كلام الصورة

يقضي حياته في مطاردة اللحظة، يتسابق مع الحدث ويجمّد الزمن... هو المصوّر الصحفي الذي ترصد عيناه ما قد لا يلاحظه الآخرون، ويحوّل بعدسته المشهد الروتيني الميت إلى مشهدية تضجّ بالحركة والحياة. فكيف يكون الأمر إذا كان أمام حدث كبير؟ في كثير من الكوارث والحروب وسواها من أحداث مهمة، التقطت عدسات المصورين صورًا باتت في مصاف الأعمال الفنية الكبرى. هنا لا تكون عدسة المصور مجرد آلة صماء، إنّها عين تتفاعل مع المشهد، وأحيانًا تصنع منه مشهدية جديدة تمارس تأثيرها الواسع في الجماهير.

لولا صورهم لضاع التاريخ واضمحلّ الزمن. هم عايشوا الحروب والأزمات، طاردوا رصاص القنص والاجتياحات، والدمار والقتلى... رسخوا صدقية أخبار ودحضوا أخبارًا أخرى. صورهم حركت المشاعر والضمائر وأحيانًا أثارت قضايا وحققت نتائج غير متوقعة. هم من نخبة المصورين الصحفيين الذين حفظت المناطق والشوارع اللبنانية وجوههم وكاميراتهم، وفي الآتي من السطور يتحدثون عن مهنتهم وشغفهم ومحطات في تجاربهم...

مهنة الشجعان

«الصورة تُغني عن ألف كلمة» يقول نقيب المصورين الصحفيين، أستاذ مادة التصوير في كلية الإعلام - الجامعة اللبنانية والمصور في رويترز عزيز طاهر. المجزرة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في العام ١٩٤٨ في بلدته حولا هي المثال الأصدق على دور المصوّر، فهذه المجزرة لم تترسّخ في الذاكرة اللبنانية لغياب أي صورة عنها. في المقابل هزت صور مجازر قانا والمنصوري إبان عدوان «عناقيد الغضب» في العام ١٩٩٦ ضمير العالم وأسهمت في إقرار تفاهم نيسان الذي قيّد تحركات العدو، ما أدى في ما بعد إلى تحرير الجنوب واندحار المحتل من معظم الأراضي اللبنانية. ويكفي أن ننظر إلى أبطال الجيش اللبناني متأهبين للدفاع عن الوطن أمام جنود الاحتلال لنعرف أهمية التقاط اللحظة في تفاصيل الوجوه والأيادي الضاغطة على الزناد، في صنع الصورة وخبرها.

لكن انفجار مرفأ بيروت بالنسبة لطاهر، يوازي كل الأحداث والانفجارات التي صوّرها خلال مسيرته المهنية، لما له من تداعيات ضخمة على البشر والحجر على حدّ سواء. «فالنتائج المباشرة لهذا الانفجار أكبر من أن تُحصر في صورة أو لقطة، إنّه مأساة بحجم وطن» يقول، شارحًا عن صعوبة تصوير هذا الحدث، إذ تطلّبت تغطية آثاره أكثر من عشرة أيام. بالنسبة إليه «هذا الانفجار هو حدث سيبقى في الذاكرة، وصوره المؤثرة والمليئة بالدموع لن تُمحى بسهولة...ولكنّنا اكتفينا من الصور الحزينة!

أمّا بالنسبة إلينا كمصوّرين، فطريقنا محفوفة بالتحديات والصعوبات، نواجه أحيانًا مواقف صعبة جدًا، لذا على المصور أن يتمتع بأقصى درجات الحس الإنساني والوعي والأخلاقيات. ناهيك عن مخاطر المهنة على حياتنا في الميدان، والتعدّي على حقوق المصور وسرقة صوره، وتوقف الصحف الورقية ما زاد العمل صعوبة...

باختصارٍ، مهنتنا هي مهنة الشجعان والحركة السريعة... فتحية إلى كل مصور من نقابة المصورين التي تقف إجلالًا واحترامًا أمام أرواح شهداء الصورة.

