قواعد التغذية

فماذا يأكلون هناك؟
إعداد: جان دارك ابي ياغي

أولادنا يمضون معظم أوقاتهم في المدارس

تعتمد معظم المدارس في أغلب الدول على المطاعم المدرسية (أو المقاصف المدرسية) في تقديم الأطعمة للتلاميذ، انطلاقاً من كون التغذية المدرسية أمراً بالغ الأهمية، وينبغي على مقاصف المدرسة أن تراعي في بيع منتوجاتها الوجبات الخفيفة وضرورة احتوائها على المواد المنتجة للطاقة، مع مراعاة إدخال التثقيف الصحي في المناهج الدراسية.
نصائح وإرشادات لتحسين تغذية الأولاد في المدارس، في هذه المقابلة مع اختصاصية التغذية إيليان معوض حبيش.

 

* كيف تصفين مناخ الغذاء المدرسي بشكل عام؟

- يمكن القول انه بدأ بالتحسّن نوعاً ما، وللوصول الى نتيجة أفضل، على لجان الأهل في المدارس الضغط على إدارة المدرسة لإعطاء هذا الموضوع أهمية والسماح لهم بالتدخل لوضع لائحة الطعام وباقي المشتريات التي تُباع في دكاكين المدارس (Kiosque). حتى الآن، لا تتضمن «دكاكين» المدارس أي غذاء صحي مع وجود الشوكولا والتشيبس والمشروبات الغازية والأكل الجاهز الذي يفضله التلاميذ الكبار على سندويش البيت.

 

* ما هو الرابط بين ما يأكله الأولاد في المدارس وبين أنواع النشاطات الجسدية التي يمارسونها؟

- إن التغذية السليمة ذات أهمية حاسمة للتطوّر البدني والصحة الذهنية لنمو الأطفال والمراهقين.لذا، فالأولاد الذين يتناولون الفطور خصوصاً، يمارسون النشاطات الرياضية والفكرية بشكل أفضل وهم أكثر توازناً من غيرهم ويحققون نتائج أفضل في امتحاناتهم.


* ما هي أهمية استبدال المشروبات الغازية في المدارس بالحليب أو بمشروبات صحية؟

- طبعاً أفضل بكثير، لأن المشروبات الغازية غنية بالسكر والوحدات الحرارية ولا تتضمن أي غذاء ضروري. أما الحليب فضروري جداً لنمو الأولاد الذهني والجسدي وغني بالكالسيوم الذي يحتاجه طلاب المدارس لنمو عظامهم. كذلك العصير (أو المشروبات الطبيعية) فغنية بالفيتامينات الصحية للأولاد.

 

* بماذا يمكن استبدال الأغذية الجاهزة (Fast Food) التي إعتاد عليها الأولاد في المدارس؟

- يمكن مثلاً استبدال الكرواسان والمناقيش بسندويشات صحية كاللبنة أو الجبنة مع الخضار. كما يمكن صنع البيتزا (وهي محبذة أكثر من المناقيش) بأنواع من الجبن مخفضة الدسم، ومن الأصناف المفضّلة أيضاً: فطائر بالسبانخ والجبنة، خبز البطاطا بدلاً من قليها، استبدال التشيبس بالـ "Batons salés"، وتناول حبوب الفطور "Corn Flakes".

 

* ما هي خطورة النظام الغذائي المعتمد على المأكولات الجاهزة التي سبق ذكرها على الأولاد؟

- لقد برهنت الدراسات ان الأولاد (بين 11 و17 سنة) الذين يعتمدون على هذا النوع من النظام الغذائي معرّضون لزيادة في الوزن. وما يثير القلق أكثر، الأمراض المصاحبة لزيادة الوزن مثل السكري، تسوس في الأسنان، تصلّب الشرايين، ارتفاع في ضغط الدم، وغيرها...

 

* هل تحبذين فكرة المشرف الصحي في كل مدرسة؟

- طبعاً، وعليه أن يلعب دوراً مهماً في توعية الأولاد وإرشاد الأهل والأساتذة وإدارة المدرسة لما فيه خير وصحة الولد لتفادي مشاكل صحية نحن بالغنى عنها.

 

* ماذا ينبغي للتوعية الغذائية المدرسية أن تشمل؟

- ينبغي النظر الى التوعية الغذائية في المدارس على أنها نقطة بداية قيّمة لبناء قدرات كل من المدرسة والمجتمع في مجال الاستجابة للاحتياجات الغذائية والصحية الهامة.

 

 وينبغي للتوعية أن تشمل ما يلي:
- أنشطة ترويجية وأخرى لاستقطاب الاهتمام تركز على التغذية بوصفها عنصراً رئيسياً للنمو البدني والذهني.
- تزويد الأطفال بمعارف أساسية عن الأغذية والتغذية، بما في ذلك إدراج موضوعات غذائية في المناهج المدرسية.
- إشراك إختصاصيي التغذية، والتعليم، والمعلمين، والطلاب والأهالي، وقادة المجتمع في عملية التوعية المدرسية حول التغذية السليمة.

- السعي الى توفير بيئة مدرسية صحية، وذلك مثلاً بتوفير خدمات طعام مدرسية جيدة.
وفي ختام اللقاء، اقترحت إيليان معوض حبيش تطبيق حملة التوعية هذه في البيت كما في المدرسة، لتأتي بالنتائج المرجوّة. وتمنّت على إدارة المدارس زيادة ساعات الرياضة (ساعتين على الأقل في الأسبوع) لأن النشاط والحركة عند التلامذة آخذ في التراجع، والسبب في ذلك يعود الى أنواع النشاطات التي يمارسونها والتي تدور في فلك الكومبيوتر والألعاب الإلكترونية.