تحقيق عسكري

فوج التدخل الثاني
إعداد: ندين البلعة خيرالله

غرفة عمليات فريدة وتدريبات على مستوى المهمات

 

أهلاً بكم في البقاع الأوسط... هنا، يضمن فوج التدخل الثاني أمنكم واستقراركم بهيبته واحتراف عسكريّيه. هذا الفوج المعروف خصوصًا بقدرة ضبط النيران خلال تنفيذ المهمات، وصل إلى مستوى عالٍ من الكفاءة بفضل التدريبات المتواصلة والخبرات القتالية المكتسبَة. ووجوده الفاعل في منطقة حسّاسة، يلقى ارتياحًا كبيرًا لدى المواطنين الذين يعبرون عن دعمهم له بطرق مختلفة.
عن كل ذلك، يحدّثنا قائد الفوج العميد الركن وليد عبد الغني في هذه المقابلة.

 

غرفة عمليات فريدة
في مستهلّ حديثه، ينوّه قائد الفوج بدعم أهالي المنطقة للجيش عمومًا، ولفوج التدخل الثاني خصوصًا، الأمر الذي يحدّ من صعوبة مهمّته.
الدعم لا يقتصر على النواحي المعنوية وعلى التعاطف الذي يلمسه العسكريّون. وفي هذا السياق، يقول العميد الركن عبد الغني: حقّق الفوج غرفة عمليات حديثة فريدة من نوعها على صعيد الجيش، وذلك بفضل هبة سخية من أحد رجال الأعمال في المنطقة. وقد تمكّن الفوج من إنجاز الغرفة بكلفة تعادل نصف كلفتها الحقيقية. فقد حصل على جميع المستلزمات بأسعار تشجيعيّة خاصة بالجيش. وبذلك لم يقتصر الدعم على جهة واحدة، بل شارك فيه العديد من المواطنين.
• هل يمكن أن نعرف بعض التفاصيل عن هذه الغرفة، وما الذي يميّزها؟
- تمّ تركيب هذه الغرفة على آلية هامفي لتكون متنقّلة، فتساعد في القيادة والسيطرة على القوى, التي تنفّذ مهمات بشكل أفضل. وهي تتميّز بمصادر الطاقة المتنوعة فيها: طاقة شمسية، طاقة كهرباء مولّد، طاقة كهرباء الآلية وUPS. وتتألف من ثلاث وحدات:
• وحدة المراقبة المجهّزة بكاميرا حديثة مع قاعدتها وإمداداتها الكهربائية والتصويرية، إضافة إلى حاسوب ومخزّن صور بسعة عالية، وشاشة تلفاز لمتابعة المحطات الأخبارية خلال تنفيذ المهمة.
• وحدة الخرائط المجهّزة بحاسوب متطور مع برنامج GIS، ولوحة تعليق الخرائط الورقية.
• وحدة الاتصالات التي تضمّ هاتف wireless مع خط انترنت، وأجهزة اتصال مع قواعدها ومكبرات الصوت، وهوائيات مع قواعدها وإمدادات كهربائية، إضافة إلى أجهزة FM، VHS وTETRA.
وتضمّ الغرفة أيضًا طاولة وكراسي يمكن نقلها إلى خارج الآلية واستخدامها عند الضرورة.
استعان الفوج بمهارات العسكريين لتنفيذ هذه الغرفة، وتمّ الاستفادة من كل زواياها بشكل اقتصادي عملي، من دون أي تحوير في شكل الهامفي، وذلك تحسّبًا لأي عطل قد يطرأ على الآلية ما يسهّل نقل الغرفة إلى آلية أخرى مماثلة.
• هل خضعت الغرفة لاختبار ما؟
- تمّ اختبار الغرفة في مهمّة تأمين زيارة أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون إلى لبنان. وقد أبدى قائد القوات الخاصة الأميركية في لبنان الكولونيل تافت، في مناسبة أخرى، إعجابه بها قائلاً: لقد تفوّقتم على التصميم الأميركي!

 

