علامات فارقة

عودة العسكر
إعداد: د. إلهام نصر تابت

صورة صنعت مغناة أم مغناة صنعت الصورة؟

 

تواصل مغناة ”عودة العسكر“ للأخوين رحباني وفيروز حضورها في الوجدان العام للّبنانيين منذ أكثر من ستة عقود مشكّلةً علامة فارقة في الأعمال الفنية الوطنية. فمذ صدح صوت فيروز مغنيًا ”هلّي عالريح“،

و”لا تخافي سالم غفيان“، و”بتتلج الدني“، وسواها من أغاني هذا العمل الذي شارك في بطولته نصري شمس الدين، باتت صورة الجيش كما قدّمتها ”عودة العسكر“ أشبه بوشمٍ في الذاكرة الجماعية.

فكيف تفاعلت معطيات الواقع مع حساسية الأخوين رحباني ورؤيتهما للعالم والوطن لترسم هذه الصورة؟ وكيف استمرت هذه المغناة حاضرة اليوم بعد أكثر من ستين سنة على ولادتها؟

 

يحاول الفنّ كعملٍ جمالي التأثير في الوعي وفق دراسات غولدمان الذي يعطي للمبدع مجالًا من الحرية في تشكيل رؤية العالم على نحو يوجّه وعي الجماعة، وذلك انطلاقًا من الوعي الاستشرافي الذي يمتلكه الفلاسفة والمتنوّرون والمبدعون، ويستخدمونه في قيادة الناس نحو التغيير. وتُبرز أعمال الأخوين رحباني وعيهما للتأثير الذي يمكن أن يمارسه الفنّ على الناس، لذلك يشهران الأغنية سلاحًا كما في «أيام فخر الدين»: «أنا السيف وإنتي الغنية، أنا بسيفي بحرّر هالمناطق، وبحقّق لبنان، وإنتِ بالغنية بتخليله إسمو يزهر وين ما كان... وإذا صار وانكسر السيف بتكمّل الغنية». والأغنية هي القوة التي تعمّر وتستعيد الأمجاد كما في «البعلبكية»، وتحرّك العواطف والانفعالات وتستنهض الهمم كما في «راجعون» و«جبال الصوان» وسواهما.

 

جذور الصورة

في مغناة «عودة العسكر»، تتولى الأغنية مهمة رسم صورة للجيش اللبناني تتفاعل فيها معطيات الواقع مع رؤية الفنان، لتتظهّر صورة «عسكرنا» بهية مشرقة بالقيم الوطنية والإنسانية، ملوّنة بالعز والبطولة. هذه الصورة التي ترسّخت في وجدان اللبنانيين باتت لبنة أساسية ترتكز إليها علاقتهم بجيشهم، وتظهر تجلياتها بوضوحٍ خصوصًا في المحطات الصعبة. كما أنّها شكّلت على الأرجح محركًا مهمًا لسلوكيات جيشنا سواء تعلّق الأمر بدفاعه عن وطنه أو باندفاعه لخدمة مجتمعه ومدّ يد العون له كلما تعرّض الوطن لشدة.

تعود جذور هذه الصورة إلى الصورة الأولية للجيش في المجتمع اللبناني (أو لدى قسم كبير من اللبنانيين على الأقل) مطلع الاستقلال. فهذا الجيش تشكّلت نواته الأولى ضمن فرقة الشرق التي أنشأها الحلفاء في الحرب العالمية الأولى وتطوّع فيها لبنانيون وسوريون بهدف محاربة الاستعمار العثماني. هو الجيش الذي رفض ضباطه الامتثال لأوامر السلطة الفرنسية المنتدبة والوقوف في وجه المتظاهرين المطالبين بالاستقلال في 1943. وهو كذلك الجيش الذي أسهمت فرقه في شقّ الطرقات وتنمية بعض المناطق النائية. وهو أيضًا جيش حقّق إجماعًا وطنيًا خلال حرب فلسطين بمشاركته في معركة المالكية، ولم يتدخّل لحماية السلطة خلال أزمتَي الحكم في 1952 و1958، كما لم ينقلب عليها في غمرة الأجواء الانقلابية التي سادت المنطقة في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي. وهذه العوامل لا يمكن إغفالها، برأينا، عند النظر إلى الصورة التي قدّم بها الأخوان رحباني وفيروز الجيش اللبناني.

