ذكراهم خالدة

فلنتذكّر شهداءنا... لن ننساهم أبدًا
إعداد: روجينا خليل الشختورة

الغارات السبع التي شنّها العدو الإسرائيلي على فوج الأشغال المستقل ليل ١٧-١٨ تموز ٢٠٠٦، وأدّت إلى سقوط شهداء له (٤ ضباط و٧ رتباء)، وإلى تدمير عدد كبير من المباني والآلات الهندسية... لم تزده إلا إصرارًا وعزمًا على متابعة رسالته، وتأدية دوره بكلّ ما أوتي من طاقةٍ كي لا تذهب دماء هؤلاء الشهداء هدرًا...
في الذكرى الـ١٣ للعدوان الإسرائيلي الغاشم على لبنان واستهدافه فوج الأشغال المستقل، كرّم قائده العميد محمد بزّي ممثّلاً العماد قائد الجيش عائلات الشهداء الذين سقطوا آنذاك ورفاقًا لهم استشهدوا في مواقع أخرى في احتفالٍ رمزي قُدّمت لهم خلاله الدروع التذكارية.

 

علمٌ يرفرف، صفوف متراصة يظلّلها الوقار والصمت، عزفة الموتى، لازمة النشيد الوطني ونشيد الشهداء... «فلنتذكّر شهداءنا» ويأتي الجواب: «لن ننساهم أبدًا»... مشهدٌ يتكرّر في كلّ احتفالٍ تكريمي لشهداء الجيش. نعم لن ننساهم أبدًا، فبالوفاء تُصان العهود والأوطان.
 

سنحفظ إرث الشهداء
وفاءً لذكرى شهداء فوج الأشغال المستقلّ، وبعد مراسم تكريم العلم ووضع إكليل من الزهر أمام اللوحة التذكارية، كانت لقائده كلمة توجّه فيها لعائلات الشهداء، فقال: «حضوركم بيننا اليوم، يضفي على هذا اللقاء مزيدًا من الإكبار والإجلال، فنِعْمَ الأمهات اللواتي أنشأن فلذات أكبادهن على حب الوطن، والآباء الصالحون الذين زرعوا تلك البذور الخيرة، ونِعم الإخوة والأخوات والزوجات والأبناء الذين تشاركوا الجراح والآلام وأعباء الحياة بكل سعة صدرٍ ورحابة قلب».
وتابع قائلًا: «نلتقي في هذا اليوم المفعم بالعزّة والإباء، لتكريمكم، أنتم ذوو شهدائنا الأبرار الذين ارتقوا في ساح المجد والبطولة، التزامًا منهم الواجب العسكري المقدس ودفاعًا عن سيادة الوطن وكرامة أبنائه، فأضحوا في ضمير الوطن والجيش، القدوة والمثال في الإقدام والشجاعة، ونكران الذات والعطاء بلا حدود حتى الشهادة...
ومن صلب هذه القناعة الراسخة، انبرى شهداء فوج الأشغال المستقلّ للدفاع عن لبنان في عدّة محطّات بطوليّة من تاريخ الجيش، لا سيّما العدوان الإسرائيلي في تموز ٢٠٠٦، مواجهين بصلابةٍ إيمانهم وعزمهم غدر العدو وآلته الهمجية التي لا تعرف في قاموسها سوى لغة الموت والقتل، فكان قدرهم الاستشهاد وهم يسابقون آلة القتل هذه ليعيدوا بناء ما دمّرته من جسورٍ ومنشآت، وينالوا شرف الشهادة ذودًا عن سلامة أهلهم وإخوتهم في الوطن».
وأضاف العميد بزّي قائلًا: «لقد ظنّ العدو الإسرائيلي في حربه على لبنان، أنه يستطيع إخضاع شعبه والنيل من وحدته وإبعاد الجيش عن مهماته الوطنية، لكن مآربه الخبيثة باءت بالفشل وتكسّرت على صخرة وحدة اللبنانيين وتضامنهم، والتفافهم حول جيشهم ودعمهم غير المحدود لدوره الوطني وهو ينتشر في موقعه الطبيعي على تخوم الوطن في الجنوب وعلى امتداد الوطن، دفاعًا عن أرضه وشعبه ومقدّساته.

 

تحية وعهد
وكما كان الفوج حاضرًا في التصدّي للعدو الإسرائيلي، فقد شارك بفعاليّة ضمن الوحدات التي حاربت الإرهاب، وتحديدًا في معركـتَي نهـر البارد وفجـر الجرود، حيث قدّم عددًا من الشهداء والجرحى في سبيل الوطن وسلامة أبنائه.
ختامًا، وباسم قائد الجيش العماد جوزاف عون، توجّه قائد الفوج بالتحية لأفراد عائلات الشهداء، وعبّر عن أخلص مشاعر التضامن معهم، وعهد إليهـم حفظ إرث الشهداء الأبرار، ليظل الوطـن عنـوان كـل تضحيـة وفـداء.
بعدها قدّم زملاء السلاح عرضًا عسكريًا رمزيًا في ساحة ثكنة نجيب واكيم – حارة الست، تلا ذلك حفل كوكتيل في نادي ضباط الفوج تخلّله تقديم دروع تذكارية لعائلات الشهداء الأبرار.

 

١٤ شهيدًا
الشهداء الذين كرّم الفوج عائلاتهم هم: العميد نجيب واكيم، العقيد جورج الرويهب، المقدم المهندس أكرم جمّول، الرائد روجيه حرفوش، الرقيب أول فوزي جريج، الرقيب أول أنطون عبود، الرقيب ميشال عبود، الرقيب بدوي العلم، الرقيب شربل بو عكر، الرقيب نبيه سلوم، الرقيب علي كنعان، العريف حسين شومان، العريف حسين بلوق والمجند الممدّدة خدماته ابراهيم ابراهيم.