إنتخابات ٢٠٢٢

عنوان الأمان والثقة
إعداد: الرقيب أول كرستينا عباس

وقفتهم مصدرٌ للأمن والطمأنينة، ابتسامتهم باعثة للأمل والاستقرار، شموخهم مدعاةٌ للعزة والفخر. عسكريو الجيش اللبناني الذين لم يتأخروا يومًا عن تلبية واجبهم الوطني. تحدّوا ظروفهم الصعبة وتوزّعوا على مراكز الاقتراع في المناطق اللبنانية كافة لحماية المواطنين في أثناء ممارستهم حقّهم الديموقراطي، وتأمين الأجواء الملائمة لإتمام العملية الديموقراطية.

 

في جولة لنا على بعض مراكز الاقتراع رصدنا أجواء المواطنين، فكانت النتيجة إجماعًا على «انتخاب» الجيش اللبناني عنوانًا للأمان ومصدرًا للثقة والأمل في بلد مسحوق.

 

أمام مراكز الاقتراع كانوا في أقصى درجات التأهب، في غاية الانضباط، وعلى وجه كل منهم ابتسامة من القلب تستقبل المواطنين الآتين إلى المركز. نظرات المواطنين وتعابير وجوههم وهم يرمقون العسكريين تدل بوضوح على حجم الود والاحترام الذي يكنّونه لهم. وشعورهم بالأمان والاستقرار عبّروا عنه مع كل تحية ألقوها: «الله معك يا وطن»، «يعطيكن ألف عافية يا شباب»، «الله يحميكم ويقويكم»...

 

في مركز يقع في منطقة شهدت توترًا أمنيًا خطيرًا منذ فترة، كانت عيون العسكريين مفتوحة «عشرة على عشرة» فقد لحظت الخطة الأمنية الخاصة بالانتخابات «نقاطًا ساخنة» وحددت بوضوح إلإجراءات التي ينبغي اتخاذها تلافيًا لأي تطور سلبي. أمام هذا المركز نتحدث إلى البعض ونسألهم إذا ما كانوا يخشون أي تطور أمني يعيق الانتخابات في هذه المنطقة تحديدًا؟ تقول إحدى السيدات: «الجيش كله في الطرقات فمِمَّ نخاف؟» وتضيف أخرى: «يكفي أن أرى هذه البزة لأشعر بالأمان». «من يجرؤ على افتعال المشاكل في وجود الجيش»، يقول مواطن عجوز، ويضيف: «ألله يحمين متل السباع، بْينعَمَلُّن حساب!».

 

ننتقل إلى مركز آخر في أحد الأحياء التي تضررت بشدة من جراء انفجار المرفأ، تعليقات الناس هنا تضيف جديدًا إلى ما سمعناه في المراكز الأخرى. «كانوا قربنا عند وقوع كارثة الانفجار. ساندونا. أزالوا الركام من شوارعنا. وها هم اليوم يوفرون لنا الأمن لننتخب بحرية. يقول أحد المواطنين: «لولاهم لا أمل بإجراء انتخابات في هذه الظروف التي يمر بها البلد». مواطن آخر يقول: «بالعربي المشبرح ما إلنا غيرن». تعقّب على كلامه سيدة ترافقه فتقول: «هودي أملنا الوحيد بهالبلد».

 

شوفي، حملو!

بينما نتحدث مع إحدى المواطنات نسمع سيدة تصرخ: «شوفي، شوفي حملو للزلمي»، تحوّلت الأنظار إلى حيث تشير بيدها، رجل عجوز يحاول بصعوبة صعود الدرج المؤدي إلى المركز يتقدم أحد العسكريين ويحمله ليوصله... المشهد أثار تعليقات كثيرة أجمعت على تقدير نخوة العسكري اللبناني واستعداده الدائم للمساعدة. «كتّر خيرهم ما زالوا واقفين على أرجلهم رغم كل شيء…» كان ذلك آخر ما سمعناه قبل أن نغادر المركز.

 

مصدر للأمل

يرى العسكريون في أدائهم لمهمتهم على أكمل وجه واجبًا وطنيًا مقدسًا. لذلك، تبدو ملامح العزيمة والإصرار واضحة على وجوههم. أما وقفتهم فتعكس معنوياتهم العالية، وهذه المعنويات يتمنون أن تسري في شرايين الوطن بكل أبنائه.