والجنود، إلى هؤلاء الذين في كل مناسبة لهم موقف وأمام كل موقف، ينهلون من نبع الحكمة وروح المسؤولية.
التحية إلى أبطال الجيش الذين بقيادة فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان تصدوا للعدوان الاسرائيلي في تموز 2006 وشاركوا الشعب والمقاومة الشهادة والنصر.
والتحية الى أبطال الجيش الذين بقيادة فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان تصدوا للارهاب في مخيم نهر البارد وانتصروا عليه
والتحية إلى أبطال الجيش الذين يحققون إنجازاً تلو الآخر يوماً بعد يوم يطاردون شبكات الارهاب يصطادونها قبل تنفيذ جرائمها، يفكّكون شبكات التجسّس ويحافظون على السلم الأهلي.
التحية إلى أبطال الجيش الذين يجهدون في حماية موقعه بين الأمم بتنفيذ القرارات الدولية بمشاركة اليونيفيل في الجنوب.
التحية الى الجيش الذي صان الديمقراطية وحمى أمن الانتخابات التي جرت في يوم واحد على كل الأراضي اللبنانية.
في الأول من آب نؤكد التزامنا متابعة البناء والتطور بتحديث الآلة العسكرية للجيش لدفعه نحو صناعة المعرفة حتى يصير الجيش هو المشروع، ومشروع الجيش هو تطوير مجتمع بكامله، يتعلم منه كيف تختلط المذاهب وتذوب لأجل لبنان وكيف تتفاعل المواهب وتعمل لأجل جيش أفضل... فوطن أفضل.
في الأول من آب نستلهم الدروس والعبر لنحافظ على وطننا حراً أبياً بوحدتنا وتفاهمنا وتماسكنا كلبنانيين جميعاً لنحافظ على شعلة السيادة وثورة الحرية.
فالاستقلال لنا جميعاً والحرية لنا جميعاً ولا كرامة لشعب إلا في وطنه في سيادته وحريته».
وختم بالقول:
«في الأول من آب التحية الأكبر لمن حمى ويحمي الجيش والوطن، لمن كسر الإرهاب وأسقط الفتن، لمن يقود السفينة إلى شاطئ الامان. التحية لإبن عمشيت الوفي فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي يبني لبنان على صورة الجيش قوياً بوحدته موحداً بقضيته، لكي يبقى لنا وطن نستحق شرف الإنتماء اليه».

 

قيادة الجيش
ممثل قائد الجيش العميد الركن حريق قال في كلمته:
«يسرّني ويشرّفني أن أقف بينكم اليوم، ممثلاً قائد الجيش العماد جان قهوجي، في هذا الاحتفال العطر، الذي جعلتم منه تقليداً سنوياً، يعبّر عن عمق إنتمائكم الوطني وارتباطكم بالمؤسسة العسكرية. هذه المؤسسة التي تستمر في أداء رسالتها الوطنية، قوية بالتفاف الشعب حولها، منيعة بإرث شهدائها وتضحيات أجيالها».
وأضاف:
«من أين لقامات الأقلام المشحونة بغار الكلام، وبديع المعاني والصور، أن تصف بلدة عمشيت، وهي حاضرة بلاد جبيل وشقيقة مدينة الحرف، وجوهرة الشاطئ المشرّعة أبوابها إلى رحاب التاريخ، حيث الأمجاد والبطولات والذكريات الجميلة، الفاتحة ذراعيها لكل زائر عاشق، ينشد التجوّل في أرجائها وحفافيها، ليتلمّس في حجارتها العتيقة وبيوتها القديمة، حضارة شعب لا تموت، ويسمع في هدير أمواجها وحفيف أنسامها، أهازيج بحارتها الأوائل الذين انطلقوا من هذه الارض المعطاء، حاملين كنوز المعرفة والخير والجمال الى آخر أصقاع الدنيا.
بعد هذا كله، هل من المستغرب على عمشيت أن تحتضن الجيش في عيده، فتزيّن ساحاتها براياته، وترصّع جبينها بشعاراته، وهي التي كانت صنوّه في الإخلاص والوفاء، ورفيقة دربه الدائمة في السرّاء والضرّاء؟ وهل من المستغرب أيضاً على عمشيت أن تثبت نفسها قلعة وطنية شامخة، بعد أن قدّمت للوطن نخبة من الأدباء والشعراء والمفكرين والعاملين في الشأن العام، متوّجة هذا العطاء، بتقديم فارسها العماد ميشال سليمان، رئيساً للجمهورية اللبنانية، ليلمّ شمل البلاد والعباد ويقود مسيرة الخلاص والإنقاذ، بحكمته المعهودة ورؤيته الصائبة ومواقفه الشجاعة؟».
وفي ختام كلمته قال:
«في هذا العيد العزيز على قلوبكم جميعاً، يعاهدكم الجيش أن يبقى متمسكاً برسالته وثوابته، وعلى استعداد دائم لبذل التضحيات الجسام ذوداً عن الأرض وحفاظاً على الحرية والسيادة والاستقلال، وهو يدعوكم الى ترسيخ الثقة بمستقبل لبنان، مهما اشتدت المصاعب والتحديات، فالبنيان متين، ولا مكان في النفوس، للوهن أو اليأس أو التراجع».