عندو قلب قوي

في تلك السنوات كان العتاد ثقيلًا، ويشبه بمعدنه القاسي قسوة الاعتداءات الإسرائيلية على المناطق الجنوبية. وكان لطف الله ضاهر، نائب نقيب المصورين الصحفيين، ومندوب LBCI والوكالات الأجنبية في الجنوب، وشقيقه التوأم كرم الله، يلاحقان الأحداث على امتداد الشريط الحدودي.

عندما تكون مراسلًا في منطقة الجنوب، يُعمَّد شغفك بالمهنة وتفانيك بروحٍ مقاومة لا تهاب أخطار العدو، بل تدفعك أكثر إلى مواجهة الخطر فتتألّم صورتك مع المنكوبين وتحتفل بالنصر والتحرير مع المُحرَّرين. تنقل الصورة الحقيقية إلى الرأي العام العالمي، وتصبح المسؤولية وطنية بامتياز.

يقول ضاهر: «كنا نلاحق الحدث أينما يقع، وما أعظمها لحظة كسر القفل وتحرير اللبنانيين من معتقل الخيام (٢٠٠٠)، ومشهد احتراق دبابات العدو في سهل مرجعيون (٢٠٠٦)، أحداث غيّرت وجه التاريخ وترسّخت في الذاكرة وباتت صورها من الرموز الوطنية.

قوّتنا هي في تقديم صورة تتكلّم عن الحدث، والمصور يجب أن يكون صاحب «قلب قوي». المشوار إلى الخبر ليس نزهة، بل هو طريق محفوفة بالأخطار والصعوبات التي جعلت منّا ما نحن عليه اليوم، حاملي الرسالة - الصورة اللبنانية إلى العالم».

من النوافذ المتألمة

بألمٍ وتحت وطأة «الكارثة الفاجعة» التي ألمّت بالعاصمة ومرفئها، والتي طالت آثارها مكاتب جريدة «النهار» في مبناها المقابل للمرفأ، وثّق المصور نبيل إسماعيل (نقيب سابق للمصورين الصحفيين، ومدير قسم التصوير في جريدة النهار)، من النوافذ المتألمة والمشرعة على المرفأ الحزين، كل تداعيات الانفجار منذ لحظة وقوعه. يعبّر عن حزنه العميق ووجعه وأسفه لسقوط الضحايا ومن الجرحى والأضرار الكارثية، هذا الحزن الذي سيرافق عدسته لمدة طويلة، وخصوصًا لما شهده من دمار في مكاتب الجريدة ورؤيته لزملائه الـ١٨ مُصابين بجروح.

حاول الوصول إلى نقطة الانفجار، ولكنّه واجه صعوبة، يقول في هذا الإطار: «أشكر الجيش اللبناني الذي منع الناس من الدخول عند بدء الحريق الأول، فبحسب تجربتي الصحافية في مثل هذه الأحداث، شعبنا الغيور المندفع يركض ويهب للمساعدة ومعرفة ما حدث، كما حالنا نحن المصورين الذين «نركض» خلف الحدث والصورة. إلّا أنّ الخطوة الأمنية التي قام بها الجيش، حدّت من الخسائر البشرية، وجنّبت وقوع مئات القتلى من المواطنين والمصورين».

في أيام الازدحام العادية كاميرته سلاح يحارب به الضجر، ثمة دائمًا مشهد ترصده الكاميرا وتحوّله إلى حدث. القطة التي تجلس على الرصيف الخالي من الناس تصبح في صورته «حارسة المسبح». تربط اسماعيل بكاميرته وبمهنة التصوير علاقة وثيقة، جعلته يترك ابنته في المدرسة ويهرع إلى تصوير سقوط القذائف الأولى في بداية المعارك التي شهدها لبنان في العام ١٩٨٩.

صوّر إسماعيل الحرب الأهلية في لبنان وحروب المنطقة، فأحدثت صوره ضجةً كبيرة، وخصوصًا صورة طبيب من آل طياح فُقد أثره لأكثر من ٢٧ عامًا واعتقدت عائلته أنّه في عداد المفقودين، وحين نشرها على صفحته على فيسبوك بهدف الضغط على الدولة لكي تعيد لملمة أرشيف الحرب، حُلَّ هذا اللغز عن غير قصد. نعم! قد تكون الصورة محرّكًا لقضايا...

