تغذية

غــذاؤك يحدّد جنس مولودك ذكر أم أنثى؟
إعداد: ليال صقر الفحل

اعتمادها عبر التاريخ لاختيار جنس المولود. على هذه القاعدة قالت جدّاتنا إنّ أكل الأسماك والمكسّرات يساعد في إنجاب الذكور، وأكّدنَ أنّ تناول الأجبان والألبان يساعد في إنجاب الإناث.
فهل لغذاء المرأة حقيقةً أي تأثير في تحديد جنس المولود؟

 

بداية تشرح اختصاصيّة التغذية كارلا فرتانيان أنّ غذاء المرأة يتدخّل فعلاً (ولكن بنسبٍ غير محدّدة طبّيًّا) في تحديد جنس المولود، وذلك لتأثيره على مركّبات جدار الرحم عند المرأة، ما يؤدّي إلى جذبه الحيوانات المنويّة الذكريّة أو الأنثويّة.
وانطلاقًا من هذه الفرضيّة تقول فرتانيان إنّ دراستين علميّتَين شقّتا طريقهما في دراسة الأنماط الغذائية لعدد من النساء في فترات ما قبل الحمل. أولى الدراستَين جرت في جامعة أكسيتر وأوكسفورد، واشتملت على استمارات طويلة، طلب فيها من 740 حاملاً في شهرهنَّ الأول الإجابة عن مجموعة أسئلة لمعرفة نظامهنَّ الغذائي في فترة تعود إلى سنة ما قبل حملهنَّ. بيّنت نتائج الدراسة أنّ النساء اللواتي اعتمدن نظامًا غذائيًا غنيًا بالسعرات الحرارية وبالعناصر الغذائية كالبوتاسيوم والصوديوم (على وجه خاص)، كان معدّل إنجاب الأطفال الذكور لديهنَّ أكبر، مقارنة مع النساء اللواتي كنَّ يتّجهنَ أكثر إلى اتّباع حميات غذائيّة أو كنَّ يتخلّينَ عن بعض الوجبات الغذائية خلال اليوم.
لا تختلف نتائج الدراسة كثيرًا عن الدراسة الثانية التي أقيمت في جامعة «Maastricht» في هولندا والتي نجحت بنسبة 80%. شملت هذه الدراسة 21 امرأة طلب منهنَّ تجنب المأكولات الغنية بالصوديوم والبوتاسيوم والتركيز على تلك الغنيّة بالكالسيوم والماغنيزيوم، فكانت النتيجة أنّ 16 منهنّ حملن إناثًا.
بناءً على ما سبق، تؤكّد فرتانيان أنّ اختيار جنس المولود عن طريق الأنظمة الغذائية مرتبط بالتأثير المباشر على المستقبلات التي ترتبط بها الحيوانات المنوية في جدار البويضة، وصولاً إلى عملية التلقيح. لذلك، فإنّ الوسط القاعدي للرحم (Milieu Alcalin) الذي يفرضه التوازن الأيوني لعملية أيض البوتاسيوم والصوديوم يكون أكثر ملاءمة لجذب الحيوان المنوي الذكوري، مقابل التوازن الأسيدي (Milieu Acide) الذي يفرضه أيض الأغذية الغنية بالكالسيوم والماغنيزيوم.
للاستفادة من هذه المعطيات، تنصح فرتانيان النساء باتباع أحد هذين النمطين الغذائيّين لمدة لا تقلّ عن ثلاثة أشهر قبل فترة الحمل.
أما الأطعمة الغنية بالصوديوم والبوتاسيوم، فهي اللحوم الحمراء، الأسماك (الغنية بالزنك)، خبز النخالة، رقائق الذرة، الأرز، البطاطا المشوية (مع الإحتفاظ بالقشرة)، البطيخ، الشمام، الأفوكا، الموز، السبانخ، الزيتون، الكبيس، المكسرات، التشيبس، الأطعمة المعلّبة، المارتاديلا والمعجّنات... كلّها أطعمة ترفع من نسبة البوتاسيوم والصوديوم في الجسم. أمّا الحليب ومشتقّاته، الفاصوليا، اللوز، الشوفان، التين، البروكولي، والخسّ، فهي أطعمة غنيّة بالكالسيوم والماغنيزيوم.