الكتف إلى الكتف

فوج الإشارة: الاتصال على أفضل ما يرام
إعداد: ليال صقر الفحل

مهمة فوج الإشارة بالأساس هي تأمين الاتصالات لمختلف وحدات الجيش، فضلاً عن تحقيق عتاد الإشارة وصيانته، وهذه الوظيفة الحيوية تبلغ أقصى درجات الأهمية في وقت الحرب، إذ يعتبر سلاح الإشارة من أهم أدوات القيادة والسيطرة في العمليات الحربية. فمن دونه لا يمكن ضبط تحرّك الوحدات التكتية والتنسيق مع أسلحة الدعم.


آلية العمل
آلية العمل التي اتّبعها الفوج لضمان أداء وظيفته على أكمل وجه خلال المعركة بحيث لم ينقطع الاتصال خلالها ولو للحظة، يتحدث عنها قائده العميد حسين الشيخ علي، فيقول:
بدأت التحضيرات قبل المعركة بفترة، وبالإضافة إلى استطلاع بقعة العمليات مرارًا (على الأرض وعلى الخرائط)، قمنا بدراسة المرتفعات المشرفة التي يمكن استخدامها لتركيز محطات الاتصال الوسيطة، وعلى نحو يجعلها على المسافة الأقرب إلى خطوط انطلاق الوحدات، وهذا ما أتاح الاستفادة من قوة الإرسال والتغطية بأفضل ما يمكن.
وقد تمّ تركيز عدة أنواع من محطات الاتصال الوسيطة على هذه المرتفعات، مثل: Tetra – Jaguar – Harris – Barret – Motorola – Vertex – Datron، وهي تتميز بنظام اتصالات آمن يعمل بطريقة Hopping System Frequency.
وأضاف قائلاً: عمد الفوج إلى وضع حضائر بإمرة ضباط لتعزيز فصائل الإشارة في الوحدات المهاجمة، هذه الحضائر قامت بالكشف على جميع الأجهزة في قيادات هذه الوحدات وآلياتها، وعملت على التأكد من جهوزيتها وجهوزية عناصر الإشارة فيها من خلال إجراء تجارب يومية.
كما ساعد الفوج في تجهيز غرفة عمليات المجموعة الأولى التي كلفت بمهمة تحرير الجرود من خلال تركيب الأجهزة اللاسلكية وتنظيم شبكات الاتصالات مع الوحدات المشاركة في عملية «فجر الجرود».
إلى ذلك، كان فوج الإشارة قد جهّز مجموعة من المحطات الوسيطة على آليات مع طواقمها من ضباط وعناصر، هذه الآليات كانت تتقدّم خلف الوحدات، وتبقى على اتصال مباشر مع ضباط الإشارة فيها للتدخل ومعالجة أي خلل في تأمين الاتصال، أو لإعادة تأمينه. هذه الحضائر كانت تتقدم إلى المراكز التي يتم تحريرها، للتأكد من أن الاتصال مؤمن مع الوحدات في أماكن تمركزها الجديدة.
وحدات الدعم
من جهة أخرى، تم تأمين الاتصال مع وحدات الدعم من مدفعية وهندسة وم/د وقوات جوية وطبابة عسكرية، عبر تزويدها الأجهزة اللازمة، بالإضافة إلى تأمين شبكة الاتصالات مع قيادة الجيش في اليرزة بأنواع مختلفة من وسائل الاتصالات.

وختم قائلًا:
لقد شكّــلت عملية «فجر الجـرود» اختبــارًا ناجحًا لقدرة الفوج على تأمين الاتصالات خلال المهاجـمة لقوى بحجم فرقــة وما فوق، وذلــك من خــلال تأمين فتح مراكز إشارة ميدانية ومتحركة لمواكبة هذه الوحدات.
وبالتالي أتاحت هذه المعركة فرصة التطبيق العملي للدروس النظرية التي تم التدرّب عليها، فضلاً عن اختبار مدى فعالية أجهزة الاتصال المستخدمة في الجيش، وجهوزية نظام الاتصال وضباط الإشارة وعناصرها.