 

بلدية عمشيت
رئيس بلدية عمشيت الدكتور انطوان عيسى تناول في مستهل كلمته مناسبة الأول من آب وقال:
«عمشيت، لها مع الجيش حكاية تاريخية، فمنذ أصبح للوطن جيش يحمي حدوده ويصون بنيه، وبلدة عمشيت لا تبخل في إمداد هذا الجيش بالخيرة من أبنائها، الذين شكّلوا على مر الزمن الدعائم لا بل الأعمدة للمؤسسة العسكرية. فالملازم ميشال يوسف لحود رحمه الله كان أول الملتحقين بمؤسسة الجيش اللبناني بعد تخرّجه من المدرسة الحربية الفرنسية، وكان قد شارك في العمليات الحربية خلال الحرب العالمية الأولى، كما توصل هذا الضابط العمشيتي الى اختراع حيطة للبندقية الحربية حيث قيل في ذلك الوقت إنه «بإضافة هذا الاختراع اليها فقد أصبحت البندقية الفرنسية في طليعة البنادق العالمية».
وبعده كرّت السبحة، فمن أسفل الهرم إلى قمته جنود وضباط أكفياء، مدنيون عملوا في مصالح الجيش ومؤسساته فكانوا قدوة في المناقبية، ومن ثم عقداء وعمداء إلى قائدين للجيش: الأول شغل منصب وزير دفاع والثاني رئيساً للجمهورية».
وأضاف:
«إنه شرف لعمشيت أن ترصّع سماؤها بالنجوم وفخر لها أن تتوهج ساحتها بالسيوف وأن تزدان بواباتها بأقواس النصر، إجلالاً ووفاء لجيش وطني موحد صامد أبداً بوجه المحتلين والطامعين. وفاء لمؤسسة عريقة في التضحية ترسخ نضالها وتجذّرت بطولاتها على مر العهود بفضل قادة آمنوا بلبنان الدولة لا الدويلات، وبلبنان الوطن لا المزرعة، وعلى رأس هؤلاء فخامة الرئيس القائد الأعلى للجيش...».
وتوجّه إلى قائد الجيش بالقول:
«يا قائد أبطال جيشنا، يا من حملت الشعلة، متابعاً المسيرة بحزم وعزم وثبات، تحيط بك نخب الضباط والجنود البواسل، لك منا كل الدعم والمساندة في جهدك الدؤوب لردع العدو الإسرائيلي الغاصب، ولضرب الإرهاب الغادر، ولتفكيك شبكات العمالة والخيانة ولحفظ الأمن والسلم الأهلي...».
وتوجّه إلى الشهداء:
«لن ننساكم... لن نخذلكم، سنبقى أوفياء لدمائكم الطاهرة، وسنواصل مسيرتكم ونحكي سيرتكم لأطفالنا، لكي ينشأوا على مثالكم وصورتكم ويعمروا وطناً مجبولاً بدعاء ودموع أمهاتكم...».

 

رابطة المختارين
المختار شربل الخوري ألقى كلمة رابطة مختاري قضاء جبيل، وقد استهلها شعراً:
اختل معي فأنا من الفجر طيب
إذا خاب لون الدنى
فرابطة مختاري بلاد جبيل لا تخيب
زهونا بعنفوانك يا بطل
كما يزهو الشدو والعندليب
وشبّه عسكريي الجيش اللبناني بنبع الماء البارد الذي يروي ظمأ الصحراء. وبالنسور القادمة من ليل المتاريس الترابية. هم قرع الطبول الآتية من أعماق المعارك.
وقال: «رحم الله رفاقكم الشهداء، فموت الورود لا يميت عطرها وغدر الأعداء ما عاد يخيفكم، لأن الريش قد يتساقط عن أجنحة النسور وتبقى النسور رمزاً للإباء. فاستشهاد أبطال الجيش يحيي الوطن كما أن شحوب الخريف ووجع الأرض يطلعان السنابل الخضراء.
في كل عام، في الأول من آب يحتفل لبنان بعيد جيشه وكأن شهر آب محروس من الآب السماوي، مرصّع بالدر والياقوت، مطرّز بالتضحيات والعطاءات، مشعّ بترانيم العذارى، محمي بصلوات الغيارى، والموت لو كان عادلاً لكان عن أبطال جيشكم توارى...».
شارك في إحياء الإحتفال الفنان معين شريف وموسيقى الجيش، وقدّمه المهندس ظافر سليمان، وقد تخلله وضع إكليل على النصب التذكاري وتسليم دروع.