في كل بيت

عند الإمتحان يُكرم المرء أو يهان...
إعداد: د.الياس شويري
رئيس الجمعية اللبنانية للسلامة العامة وممثل منظمة السلامة العالميةلدى الامم المتحدة

النجاح هدف الجميع والطريق إليه يصنعه الأهل والأبناء معاً دور الأهل

الكثير من الأولاد يصابون بالتوتر والقلق قبل حلول موعد الإمتحانات (سواء إقتصر الأمر على مادة واحدة - مسابقة - أم أكثر)
 ولا يعني ذلك بأنهم لا يدرسون جيداً، بل ان الخوف، يتملك البعض منهم بشكلٍ مبالغ فيه، فينعكس على مستوى أدائهم، وأحياناً يصابون
 بالخيبة واليأس عندما تظهر النتيجة النهائية للإمتحان ويكونون من الراسبين فيه.
لذلك، على الأهل التنبّه جيداً إلى هذا الأمر،
وإيلاء هذا الموضوع الأهمية القصوى، لإنقاذ أبنائهم (إن صح التعبير) من كابوس الفزع والرعب من الفشل، وإرشادهم إلى الطريقة الفضلى في الدرس والإستعداد للإمتحان، وكيفية تقبّل النتيجة مهما كانت، والعمل على تخطي الصعوبات التي يعاني منها الأولاد، لتحقيق الغاية المنشودة، أي النجاح؛ هذا مع التشديد على أن نجاح التلميذ يتوقف بالدرجة الأولى على أجواء المنزل وطريقة التعامل بين أفراد الأسرة، لا سيما لجهة المحبة والإحترام والمودة والحوار، هذا فضلاً عن تأثير الجيران والأصحاب والأقارب...
فما هو دور الأهل؟ وماذا على التلميذ أن يفعل؟

 

دور الأهل

بالدرجة الأولى على الأهل العمل على تعزيز ثقة الولد بنفسه، والتعاون معه لتكوين شخصية مستقلة متوازنة، والإنتباه إلى أن النجاح في الإمتحان لا يجب أن يتم على حساب بناء شخصية الطفل السليمة، ويكون ذلك عن طريق:

- تفهّم حاجات الولد.- عدم تأنيبه بصورة مستمرة وخصوصاً أمام الغرباء.

- الإستفسار دوماً عن أجواء المدرسة والصف وكيفية تعامل التلامذة مع بعضهم البعض ومع الأساتذة أيضاً.- مراجعة الإدارة فوراً في حال ملاحظة أي تغيير في سلوك الطفل، خاصة عند عدم رغبته في الذهاب إلى المدرسة، أو خوفه من أحد الأساتذة أو التلاميذ.


إلى ذلك يجب عدم تحميل الطفل أكثر من طاقته، وإختيار التوقيت المناسب سواء للثواب أم للعقاب، وعدم «المقارنة» بين قدرات الأخوة أو بين الأقارب والزملاء، لأن ذلك يزرع في أعماق الولد مشاعر النفور والبغض للشخص الآخر «الأفضل» بنظر الأهل، والذي يفضلون أن يكون إبنهم على «صورته».
ولا بدّ من تقبًل فكرة فشل الولد في الإمتحان  في حال حصول ذلك، ومناقشة الأمر معه بكل تأنٍ وروية، لمعرفة المشكلة التي تمنعه من النجاح، والعمل على حلها بالسرعة اللازمة (حتى لو استدعى ذلك إستشارة أهل الإختصاص في هذا المجال وطلب مساعدتهم). أما في حال نجاحه، فذلك لا يعني ترك الحرية المطلقة له، بل التصرف بكل موضوعية ووضع برنامج واضح يتقيّد به طيلة العام الدراسي وعدم مخالفته على الإطلاق (إلا في حالة الضرورة القصوى).
ومن البديهي توفير الأجواء الملائمة للدرس (وللراحة النفسية أيضاً) وعدم إثارة المشاكل المتكررة أمام الأولاد وعدم إقحامهم بأي خلاف شخصي يمكن أن يحصل بين الوالدين، بل التصرف بكل مسؤولية وحكمة، وإحترام حق الطفل في العيش بسلام وطمأنينة، وزرع روح التعاون بين الأخوة، وحثهم على مساعدة بعضهم البعض خصوصاً في الواجبات المدرسية.
في موازاة ذلك، يجب تأمين الغذاء الصحي والسليم للطفل، وعرضه فوراً على الطبيب المختص عند ملاحظة أي تغيير على صحته أو عند عدم رغبته بتناول المأكولات المفيدة والمغذية وخاصة المفضلة لديه.

