متاحف في بلادي

فخر الدين وضيوف في المعلم التاريخي
إعداد: تحقيق :جان دارك ابي ياغي

متحف ماري باز في دير القمر
متحف ماري باز في دير القمر معلم مميز إجتمع في جنباته الإبداع الفني المعاصر بعراقة البناء التاريخي, عبر وجوه كبار ساهموا في صنع تاريخ لبنان. في هذا المتحف محطتنا الآتيـة
.
 

تاريخ المتحف

في القصر الذي شيّده باني دولة لبنان الحديث الأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير, تماثيل 80 شخصية سياسية وتاريخية وأدبية وفنية ساهمت في صنع تاريخ لبنان من العام 1512 حتى اليوم. والتماثيل منحوتة من الشمع بدقة متناهية. هذا القصر الذي حمل إسم أمير كبير من لبنان, يخص حالياً السيد سمير إميل باز الذي حوّله الى قصر سياحي يؤمه السياح والمواطنون وطلاب المدارس من مختلف أنحاء المناطق ودول العالم.
سراي الأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير من الأبنية الأثرية في دير القمر وعمرها يناهز الـ400 سنة. مدخلها شرقي, لها بوابة مزخرفة مطعمة بحجر عكار الأصفر اللون. وهي تتكون من مدخل درج, في داخلها دار تتوسطها بركة ماء, وفيها غرف من العقد للحرس, وغرف عائدة لمسكن الأمير. استعملت السرايا كمدرسة للأخوة المريميين بين العام 1914 والعام 1918.


.. وحاضره

وفاءً منه لوالدته السيدة ماري باز وتقديراً لخدماتها الجلّى لأبناء بلدتها من دون تمييز, حوّل السيد سمير باز المقر الصيفي لعائلة باز الى متحف جمع فيه رجال التاريخ والسياسة والعلم والدين, وحمّله إسم والدته ليصبح متحف ماري باز.
عند مدخل المتحف, يستقبلك الأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير متربعاً على عرش إمارته ليرحّب بك في دارته. نكمل الى الدار الداخلية وقد تحوّلت غرف حرس الأمير العقد الى قاعات حملت أسماء: رئيس الجمهورية العماد إميل لحود, ورئيس مجلس الوزراء الشيخ رفيق الحريري, ونائبه عصام فارس.

 

في ذاكرة الوطن

في خلال شهر أيار الحالي, يصل فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد إميل لحود ليأخذ مكانه بين رؤساء الجمهورية السابقين في القاعة التي حملت إسمه. في هذه القاعة إجتماع يضم: زعيم الإستقلال الرئيس الشيخ بشارة الخوري, والرئيس كميل شمعون, والرئيس الشيخ أمين الجميل, والرئيس الياس الهراوي, والرئيس شارل حلو, والرئيس الأميركي جورج بوش, والرئيسين الفرنسيين جاك شيراك وشارل ديغول, وقداسة البابا يوحنا بولس الثاني والبطريرك مار نصرالله بطرس صفير...
شخصيات عديدة ساهمت في صنع تاريخ لبنان السياسي والفكري والثقافي والإجتماعي منذ العام 1512 حتى اليوم, اجتمعت كلها في قاعة الشيخ رفيق الحريري, الى شخصيات أجنبية زارت لبنان وتركت أثراً فيه كالجنرال هنري غورو, والليدي هستر ستنهوب الإنكليزية, والشاعر الفرنسي ألفونس لامارتين.
في هذه القاعة بالذات, يغوص السيد سمير باز في التاريخ, من خلال رموز ووجوه شاركت في صنع حضارتنا. ومن بين هؤلاء تماثيل لثلاثين شخصية عاشت مراحل مختلفة من تاريخ لبنان, نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: الأمير فخر الدين المعني الأول (1485 ­ 1544), بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك مكسيموس الثالث مظلوم (1779 ­ 1885), الأميرة نسب معن (1546 ­ 1633), الأمير بشير الشهابي الثاني (1767 ­ 1850), الشيخ جرجس باز (1768 ­ 1807), البطريرك يوسف التيان (1736 1820), المعلم بطرس البستاني (1819 ­ 1883), البطريرك الياس الحويك (1843 ­ 1931), كمال بك جنبلاط (1917 ­ 1976), الست نظيرة جنبلاط (1890 ­ 1951), الشيخ بيار الجميل (1905 ­ 1984).
في غرفة ثانية داخل قاعة الرئيس رفيق الحريري نجد تماثيل أخرى لتربويين وشعراء أمثال: الشاعرة ناديا حماده تويني, العلامة سليمان البستاني, الشاعر جورج شحاده, الدكتور فؤاد أفرام البستاني, ومؤسس اليسوعية بول ماري ريكادونا, وغيرهم.
الغرفة الثالثة من غرف القصر العقد حملت إسم قاعة عصام فارس الذي تربطه بالسيد سمير باز صداقة حميمة ومتينة ترجمت فعلياً بإقامة تمثال له. كما تضم القاعة تماثيل للعديد من الشخصيات ومن بينهم الفنانة ماجدة الرومي التي انضمت مؤخراً الى نزلاء المتحف.
افتتح المتـحـف فــي العـــام 1997 بحضور ورعاية الرئيس اللبناني السابق الياس الهراوي وعقيلته وحشــد من السياسيين والفــاعـــليـــات الإجتماعية. وقد دوّن الرئيس الهراوي كلمة في السجل الذهبي جاء فيها: “في قصر تاريخي يحمل إسم أمير كبير من لبنان, متحف للمستقبل, والتماثيل الواقفة في رحابه تضيء بمقدار ما تمشي في ذاكرة الوطن رموزاً لوحدة لبنان وتجدده الدائم”. ومنح الرئيس الهراوي خلال حفل التدشين السيد سمير باز وسام الأرز الوطني من رتبة فارس.
ويقول السيد باز أن المتحف يتعاون مع متحف غريفان Grevin

في باريس. ويخبرنا أن ثمة شخصيات عدة يُعمل على تنفيذ تماثيل لكلّ منها لتنضم قريباً الى المتحف.