في موازاة ما ذكرناه للتّو، يجدر بنا التنبّه إلى تجارب عاشها الأخوان رحباني في مطلع شبابهما وتزامنت مع معركة الاستقلال وروحية النضال من أجله، إذ كانا على تماس مباشر مع هذا النضال. في هذا السياق يذكر منصور رحباني الذي كان قد انتسب إلى الشرطة بعد شقيقه عاصي، أنّه خلال معركة الاستقلال كان يخدم في مركز الأمن العام في بيروت وكان مسؤولًا مع إثنين من رفاقه عن الزنزانات التي اعتُقل فيها عدد من الزعماء اللبنانيين خلال معركة الاستقلال. وهو يروي لنبيل أبو مراد، الآتي:

«ذات يوم فتحتُ إحدى الزنزانات فوجدت فيها الشيخ بيار الجميل... وعرفت أنّه أُوقف لأنّه كان يترأس مظاهرة ضخمة تطالب بالاستقلال... وكانت يده مجروحة... وفي زنزانة أخرى محافظ الجنوب فؤاد صوايا... وآخرون... وعرفت من بعض رجال البوليس أنّ الفرنسيين اقتادوا الشيخ بشارة الخوري ورياض الصلح وبقية الزعماء الوطنيين إلى قلعة راشيا... وقد سبّب ذلك حركة احتجاج شعبية ضخمة.»

 

ويتابع منصور قائلًا:

«وفي تلك الفترة حصلت تظاهرة كبرى ضدّ الفرنسيين، فزحف المواطنون إلى مبنى البرلمان. وأراد أحد الجنود أن يتحدّى المتظاهرين، فصعد إلى سطح البرلمان ليُنزِل العلم اللبناني... فما كان من أحد المتظاهرين، ويدعى نعيم مغبغب، إلا أن أطلق عليه النار وأرداه قتيلًا. وسط هذه الفوضى العارمة التي كان من المفروض أن نتصدّى لها كسلطة، وجدتني أقف إلى جانب المتظاهرين، فلم أرفع يدي أو سلاحي في وجه أحدٍ منهم. ومن غريب الصِدف أنّني وجدت والدي بين المتظاهرين، ولما رآني تلقّفني بحنانٍ وأدمعت عيناه.»

كذلك يمكن التوقّف عند صلة الأخوين رحباني بدار المكشوف لصاحبها فؤاد حبيش (خال الرئيس شهاب)، والذي كان يصدر مجلة الجندي اللبناني منذ العام 1942، وقد حشد للكتابة فيها نخبة من كبار الشعراء والأدباء والكتّاب (سعيد عقل، عبدالله العلايلي، مارون عبود، فؤاد افرام البستاني، سعيد تقي الدين...)، ما يعني أنّ الجيش كان محاطًا من الأساس بنخبةٍ مثقفة رافقت انطلاقته. وهذه النخبة هي التي وضعت كتاب التنشئة الوطنية والإنسانية الذي اعتمده لتنشئة عسكرييه بين مطلع الستينيات ومطلع التسعينيات من القرن الماضي.

وعلى هذا الأساس يمكن القول إنّ رؤية الأخوين رحباني للجيش والوطن تعود في جزءٍ منها إلى مناخ وطني وفكري عاشا في إطاره، كما تعود في جزءٍ آخر إلى تشبّعهما بقيم الحرية والعدالة والحق والخير والجمال التي تظهر في جميع أعمالهما.

