- En
- Fr
- عربي
مهمات عملانية
أعدّ فوجا الحدود البرية الأول والثاني محاضرة مشتركة في قاعة العماد نجيم في وزارة الدفاع الوطني بعنوان: «الانتشار الحالي والمرتقب للفوج، منظومة القيادة والسيطرة والاتصال على ضوء مهمات مراقبة وضبط الحدود».
فوج الحدود البرية الأول
قُسِّمت المحاضرة إلى قسمين، عرض الأول منها فوج الحدود البرية الأول، حيث تحدَّث كل من العميد عصام كرم، قائد الفوج، ومساعده العميد إبراهيم حاطوم، والعقيد فوزي الخوري والنقيب سيزار ونّا، عن المراحل التي مرّت بها عمليات مراقبة الحدود الشمالية وضبطها من خلال إنشاء القوة المشتركة والفوج، كما عرضوا سبل تطوير العمل لتذليل القيود ومواجهة التحديات على ضوء التجربة العملية.
الواقع أن الجرائم الحدودية تنشأ نتيجة عدة عوامل أبرزها ضعف مستوى مراقبة الحدود وضبطها، وضعف الأنظمة التي تعاقب المجرمين والمتعاونين معهم. وعدم تنظيم الدولة حدودها يولّد بيئة خصبة لنشوء عدة مشاكل أبرزها كثرة النزاعات بين المواطنين حول منطقة الحدود والتي تتعدّاها إلى صدامات بين السلطات، ما يعرّض التعاون الإقليمي وتحقيق الأهداف المشتركة لتوحيد أمن المناطق للخطر.
فتنظيم الحدود وإعلانها رسميًا بين الدول المتجاورة يُعدّ من البدهيّات السياسية، ويعتبر مطلبًا أساسيًا وحقًا طبيعيًا في تثبيت الحدود وفق ما جاء في البحث.
وأوضح البحث من جهة أخرى، التعاون الوثيق بين الفريق الاستشاري الألماني والأجهزة اللبنانية المعنية وهو ما يتلخّص في أهداف المشروع التجريبي لمراقبة وضبط الحدود الشمالية ومكافحة الجرائم المرتبطة بالحدود والقضاء عليها، وتعزيز التعاون والتنسيق بين الأجهزة اللبنانية المعنية في إطار عملية إدارة الحدود. كما تناول ضرورة إنشاء مركز عمليات واتصالات مشترك في المنطقة الشمالية مع ما يتطلَّبه ذلك من تدريب وإعادة تدريب للأجهزة اللبنانية المعنية بأمن الحدود وبتجهيزها بما يتطابق مع المعايير الدولية وضبط الحدود، إضافة إلى وجوب تحسين تبادل المعلومات بين هذه الأجهزة.
أوصى المحاضرون بالعمل على تفعيل التواصل مع أهالي المنطقة الحدودية من خلال وضع استراتيجية تلبِّي حاجات هذه المناطق على الأصعدة الأمنية والإنمائية كافة، وذلك بالتنسيق إداريًا وعسكريًا مع القوى المولجة ضبط الحدود من الجانب الآخر. كما دعوا إلى معالجة موضوع تداخل الحدود والأراضي وذلك من خلال ترسيم سريع للحدود. وتمنَّى المحاضرون لو يتم فصل قيادة فوج الحدود البريّة الأول عن قيادة القوة المشتركة وانتقال قيادته إلى نقطة وسطية ضمن قطاع المسؤولية لتسهيل عملية القيادة والسيطرة على المجموعات عملانيًا، مع الإشارة إلى أن ذلك يتطلَّب الإسراع في إنشاء سرية الدعم في الفوج، وتجهيزها بغية زيادة عدد نقاط المراقبة لقمع التجاوزات. كما أوصى المحاضرون بضرورة تعزيز التعاون بين فوجي الحدود البرية الأول والثاني لجهة ضبط الحدود وسدّ الثغرات بين قطاعي المسؤولية، وشدّدوا على تعميم استخدام نظام تبادل المعلومات (CLIO) بين قيادة الجيش والوحدات المنتشرة عملانيًا.
وفي الختام أوصى المحاضرون بأهمية تطوير القوانين والأنظمة بمكافحة أعمال التهريب.