صورة حلّت لغزًا عمره ٢٧ عامًا

قاضٍ يحكم بالعدل

الصورة لم تعد صورة، بل هي قصة بحدّ ذاتها، يقول المصور جوزيف براك (مصوّر سابق لمصلحة وكالة الصحافة الفرنسية AFP لمدة ٢٤ سنة، ومصور في جريدة الجمهورية منذ العام ٢٠١١)، وقد رمته الحرب في حضن التصوير الصحافي في العام ١٩٨٢، مع بدء الاجتياح الإسرائيلي للبنان. عشرات السنين في هذه المهنة لم تكفه ليستطيع تقبّل الكارثة التي حلّت ببيروت، فهو الذي غطّى الأحداث المحلية والعربية، لم يرَ مثيلًا لهذا: دماء أينما كان، شظايا زجاج تتطاير وتهطل كالمطر خارقةً أجساد الناس... حالة غريبة وكأنّه انفجار هيروشيما!

ومع صعوبة تمييز الأشخاص في ساحة الحدث، كان براك يجول عارضًا المساعدة، ناداه أحدهم وكان صديقه الذي رأى فيه مصدر قوة وأملًا بأنّه سيعيش. وبين الواجب المهني والتعاطف الإنساني، يصبح المصور كالمساعد الاجتماعي، يستمع إلى قصص الناس ويتعرّف إلى خلفياتهم وينقل صورة مشاعرهم!

بالنسبة لبراك، الصور تغنينا عن ألف مقال، فهي المرجع الذي يوثق الحدث ويوصلنا إليه من دون شرح التفاصيل. وفي النهاية على المصور أن يكون مثل القاضي يحكم بالعدل، يلتقط صورًا حتى لو كانت لا تخدم أهدافه السياسية أو الحزبية.

الصعوبات قد تعرقل عمل المصور وتحدّ من شغفه أحيانًا، وخصوصًا إذا كان يعمل في وسائل إعلام محلية، حيث يعاني صعوبات مادية ومعنوية. وحين تكون الكاميرا ملكه، فهو يخاف عليها وإن وقع يتفقّدها قبل أن يفكّر بما أصابه، لأنّه لن يستطيع تكبّد مصاريف شراء أخرى.

الصورة طاقة فرج

أنور عمرو، مصور منذ أكثر من ٢٥ سنة (يعمل لمصلحة وكالة الصحافة الفرنسية AFP)، ما تحمله ذاكرته من أحداث محلية وعربية ثقيل جدًا، فقد شهد العدوان الإسرائيلي في العام ١٩٩٣. ثم عاد وشهد على وحشيته مرة جديدة خلال عدوان «عناقيد الغضب» بما في ذلك مجزرة قانا، وقام بتغطية الأحداث في سوريا والعراق... ولكن هذه الأحداث والحروب جميعها، مع كل ما حملته من دمار هائل، لم توازِ بالنسبة لذاكرته وعدسته فظاعة ما صوّره في كارثة المرفأ، والرعب الذي شعر به وهو يلتقط مشاهد الدمار في بيروت.

هو من التقط الصورة الأولى التي انتشرت في الإعلام للانفجار من مكتبه في الحمرا، هذا الدخان الأحمر الغريب الذي لم يرَ مثله إلّا في الأفلام... استقل «الموتو» خلف أحد أصدقائه وتوجّه إلى مكان الدخان. يقول: «على الطريق من المكتب إلى المرفأ زجاج ودماء وصراخ لا يتوقف طلبًا للنجدة والمساعدة. ماذا أصوّر؟ الدمار الذي خلّفه الانفجار، أم المُصابين الذين تصرخ عيونهم ووجوههم ألمًا وخوفًا حتى لا تنساها الضمائر؟ هنا امرأة نزلت من سيارتها مجروحة، أردتُ تصويرها فصرخت رافضةً، هذا حقّها وأنا احترمته».

ماذا يقول عن سما؟ تلك الطفلة السورية الجنسية، التي أتت إلى لبنان هربًا من الحرب في سوريا، وعاشت مع أهلها في «أكثر منطقة أمانًا»، في الجميزة على حدِّ قول والدها! شعر عمرو ببراءة الطفولة التي جُرِحت، صوّرها على سطح منزلها المقابل للمرفأ، فباتت صورته «طاقة فرج» لها ولعائلتها، إذ هبّ فاعلو الخير لمساعدتها في علاجها بعد أن انتشرت صورتها هذه، وكان عمرو هو صلة الوصل.