إلام يقودنا ذلك؟ يقودنا إلى القول إنّ الصورة التي قدمتها «عودة العسكر» للجيش اللبناني والتي حاكت البطولة والعنفوان والمجد، وظلت نقية من شوائب العنف والبطش والدم والثأر، تنبع في آن من مكونات ذات جذور مجتمعية تاريخية، ومن رؤية خاصة متصلة بالإيمان بالقيم الإنسانية، ومن الحساسية الذاتية والثقافية للفنانين، وقد كان ذلك من العوامل التي منحتها القدرة على الرسوخ في الوجدان الجماعي للبنانيين على مدى عقود كثيرة.

لكن ما لا يمكن نسيانه في هذا السياق هو الجمالية الفائقة لهذا العمل والتي جعلته يستقطب فئات اجتماعية متنوعة بما فيها فئات كانت يوم قُدّمت المغناة على عداء مع السلطة القائمة. وفي هذا السياق يروي الكاتب الياس الخوري كيف أنّ شابًا ينتمي إلى الجهة التي حاولت آنذاك القيام بانقلابٍ، اشترى أسطوانة المغناة وراح يستمع إليها كل يوم، وآخر ينتمي إلى جوٍ مشابه (في ما خص العلاقة بالسلطة)، اعتبر أنّ أغنية «معافى يا عسكر لبنان» كانت أهم من النشيد الوطني، وأنّ الجيش بالنسبة إليه كان جيش فيروز.

 

الجمالية وخلود الأعمال الفنية

لقد أدت الجمالية الاستثنائية لـ«عودة العسكر» بمختلف مكوناتها (كلماتٍ وألحانًا وأداءً) الدور الأساسي في رسوخ هذه المغناة في الوجدان الجماعي للبنانيين، مدنيين وعسكريين على مدى عقود طويلة. تمامًا كما أدت هذه الجمالية دورها في مختلف الأعمال الرحبانية الفيروزية. فمحاكاة الواقع التاريخي والوجدان العام ما كان لهما أن يستقطبا الجمهور من دون الجمالية العالية التي تميزت بها الأعمال التي نتحدث عنها، وإلّا كيف يمكن تفسير خلود «زهرة المدائن» وسواها من أغاني القدس، بينما باتت أعمال كثيرة كتبت لفلسطين طي النسيان؟ وقد يجوز تناول الأمر من زاوية معكوسة، أي من زاوية تأثير الجمالية الخالصة للعمل الفني على الجمهور، وإسهامها في توجّهاته. والجمالية هنا تتمثل بسحر الكلمة واللحن والصوت، كما تتمثل بمقاربتها الواقع بحسٍ إنساني مشبع بالذكريات والحنين، وبنبرة تحثّ على النهوض وتبث الأمل.

 

ماذا تقول عودة العسكر؟

قُدّمت هذه المغناة في العام 1962، على مسرح سينما الكابيتول ضمن برنامج «يوم الوفاء» الذي كان نتيجة مبادرة من الشاعر سعيد عقل وآخرين، وخُصّص ريعه لأبناء شهداء الجيش. يومها شاهد اللبنانيون فيروز في بيروت للمرة الأولى، فحتى ذلك التاريخ كانت أعمالها تقدم في بعلبك أو في معرض دمشق الدولي.

تقوم فكرة المغناة على دعم الشعب للجيش، وهي تبدأ بمشهد صبايا يغزلن شالات الحرير للجنود العائدين منتصرين من المعركة:

شلحة الحريـر من إيـد الصبيـــــة         شلحـــــة الحريــر يـــــا جوانـــــح غنّيــــــة

يا حكاية جبلنا وهدايـــا مغازلنـــا         لكل بطل من جيشنا جيش الحريـــــة

شلحــــة الحريــــر يـــا مشغولـــــة       وحـــــدّ مواقـــــد نارنـــــــــــــــا مغزولـــــة

من شوق الإمّات وسهر البنيات           ومن ضحكات ولادنا بشي غفوة هنية

 

