دورة

فتيات المراسم من طلّتهنّ تعرفهنّ
إعداد: الرقيب جيهان جبور

يُعدّ البروتوكول من أبرز الوجوه الحضارية للجيوش، فتَقَيُّدها بأصول الدبلوماسية وأدبيات القواعد يعكس رقيها وحرصها للحفاظ على هيبتها خلال المناسبات الوطنية والعسكرية على السواء. ويُعنى جهاز المراسم في الجيش بالمهمات البروتوكولية التي يتولاها بكثير من الحرفية والدقة، ما يظهر جليًا في المناسبات.
الجديد في هذا المجال أنّه لم يعد مقتصرًا على العنصر الذكوري، فقد عمل الجيش اللبناني على توظيف قدرات العنصر الأنثوي من خلال دورة بروتوكول تابعها ٢٩ من العسكريين الإناث اللواتي تدربن على آداب اللياقة وتقنيات الاستقبال والإتيكيت.


بدأت فكرة إنشاء مجموعة بروتوكول من عسكريين إناث بالتنسيق ما بين مكتب القائد وجهاز المراسم. في أثناء المحاضرات التوجيهية التي أُقيمت للعسكريين الإناث في الجيش، تم سؤالهنّ عن رغبتهن في الخضوع لدورة بروتوكول ومَن لها خبرة سابقة في هذا المجال للتقدم لإجراء هذه الدورة، وقد وصل عددهن إلى ٢٠٠ فتاة، وتقلّص العدد إلى ٥٠ بعد خضوعهن لمقابلة جدّية من قبل مكتب قائد الجيش وجهاز المراسم، إلى أن وصل العدد النهائي إلى ٢٩ فتاة، تمّ فصل ٨ منهن إلى جهاز المراسم، أما الباقيات فبقيْن في الوحدات والقطع ليُستعان بهن عند الضرورة.

 

دورة مكثفة
خضعت المتدربات لدورةٍ مكثفة لمدة أسبـوع في نـادي الرتبـاء المركزي العسكري، إذ كان الرائـد شـادي شاكـر مديـر هذه الدورة، وتحت إشراف العقيد الركن أنطوان الخلّي، حيث قاموا بتقديـم البروتـوكول العسكـري للمتدربات، إضافة إلى ٤ مدربات مدنيات اختصاصيات في مجال البروتوكول قدّمن البروتوكول المدني والإتيكيت. في حيـن تابـع رئيـس جهاز المراسم العميد الركن وسيـم صالـح ومستشـارة القائد الإعلاميـة الآنسـة رونيـت ضاهـر عن كثب وبدقةٍ وجديةٍ هذه الدورة.
وتضمّـن برنامـج الدورة المواد الآتية: مراسم عسكرية، آداب اللياقة وتقنيات الاستقبال، وبروتوكول وإتيكيت.
حضرت المتدربات إلى الدورة باللباس المدني الرسمي مع التقيّد بتعليمات الهندام العسكري في ما يتعلّق بطريقة ربط الشعر والتبرج، ما ساعدهن على الخروج من الإطار العسكري والتكيّف مع معطيات الدورة. ويجري العمل حاليًا على اختيار لباس تشريفات موحّد يُعتمد في المناسبات والاحتفالات العسكرية والرسمية.
زُوّدت المتدربات معلومات وفيرة لمفاهيم البروتوكول والإتيكيت لا سيما في ما يختص بآداب المائدة وطريقة المصافحة والجلوس ومخاطبة الضيف والسير معه ومرافقته، فضلًا عن الألقاب الخاصة بالشخصيات والمراجع الروحية.
حقّقت الدورة هدفها في تعزيز الثقة في المتدربات اللواتي تسلّمن إفادة متابعة دورة المراسم (البروتوكول والإتيكيت) الخاصة بهن، كما حقق جهاز المراسم من خلال هذه الدورة خطوة نوعية في الجيش.

 

لمحة تاريخية عن جهاز المراسم
• أنشىء الجهاز بتاريخ: ١٠ / ١ /٢٠٠١ ويرأسه حاليًا العميد الركن وسيم صالح.
• يتألف الجهاز من رئاسة الجهاز وأربعة أقسام:- قسم الوفود والاحتفالات العامة.
- قسم المناسبات الخاصة بالعسكريين.
- قسم الأعلام والألبسة.
- قسم الإدارة والخدمات.

 

المشروع ما زال في بداياته
أوضح رئيس جهاز المراسم العميد الركن وسيم صالح أنّ دورة البروتوكول أتت نتيجة لضرورة إشراك العنصر الأنثوي في المهمات البروتوكولية لما تتميّز به الأنثى من لباقة ولياقة في التصرف. وتشكل هذه الدورة خطوة نوعية أسوة بالجيوش المتقدمة. لا يقتصر المشروع على من تمّ تدريبهن بل إنّه سيشمل كل الإناث في الجيش، ما ينعكس إيجابًا على بناء الأسرة ويسهم في نشر الأدبيات والسلوك السليم في المجتمع.