«كم هو رائع هذا الشعور، بأن تؤدِّي رسالةً إنسانية من خلال وظيفتك» يقول عمرو، هو الذي رأى أقسى المشاهد، وعايش المتضرّرين ودخل منازلهم على مدى ٢٠ يومًا، فتعرّف إلى «روز» المعلمة المتقاعدة في الـ٩٥ من العمر، والتي رفضت الخروج من منزلها الأثري المدمّر، وبقيت صامدة على شرفتها، ومثلها كثر... ويعلّق: «كارثة العصر حلّت بلبنان، وقد نقارنها بما نشاهده من صور وأفلام عن قنبلة هيروشيما النووية»!

الناطق الرسمي باسم القضية

بالنسبة للصحافية ومراسلة LBCI في النبطية رنا الجوني، الصحافة هي مهنة الإنسان والحق والقضية، والرسالة لا يمكن أن تصل إلى الجمهور من دون صورة. لذلك فإنّ الصحافة والتصوير يتكاملان وإن كانت الصورة أصدق إنباءً من أي كلمة.

من خلال تجربتها، أكان في الحروب الإسرائيلية على الجنوب، أو في الانتخابات أو التظاهرات، تؤكد رنا أنّ الصورة هي الناطق الرسمي اليوم باسم أي قضية. إنّها لوبي ضاغط يُؤثّر في الرأي العام ويحرّكه.

تقول رنا: كيف لي أن أنسى صورة ذلك الشاب الذي ترك مقاعد الدراسة ليعمل على عربة عصير، والعجوز الذي يجمع الطعام من النفايات، وعينَي أحد ذوي الاحتياجات الخاصة الدامعتَين تُظهران عتبه على دولة لم تحمه من القنابل العنقودية ولم تحمِ عائلته من الجوع!

الإعلامي اليوم يعمل باللحم الحي والإمكانات شحيحة مقارنة بالجهد والتعب المبذولَين. وعلى الرغم من ذلك يبقى العنوان العريض الذي يحرّكني: «أعشق عملي»، وهذا يذلّل كل التحديات.

المصوّر المقاتل

هناك، في أرض المعركة، تحت الرصاص وفي وجه الخطر، يصل المصوّرون العسكريون (مصوّرو مديرية التوجيه وأقسام التوجيه في القطع) إلى حيث لا يُسمَح للآخرين بالوصول. فالمصوّر العسكري ينضوي في صفوف الوحدات العسكرية المقاتلة، يتحدّث عن صورته وكأنّه يخوض المعركة بنفسه، يحمل سلاحَيه الحربي والتصويري، ويتقدّم إلى جانب رفاقه لينقل الصورة إلى القيادة.

لطالما سعى المؤهل المتقاعد هاني قازان إلى التقاط الصور التي تبقى للذكرى والتاريخ، ويحفظها الأرشيف كاستمرارية للعمل والمؤسسة وتاريخها. في العام ١٩٨١ كان هو المصور الأول للأحداث العسكرية والمعارك التي خاضها الجيش. بالنسبة إليه، المصور العسكري يجب أن يتحلّى بالأمانة والإخلاص لمصلحة المؤسسة فيحافظ عليها كعرضه، ووظيفته كمصور للجيش لا تقلّ أهميةً أو خطورةً عن العسكري الذي يحمل سلاحه ويدافع عن أرضه وشعبه. فهو في كل لقطة من عدسته يبعث برسالة، يتلقّفها العسكريون كما المدنيون.

أمّا أصعب اللحظات التي يعيشها المصوّر العسكري فهي تلك التي تواجه كاميرته فيها جثامين الشهداء خلال المعارك، وتكشف وجه أحد الرفاق... وتبقى صورته الشاهد الأول في أرض المعركة، على التحديات والأوجاع كما على الانتصارات.