في هذا المشهد الجميل الذي تُفتح به المغناة بعد مقدمتها الموسيقية يتم استحضار الحرير والمغازل كصورةٍ ورمز في جبل لبنان، صورة من صور الحياة الاقتصادية - الاجتماعية لهذا الجبل، ورمز للازدهار والبحبوحة، وأيضًا رمز للتكريم. فالـ«شلحة» والـ«مشلح» يحيلان إلى صورة جلية في هذا المجال: تكريم كبار القوم «بخلع» العباءة أو الـ«مشلح» عليهم. هنا (وفي مواضع أخرى) نرى كيف يوظّف الأخوان رحباني عناصر من التراث في أعمالهما.

في المشهد نفسه تركيز على المشاعر الإنسانية الرقيقة في تشابكها مع الحياة العسكرية المتّسمة بالقسوة والصلابة. فالجندي له أم تشتاق إليه وصبية تنتظر عودته، وهو يسهر ليؤمّن الحماية و«الغفوات الهنية». هنا كما في المغناة كلّها، يتجلّى صوت فيروز بألف حكاية وسحر، مكثفًا المعاني حافرًا إياها كالوشم في المسامع والروح.

بعد هذا المشهد ترصد المغناة انتظار صبية لحبيبها وخوفها عليه: «سالم ها لحامل عاجبينو العز بقلبو الأرز وعم بيقود العسكر»... من يومها بات اسم كل بطل في جيشنا سالم.

مع ذكر البطل تنطلق مشهدية:

هلّي عالريح يا رايتنـــا العليّــــة       عــز وتلــويـــح أرزتنــــــا اللبنانيــــة...

كم من بطل هجس بصدى هذه الأغنية في وجدانه وهو يرفع عاليًا راية جيشنا؟ أجزم أنّ هذا الصدى يسكن هاجسًا في نفوس أبطالنا.

«شو يا عبدو إيه يا عبدو وين صار العسكر يا عبدو؟ شو أخبارن كيف أحوالن؟» أسئلة تسكن هي الأخرى في نفوسنا كالهاجس كلما كان جيشنا في معركة أو وضع صعب.

ويأتي صوت عبدو مبشّرًا مهللًا بعودة العسكر منتصرًا وقد «لاقاهن الجبل كله»... فتتابع الأهزوجة: «إيه يا عبدو حكي يا عبدو الله محيي عسكرنا»...

ويتابع مشهد الاستقبال مع:

طرقات السواحل بالغار مزيّني      ومن الجبل نازل عجق مغطى الدني

 مشهد عايشناه في استقبال اللبنانيين لجيشهم يوم عاد من نهر البارد منتصرًا وكذلك يوم عاد من معركة «فجر الجرود».

تعود «هلّي عالريح» مجددًا مطلقة العنان لفرح الاحتفال بمن قهروا المصاعب واجتمعوا على دروب الحق فـ«صارت سمانا أحلى وجبال الـ عنا أعلى».

الانتصار لا يتحقق من دون التضحيات وأكبرها تقديم الذات فداءً للوطن، وبما أن القائد يتقدم جنوده ويكون في طليعتهم، يستشهد سالم. وتسأل صبية: «مش راجع؟ يأتي الجواب من رفاقه: «لا مش راجع»... مسمّر بالدهر وعا تلال الزهر مشرّع سيفه بإيدو وعم يدافع! صورة الجيش المتميز بمناقبية عالية تنأى به عن مفاهيم البطش  والقتل. إنّه جيش يدافع لا يعتدي. أمّا سلاحه فهو السيف المرتبط بمعاني النبل والشرف.

يكتمل المشهد مع صوت فيروز الآتي مكتنزًا بالشجن والكرامة:

لا تخافي سالم غفيان مش بردان     نـــــايم عــا تـــلّة بتضـــــــل تصــــــلّي

ناطــــــــر زهـــــر اللـــــــوز بنيســان                بقلبه الإيمان ومغطى بعلم لبنان.