الوضع العملاني وانتشار القوى
• ماذا عن الوضع العملاني؟

- على الصعيد الأمني، أوقف الفوج منذ بداية العام الحالي ولغاية اليوم، 1450 شخصًا بتهم مختلفة، فنحن ننتشر في قطاع كبير، حدوده هي: الخضر- شمسطار من الشمال، الحدود اللبنانية- السورية (سلسلة جبال لبنان الشرقية) من الجنوب، شتورة- قب الياس- حوش الحريمي، من الشرق، ترشيش- صنين غربًا وهذا ما يعادل 10% من مساحة لبنان.
يضمّ هذا القطاع مدينة زحلة و39 قرية ذات كثافة سكانية كبيرة، يقطنها حوالى 400 ألف نسمة من اللبنانيين، و270 ألف نسمة من السوريين الذين يتوزّعون على 118 مخيّمًا عشوائيًا. يُضاف إلى ذلك، ثلاثة مخيمات فلسطينية، وهي: مخيم جبيلة عين البيضا، جنوب كفرزبد، مخيم حشمش، شمال قوسايا، ومخيم شرق قوسايا على الحدود السورية.
قسّم فوج التدخل الثاني المنطقة إلى سبعة قطاعات تتمركز فيها سبع سرايا تنتشر في مراكز ثابتة وتتميّز بالقدرة على التحرك والتدخل السريع. وبهدف حفظ الأمن، تسيّر دوريات راجلة وأخرى محمولة، وتركّز نقاط مراقبة في الأماكن الحسّاسة، وتقام حواجز ظرفية وكمائن على المحاور الرئيسية والداخلية لمنع التهريب والتسلّل، وسوى ذلك من الأعمال المخلّة بالأمن والنظام. كذلك، يحتفظ الفوج بسرية احتياط، وقد وُضِعت بتصرّف قيادته العملانية سرية مشاة مؤلّلة وأخرى مدرّعة من لواء المشاة الثالث.
ويضيف قائد الفوج قائلاً: لدينا مراكز متقدّمة على جبهة الزبداني، وقد حددنا مراكز مرتقبة وأقمنا تحصينات وسواتر وكمائن للمراقبة الدائمة، ونحن جاهزون عند وقوع أي حدث لتأمين الحدود بمراكز جاهزة ومحضّرة بناءً لخطة عمليات موضوعة لهذه الغاية.
إلى مهمات حفظ الأمن والتفتيش عن المطلوبين والإرهابيين وتوقيفهم، تؤازر وحدات الفوج القوى الأمنية وتدعم الوحدات الصديقة لبسط سلطة الدولة، من خلال التفتيشات الروتينية والمداهمات لمخيمات النازحين، كما تنفّذ أعمال إغاثة وإنقاذ خلال الكوارث.

 

تدريب لمواجهة التحديات
• ماذا عن التدريب؟

- منذ 23/11/2013 يتمركز فريق تدريب أميركي في مبنًى مخصّص للتدريب تابع لقيادة الفوج. هذه الخطوة ساهمت في تعزيز قدراتنا، ليس فقط على صعيد الخبرات المكتسبَة بفضل التدريب، وإنما أيضًا بفضل الدعم اللوجستي.
ويشير العميد الركن عبد الغني في هذا الإطار، إلى الكميات الهائلة من الذخيرة المتوسطة والخفيفة التي يقدّمها فريق التدريب الأميركي، والتي يتمّ استثمارها ليس فقط داخل الفوج، بل أيضًا في التدريبات وتصفير الأسلحة في مختلف الألوية والأفواج المنتشرة على الجبهة الشرقية، لاكتساب الخبرات ورفع مستوى المهارات.
دورات التدريب التي يؤمّنها هذا الفريق، تشمل عسكريّي الفوج وآخرين من الألوية والأفواج المنتشرة في منطقة البقاع إضافة إلى فوج التدخل الرابع. وأبرز مجالات التدريب في هذه الدورات: القتال الخاص ويتضمّن القتال في الأماكن الآهلة ورمايات بالأسلحة الإجمالية والمتوسطة، إعداد المدرّبين، الاستطلاع والرصد، التعامل مع الطوافات، التحقيق والأدلة الجنائية، الإسعافات الأولية والقتال المتقارب.
كذلك، يزور الفوج فريق فرنسي يدرّب قنّاصين ورماة مهرة، إضافة إلى دورة خاصة بالهاون 120 ملم. ويستفيد من تدريبات هذا الفريق عسكريون من مختلف أفواج التدخل وفرع مخابرات البقاع.
كذلك تقام داخل الفوج دورات مداهمة للعسكريين الإناث، ولعناصر من الأمن العام. ويتابع ضباط الفوج وعسكريّوه عدّة دورات في الداخل والخارج (قائد كتيبة وآمر سرية، مكافحة الإرهاب، التدخل، والدورات الفنية، والمكاتب الدراسية...).
ويؤكّد قائد الفوج، أن هذا التدريب الكثيف والمستمرّ يساهم في رفع معنويات العسكريين ويعزّز ثقتهم بقدراتهم وبأسلحتهم، ممّا يؤهّلهم للتغلّب على الصعوبات والتحديات الكثيرة التي تواجههم.

 

شعار الفوج وشهداؤه
راية الفوج سوداء رمزًا للثبات والعظمة والالتزام، السهم في الشعار يرمز إلى التقدّم باستمرار نحو الأمام، أما الحربة فتشير إلى الانقضاض، ويرمز البرق إلى سرعة التحرك والتدخل. تتصدّر الشعار عبارة «دائمًــا وفي». وبالطبــع هــو وفيّ، للجيــش وللبنــان وللشهــداء وأهاليهــم...
من شهداء الفوج ستة عسكريين ساحة شرف استشهدوا في مواجهة العدو الإسرائيلي في بلدة عربصاليم- جبل الريحان، بينهم النقيب جواد العازار، وثمّة 12 شهيدًا سقطوا في ساحات الواجب والخدمة.