وهناك، إلى بقعة المرفأ التي شهدت الانفجار الكارثة، نزل مصوّرو التوجيه منذ اللحظة الأولى، نقلوا الواقع الأليم واحتفظوا بالصور الموجعة لأماكن استشهاد رفاقهم وجراح المصابين منهم ودمار مبانيهم، ليس للبكاء على الأطلال، بل لتكون هذه الصور شاهدًا على الجهود المبذولة للملمة الجراح والوقوف من جديد، ومحفّزًا للجرحى ليعودوا ويستعيدوا نشاطهم، ودافعًا لإعادة إعمار ما تهدّم، وفاءً لدماء الشهداء وتقديرًا لتضحياتهم.

وكما يواجهون أصعب الظروف وأخطرها، كذلك تصادفهم مواقف طريفة، فأحد مصوري مديرية التوجيه الذي كان يرافق قائد الجيش العماد جوزاف عون في مهمة، يخبرنا كيف تعثّر وهو يقوم بالتقاط صورة فالتقطه العماد عون، وأنقذ الموقف...

التصوير الصحافي مهنة لا يلازمها إلّا من اتّخذ منها رسالة، ومارسها بشغف الباحث عن لقطةٍ «ما في منّا»... وسواء كان مدنيًا أم عسكريًا فهو دائمًا مستعد للمواقف والظروف كلها، وهو دائم السعي إلى صورة خالدة تُطبع في ذاكرة التاريخ وفي عقول الناس وقلوبهم.

صور الأبطال

انتشر عدد كبير من الصور بشكلٍ واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وبعضها بات مادةً إعلانية مؤثّرة وحصد شهرةً عالمية.

بلال جاويش وصورة الممرضة

نشر بلال جاويش الصورة على فيسبوك ليلًا وعلّق: «١٦ سنة من التصوير الصحفي والكثير من الحروب، أستطيع أن أقول لم أر كالذي رأيته اليوم في منطقة الأشرفية، وخصوصًا أمام مستشفى الروم. لفتتني هذه «البطلة» داخل المستشفى. كانت تسارع للاتصال رغم توقف الاتصالات، وهي ممسكة بثلاثة أطفال حديثي الولادة ويحيطها عشرات الجثث والجرحى»، ونام... لم يتوقّع أن يصبح تعليقه على هذه الصورة مقدمة لمعظم نشرات الأخبار والتحقيقات الصحافية العربية والأجنبية!

هذا الموقف أكّد كم أنّ الفرد مسؤول عن كلامه، وكم تستطيع الصورة أن تلمس الحسّ الإنساني لدى الناس.

ويقول: وظيفة المصور هي رسالة، فصورة الممرضة باميلا زينون أثبتت أنّ الصورة تساعد، وظهر ذلك جليًا من خلال ردود الفعل المحلية والعالمية عليها. فكثيرون من دول مختلفة تواصلوا معي لتهنئتي. وكانوا يقولون «أنتم شعب يستحق الحياة، كيف يمكننا المساعدة؟»، وضعتهم على اتصال مع جمعيات مختصة. لمست دعم العالم أجمع من خلال هذه الصورة... نعم! الصورة هذه المرة «عملت فرق» إيجابي، لأنّها مفعمة بالإنسانية وساعدتني على تخطّي الكثير من الصور الصادمة والتوتر الذي عشناه خلال هذه الكارثة.

طارق مقدّم - المرأة الصامدة في منزلها

حاول الجميع إخراج هذه المرأة من منزلها الذي دمّره الانفجار، والمُهدّد بالانهيار، ولكنّها رفضت قائلةً أنّها تفضّل الموت في سريرها

«Je suis bien chez moi, je préfère mourir dans mon lit»!

ليان الخولي- بطل من بلادي...

المكان: مار مخايل، الزمان: بعد أيام قليلة على انفجار المرفأ، المصوّر: صبية اسمها ليان الخولي كانت تنظف الشارع مع مجموعة أصدقاء، نشرتها على انستغرام وعنونتها «إيه في أمل». التقطت الصورة لهذا الرجل الذي نزل مع كثيرين متطوّعًا لتنظيف شوارع بيروت الملطخة بالدماء والدمار، عبّرت عن فخرها بشجاعته، من دون حتى أن تسأله عن اسمه.