أمر اليوم

عيد المقاومة والتحرير

ذكرى النصر وترسيخ حدود الكرامة والسيادة الوطنية

في مناسبة عيد المقاومة والتحرير أصدر قائد الجيش بالنيابة اللواء الركن حاتم ملّاك «أمر اليوم» الرقم 24، وتوجّه فيه إلى العسكريين معربًا عن ثقته بأنهم لن يبخلوا بعرق أو دم ليستحقوا شرف تحرير آخر شبر من لبنان، والحفاظ عليه أرضًا وشعبًا ومؤسسات. في ما يلي نص «أمر اليوم».

 

أيّها العسكريّون
ثمانية عشر عامًا ولا يزال عيد المقاومة والتحرير محطة تاريخية مشرقة نحتفل به بقلوب ملؤها الاعتزاز، مستحضرين يوم النصر على العدو الإسرائيلي وترسيخ حدود الكرامة والسيادة الوطنية، ومستذكرين الصمود والتضحيات الجسام التي قدّمها شهداء الوطن وجرحاه، فأناروا طريق المجد المعمَّد بدمائهم الزكيّة، مقدّمين من خلال ذلك مثالًا ناصعًا في البذل والتفاني، ليبقى لبنان حرًا مستقلًا.

 

أيّها العسكريون
لقد ولّى الزمن الذي كان فيه الجنوب ساحة مفتوحة للعدوان الإسرائيلي، وأصبح واحة أمان واستقرار بفضل إرادة أبنائه وجهوزية جيشه للدفاع عنه، إلا أنّ عدوّنا، الذي يستمرّ في ارتكاب المجازر الوحشية والجرائم في حقّ الشعب الفلسطيني يتابع نسج المؤامرات والمخططات الخبيثة إرضاءً لأطماعه في أرضنا ومياهنا. وفي هذا الإطار، نؤكّد بأنّنا ثابتون في دفاعنا عن حقوقنا المشروعة، لأنّ الحق واضح جلي وليس وجهة نظر خاضعة للمزاعم والافتراءات الإسرائيلية، فكونوا على أتمّ الاستعداد للذود عن كرامة وطنكم وأهلكم اللبنانيين مهما بلغت المخاطر.

 

أيّها العسكريون
في هذا اليوم، تحضُرنا الإنجازات الوطنية الكبرى التي حقّقها الجيش عبر السنوات بفعل اندفاعكم وإخلاصكم في تحمّل المسؤولية، فبالأمس القريب ساهمتم بشكل فاعل في حماية العملية الانتخابية، وممارسة المواطنين لحقوقهم الديمقراطية، فكنتم مثالًا في الحيادية من الجميع. كما يحضرنا إلى جانب الانتصار على العدو الإسرائيلي، الهزيمة المدوّية التي ألحقتموها بالتنظيمات الإرهابية على الحدود الشرقية، ما أدى إلى إزالة كاملة لوجودها ومخططاتها التي لا تقلّ خطرًا عن مخططات العدوّ الإسرائيلي، مع تأكيدنا الدائم وجوب التحلّي باليقظة لملاحقة الخلايا النائمة. ومن هنا حقَّ لكم أنْ تفخروا بعد أن اكتسبتم عن جدارة ثقة اللبنانيين بمختلف انتماءاتهم، وأصبحتم محطّ إعجاب الدول الصديقة.

 

أيّها العسكريون
في هذه المناسبة الوطنية، أعاهد اللبنانيين أننا لن نستكين حتى تحرير آخر شبر من ترابنا الوطني، وأن نحافظ على وطننا، أرضًا وشعبًا ومؤسسات، وكلّي ثقة في أنّكم لن تبخلوا بعرقٍ أو دمٍ لتستحقوا شرف هذه المهمّة النبيلة، كما أحيّي بأعمق المشاعر، أفراد عائلات شهداء الجيش والوطن، وعَهْدُنا لهم ولجميع المواطنين أنْ يبقى الجيش منارة للشرف والتضحية والوفاء.