تعاون وصداقة

فريق كندي عن تجربته مع الجيش اللبناني: على قدر التحدي
إعداد: النقيب Julie Helferty
ضابط في فريق تعزيز القدرات اللوجستية الكندية

في تشرين الثاني من العام 2019 بدأت مجموعة مؤلفة من 8 عناصر من القوات المسلحة الكندية، تابعة لفريق تعزيز القدرات اللوجستية الكندية، بالعمل في مقر قيادة الجيش اللبناني واللواء اللوجستي، وذلك ضمن فرق التدريب والمساعدة الكندي – اللبناني.

 

أُوكلت إلى الفريق الكندي مهمة مساعدة الجيش اللبناني في مجالَي تحسين إدارة المعدات والتدريب التقني في اللواء اللوجستي. يضمّ فريق تعزيز القدرات اللوجستية فرعًا مكرّسًا للمدرسة التقنية برئاسة الضابط اللوجستي النقيب Julie Helferty وضابط تطوير برامج التدريب النقيب Michael Haslet وتقني الأسلحة المؤهل أول Oliver Descheneaux.
عند وصول الفريق الكندي قدّمت له المدرسة التقنية إيجازًا حول وضعها تضمن الإنجازات الأخيرة والتحديات التي تواجهها، والنقص في فريق العمل وعدم توافر مساحات كافية للقاعات الدراسية. أدرك الكنديون أنّ فريق العمل في المدرسة التقنية مؤلف من أشخاص محترفين وجنود متفانين يلتزمون تطوير مدرستهم.
عمل الجنود الكنديون واللبنانيون معًا لتطوير المدرسة التقنية وأنشأوا لجنة خاصة للإشراف على هذه العملية. تواصل هذه اللجنة إطلاع المعنيين على المستجدات. لقد أُدرج تدريب الميكانيكيين والفنيين الآخرين في طليعة الأولويات.
ولمعرفة المزيد حول الاحتياجات التدريبية الخاصة بالجيش اللبناني من أجل إعداد الجنود للعمل الفني في المشاغل، قام الفريق الكندي بجولة على مديرية الأشغال في اللواء اللوجستي وتحدث مع العديد من المشرفين والعمّال. وبدا واضحًا أنّه إذا كان بإمكان المدرسة التقنية استلام المسؤولية الأساسية، أي التدريب الفني في كلّ المشاغل، يمكن حينها تركيز المزيد من الجهود لصيانة المعدات. وقد أوضح المشرفون أنّ النقص في المهارات الفنية الأساسية والمعارف، بما في ذلك الاستخدام الآمن والأساسي للمعدات، يؤدي إلى هدر في وقت الإنتاج ويتسبب بإصابات في مكان العمل.
يخضع الجنود الجدد في كندا لدورة مشتركة لتعليم المهارات الرئيسية والمعارف قبل انضمامهم إلى دورة التخصص الفني من الدرجة الأولى. ربما يحتاج الجيش اللبناني إلى إنشاء دورة مشابهة!
وزّع فريق عمل من جنود كنديين ولبنانيين استبيانات لمديرية المشاغل وتلقّى إجابات من 74 عسكريًا، ثم عُقِد اجتماع تنسيقي ضم فريق تطوير التدريب الكندي والمدرسة التقنية ومشرفين على المشاغل للتأكيد على ضرورة توفير هذه التدريبات لجميع المشاغل.
اقتضت الخطوة الثانية تطوير الدورة، وفي 20 كانون الثاني 2020 بدأت لجنة من الجيش اللبناني مؤلفة من مشرفين وعمال من مديرية المشاغل إضافة إلى فريق عمل من المدرسة التقنية، بإجراء لقاءات يومية على مدى أسبوعين لإطلاق عمليـة تطويـر الدورة والتحليل الوظيفي من أجل استحداث دورة أسس العمل في المشاغل. بعد تطوير هذه الدورة يبقى الكثير من العمل إذ يجب تحديد المساحات المخصصة للتدريب ضمن المشاغل وتزويدها المعدات التدريبية، إضافة إلى ضرورة تطوير الخطط التعليمية مع الحاجة إلى تعيين أساتذة للتعليم.
من خلال الدعم الذي قدّمته أركان الجيش للعديد في الجيش اللبناني تلقّت المدرسة التقنية عناصر جددًا يعملون على تطوير المواد الدراسية. ويتعرف هؤلاء العناصر الجدد على الطابعين النظري والعملي لبرنامج التدريب المعدّل ما يسمح لهم بأن يجرّبوا بأنفسهم إمكان تطبيقه خلال الفترة التجريبية الأولى في المدرسة التقنية.
الهدف من هذا التدريب هو ضمّ التحليل الوظيفي وعملية NATO/CAF إلى المنهاج من أجل ردم الهوّة بين التدريب ومستلزمات العمل. وفي جيش مثل الجيش اللبناني الذي يمتلك معدات متنوعة يمكن للتحليل الوظيفي الفعّال استيعاب احتياجات الصيانة المتعددة، وتأمين الأمور الأساسية لبنية تدريبية محسّنة. إنّ إضافة مثل هذه الخطوة يمكن أن تقلب الأمور رأسًا على عقب، وبهذه الطريقة ستمتلك المدرسة التقنية الخبرة المطلوبة. ثمة أمور كثيرة تحتاج إلى تطوير ولكن من الواضح أنّ المدرسة التقنية على قدر التحدي.
رغم كل ذلك، يبقى الفريق الكندي متحمّسًا للعمل ومُثنيًا على نجاحات الجيش اللبناني وعمله الاحترافي ومُرَكّزًا على تقديم الأفضل في مجال التدريب.