فوج الحدود البرية الثاني
عرض العميد الركن مروان الشدياق، قائد فوج الحدود البرية الثاني، القسم الثاني من المحاضرة معتبرًا عملية ضبط الحدود اللبنانية السورية غاية في الأهمية على صعيد الاستقرار الأمني والاقتصادي للبلدين. وعُرِضت في هذا الإطار الحلول التقنية لضبط الحدود والعوامل المؤثرة في تنفيذ منظومة القيادة والسيطرة في ظل العقبات الناجمة عن محيط عمل الفوج ومنها التهريب الذي يؤدي إلى صدامات عديدة مع المواطنين علمًا انه مورد رزق لفئة منهم. وتناول البحث خطورة تطور الصدامات بين المواطنين والجيش أو القوة المشتركة، ما يفرض متابعة عملانية وسياسية على أعلى المستويات.
من ثم عرض البحث واقع العمل والتطوير المطلوب تحقيقه لاستكمال إنشاء الفوج مع ما يتطلبه الأمر من تعديلات في نظام العمل والوسائل ...
كذلك تم عرض مهمات الفوج من ممارسة وظيفة الضابطة العدلية العسكرية والمدنية في بقعة العمليات، ومراقبة الحدود الشمالية الشرقية للحؤول دون التهريب ولضبط المخالفات.
وتطرَّق، من جهة ثانية، إلى ضرورة إنشاء نظام القيادة والسيطرة. وشرح العميد الركن الشدياق أسس هذه المنظومة والتي تستوجب إعادة تموضع وحدات الفوج ضمن قطاعات ثابتة للعمل، إضافة إلى تنفيذ أشغال هندسيّة (سواتر، خنادق) تتيح معالجة الوضع وإدراجه تحت القيادة العملانية لمجموعة قوى الأمن الداخلي.
والمطلب الملحّ في هذا الخصوص استكمال تجهيز الفوج بالعديد والعتاد والمنشآت، ومراعاة اتخاذ التدابير المناسبة لتلافي تضارب عمل الفوح مع عمل القوة المشتركة.
الصعوبات والتوصيات
الصعوبات التي تعترض تنفيذ المنظومة وفق البحث عديدة منها ما هو لوجستي وعملاني، وما هو على مستوى العديد. من الصعوبات اللوجستية ضرورة شق طرقات ترابية وإقامة مبنى يتّسع لقيادة الفوج والمخازن التابعة له وسرية القيادة والخدمة وغرفة عمليات وإرشاد وتأليل ومحطة محروقات عسكرية، إضافة إلى وجوب تامين تجهيزات وعتاد مناسبين لتنفيذ المهمات المطلوبة من الفوج، ثم تنفيذ الأشغال الهندسية المطلوبة لإقفال المعابر والممرات غير الممسوكة من قبل المراكز الثابتة وذلك عبر وضع دراسة مفصّلة لهذه الغاية من قبل فوج الهندسة بالتنسيق مع قيادة الفوج.
أما الصعوبات العملانية فتتلخَّص بتأمين الحماية المباشرة لهذه المراكز من خلال إقامة تحصينات ومراكز رمي، وتأمين الاتصال السلكي واللاسلكي بواسطة وسيلتي اتصال على الأقل بعد إعداد دراسة من قبل فوج الإشارة لإيجاد الوسيلة الأنسب لهذه الغاية، يليها تأمين حضيرة شرطة عسكرية وعدد من المحققين العدليين من أجل التحقيق مع الموقوفين، ثم إقامة مركز للتدريب النوعي على العتاد والآليات والتجهيزات التي سوف تتوافر للفوج.
الصعوبات لناحية العديد تتلخَّص في عدم وجود العدد الكافي من المجنّدين من جهة، ومن الرتباء والاختصاصيين أو خريجي مدرسة الرتباء من جهة ثانية، ما يؤثر سلبًا على تنفيذ المهمات والتي تستدعي كفاءة تامة.
أوصى العميد الركن الشدياق في نهاية المحاضرة بضرورة التنسيق بين المعنيين من جهة وبينهم وبين السلطات المدنية والمحلية من جهة أخرى، وذلك بهدف اكتساب ثقة المواطنين. كما أشار إلى ضرورة التواصل بين قيادة الفوج ولجان الحدود اللبنانية السورية العاملة، وذلك لتفادي النزاعات بين المواطنين اللبنانيين والسوريين على جانبي الحدود. كما شدّد على وجوب السعي لتشريع بعض المعابر، إضافة إلى وضع خطة اجتماعية واقتصادية لسكان القرى والبلدات توجِدُ فرص عمل لهؤلاء المواطنين منعًا للمخالفات والتهريب.