 

دور التلميذ

إن مسؤولية الأهل، في مجال توفير أفضل الأجواء لأولادهم يقابلها واجبات الأولاد، وإلا ذهبت الجهود هباءً.
ففي المنزل، على الأولاد التقيد بموجبات إحترام الأهل والتجاوب معهم، والثقة المطلقة بهم ومصارحتهم، وعدم التسبّب بالمشاكل غير المبررة في المنزل، بل السعي إلى توفير أجواء مريحة للجميع، عن طريق تفهّم حاجات الأخوة أيضاً ومصادقتهم خصوصاً أثناء الإمتحانات المدرسية.
ولا بد من التصرف داخل المنزل بكل إنضباط ومسؤولية والتقيّد بتعليمات الأهل ونصائحهم، والتعامل مع الواجبات المدرسية بكل جدية والسعي الصادق للنجاح.
أما في المدرسة، فعلى التلميذ التعامل مع الجميع بكل إحترام بدءاً من سائق الباص، مروراً بالأستاذ والناظر والمدير، وصولاً إلى الزملاء في الصف والملعب.
كما يجب التركيز على فهم الشرح والسؤال عن التفاصيل التي يَراها التلميذ غامضة أو غير واضحة، وإذا شعر أن المكان - المقعد - الموجود فيه غير مناسب، من حيث القدرة على رؤية اللوح، أو وجود رفيق يؤثر على تركيزه أثناء الشرح، أو إذا لاحظ أي تصرف غير مقبول من الرفاق (إستفزاز، عنف، إستهزاء...) فيجب ألاّ يتردد أبداً في إعلام الأستاذ المسؤول عن الصف أو مراجعة الإدارة أو الأهل.

 

نصائح وإرشادات

- قبل الإمتحان:

* عدم التوتر أو القلق أو الخوف، لأن الإمتحان ليس مهمة مستحيلة، فما شُرح في الصف وعُولج في الكتاب هو الذي سيُطرح أثناء الإمتحان.

* الثقة بالنفس، والتفكير بأن النجاح يُعزز الشخصية، ويجعل الإنسان فخوراً بنفسه، ويُسعد الأهل والأحباء، ويُمهد لبناء مستقبل مشرق.* وضع برنامج زمني واضح للدرس، على أن يتم ذلك بمساعدة الأهل والأساتذة، كي لا يضيع الوقت سدى.* إختيار مكان ملائم للدرس، سواء من حيث الإضاءة والتهوئة والإبتعاد عن الضجة...
* الجلوس بطريقة صحيحة أثناء الدرس، فالإستلقاء على السرير ليس وضعية جيدة للوصول إلى التركيز.* التحضير جيداً للإمتحان، وعدم «الإستهتار» بأي موضوع أو الإتفاق مع الزملاء على تجاوزه لعدم أهميته، فجميع المواضيع مهمة ومفيدة طالما شُرحت من قبل الأستاذ، ولا يمكن لأي شخص التكهن بما يمكن أن يطرح من أسئلة أثناء الإمتحان، لذلك يجب عدم المجازفة على الإطلاق.* قراءة المواضيع «الصعبة» أكثر من مرة، والطلب من الأستاذ أو الأهل إعادة شرحها إذا لزم الأمر للتركيز عليها كما يجب.
* عدم إرهاق النفس أثناء الدرس (مواصلة الليل بالنهار) وأخذ إستراحة عند الشعور بعدم القدرة على التركيز جيداً على المواضيع التي تتم دراستها.

* عدم خلط المواد الدراسية ببعضها البعض وإعتماد طريقة متسلسلة ومريحة للدرس.* تناول وجبات غذائية بصورة منتظمة وعدم إستبدالها بالسندويشات السريعة أو البطاطا أو القهوة... بل يُفضل تناول العصير الطبيعي والفواكه والمياه المعدنية...* النوم جيداً والإبتعاد عن السهر لمدة طويلة،  لأن ذلك يُرهق الذهن ويؤثر على صفائه واستعداده لاستيعاب المعلومات العديدة.

- أثناء الإمتحان:* تناول وجبة فطور قبل الذهاب إلى الإمتحان، لتزويد الجسم بالطاقة اللازمة.* عدم التأخر في الوصول إلى مركز الإمتحان.
* عدم القلق والتفتيش على المواضيع بصورة عشوائية بل أخذ إستراحة قبل الدخول إلى قاعة الإمتحانات.
.
* عدم التشويش على الزملاء، والحرص على الهدوء وعدم إثارة الضجة.

* قراءة الأسئلة أكثر من مرة وبكل هدوء وروية.

* عدم البدء بالإجابة، إلا بعد مرور عشر دقائق على الأقل، للتثبت من فهم السؤال المطروح وكيفية الإجابة عليه، لأن بعض الأسئلة تكون متشابهة ونتيجة التسرع «تضيع» الإجابة الصحيحة المطلوبة.
* عدم التوتر في حال إنسحاب أو إضطراب بعض التلامذة، بل التركيز على ورقة الأسئلة فقط.* الإجابة على الأسئلة السهلة في البداية وعدم إضاعة الوقت في حال «مواجهة» أي سؤال صعب!

* قراءة السؤال الصعب مرة أخرى، فأحياناً يعتقد البعض بأنه لا يعرف الجواب، ولكن سرعان ما يكتشف بأنه درس السؤال جيداً.* إستغلال كامل الوقت المخصص للإمتحان، لأن الأستاذ الذي وضع الأسئلة قد حدد الوقت اللازم للإجابة (فلا يجوز الإعتقاد بأنها أسهل أو أصعب من اللزوم).* قراءة الأجوبة جيداً قبل تقديم المسابقة للتأكد من الإجابة على كامل الأسئلة، وكذلك التأكد من كتابة الإسم وغيره من المعلومات المدوّنة على ورقة الإمتحان.
* عند العودة إلى المنزل فأول ما يجب التفكير به هو نسيان المسابقة التي تمت، والتركيز على «اليوم الآخر» من الإمتحان.