في صيف 2007 حين كان الجيش يقاتل الإرهابيين في نهر البارد ويقدّم الشهداء، كانت فيروز تحيي حفلة في أثينا، يومها استعادت «لا تخافي سالم غفيان»... في تحية إلى أبطالنا، ويومها لم يستطع أي لبناني كان حاضرًا حبس دموعه.

من رهبة الاستشهاد إلى العهد القاطع:

بتتلج الدني بتشمّـس الدنــــــي            يا لبنان بحبك تـــا تخلـص الدنـــي...

ومجددًا يعود الرحبانيان إلى الأغنية ودورها في تشكيل الوعي الوطني:

«بحبـك يا عينيي لأنـــك غــنيّة     تلجك المحبة وشمســك الحـرية».

نصل إلى «معافى يا عسكر لبنان»، إنّه «بو زنود المثنية» الجاهزة دومًا للدفاع عن الوطن ولخدمة أبنائه، وبفضله «تتغاوى أرزة لبنان فوق جبال الحرية». وتتوّج المشهد:

برجـــك عيــــد بالبيـــارق طايــــــر      تســــلم إيـــد علّـــت هالعـمـــــايــــــــر،

فالجيش لم ينتصر فقط بل «علّى وعمّر كما في مسرحية «فخر الدين»:

بيــــي راح مـــــع هــــــا لعســـــكر                    حمـــــــــــــل ســــــــلاح راح و بــــــــــــدّر            

بــــــيــــي علّــــــى بيــــــي عمّـــــــــر              حـــــــــــارب وانتصـــــــــر بعنجــــــــــر...

إنّه جيش يقدّره شعبه وينتظر منه الكثير: «صوت رجال بيقلك عوافي والشلال يهدر بالبشاير»...

بين منتصف الخمسينيات ومنتصف الستينيات من القرن الماضي، أسهمت أعمال فيروز والأخوين رحباني المتصلة بالتراث والفولكلور في صياغة هوية ثقافية للبنان، لكنّ أعمالهم اللاحقة ذهبت إلى أبعد من ذلك. فقد بلورت رؤية للوطن لا يمكن فصلها عن رؤية شمولية للعالم ذات أبعاد إنسانية. وهذه الرؤية تفصح عن مقولاتها متفاعلة مع الأحداث والقضايا المطروحة والمعاشة. فقد تشابكت المكوّنات التاريخية والمجتمعية مع الخبرات الذاتية والحساسية الفنية للأخوين رحباني، لصياغة رؤية للوطن والعالم، فيها من الجمالية والأبعاد الإنسانية ما يجعلها مقبولة على نطاق واسع، يتخطّى الإطارين الزماني والمكاني اللذين وُلدت ضمنهما.

 

مراجع

- أبو مراد، نبيل، (2010)، الأخوان رحباني، الحياة والمسرح، الطبعة الثانية، مطبعة دكّاش، عمشيت، لبنان.

- أبي سمرا، محمد، (1985)، ظاهرة الأخوين رحباني – فيروز.

- شمس الدين، أحمد، (2009، 28 تشرين الثاني)، «عن ظروف مغناة «عودة العسكر» التي قدّمتها فيروز: سعيد عقل والرحابنة... ذرة من جمال»، في: جريدة  الأخبار.

- قيادة الجيش، مديريّة التوجيه، (2009)، تاريخ الجيش اللبناني، الجزء الأوّل، 1920 - 1945.

- غولدمان، لوسيان، (1993)، مقدمات في سوسيولوجيا الرواية، ترجمة بدر الدين عردوكي، دار الحوار للنشر والتوزيع، اللاذقيّة، سوريا.

- ديب، كمال، (2010)، بيروت والحداثة، الثقافة والهوية من جبران إلى فيروز، دار النهار، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى.

- دار النهار للنشر، (1994)، بعلبك أيّام المهرجان، بيروت، لبنان.