العوافي يا وطن

فوج التدخل الثاني
إعداد: تريز منصور - ليال صقر

العقيد الركن جورج بطرس
جهوزيتنا في أعلى درجاتها ونحن دائماً مستعدون للمهمات

 

في ظروف مصيرية دقيقة من عمر الوطن، ينفّذ فوج التدخل الثاني المهام الجسام الموكلة إليه بحزم وثبات على مدار الساعة، محافظاً على الأمن من خلال: نقاط المراقبة، الحواجز الثابتة والمتحركة، الدوريات الراجلة والمؤلّلة، ضمن قطاعه الممتد من نهر بيروت شرقاً، جادة بيار الجميل وجادة صائب سلام جنوباً والبحر غرباً وشمالاً مرفأ بيروت.
وبناء على تعليمات القيادة ووفق قرار مجلس الوزراء، تقوم سرايا الفوج السبع إضافة إلى سرية من اللواء الثاني عشر، بمهمات حفظ أمن المراكز الاساسية، كمرفأ بيروت، والسفارات الأجنبية، بالإضافة إلى توفير الأمن في محيط السراي الحكومي ومجلس النواب.
ويتمركز بعض السرايا في نقاط ثابتة إلى جانب بعض النقاط الحساسة كمحيط ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وفي محيط منطقة تلفزيون «المستقبل» حيث توجد تيارات سياسية وحزبية مختلفة، منعاً لحصول تصادمات.

 

جهوزية تامة
يقول قائد فوج التدخل الثاني العقيد الركن جورج بطرس: «إن الفوج على أتم الجهوزية للحفاظ على الأمن منذ 10- 7- 2005 أي منذ نحو السنتين، حيث حصلت تظاهرات متعددة واعتصامات في وسط العاصمة وفي محيط الإسكوا، هذا بالإضافة إلى أعمال الشغب التي شهدتها منطقة الأشرفية في شباط 2006، وما رافقها من إعتداء على السفارة الدانماركية. ولقد تعددت المناسبات التي جعلت الفوج على استعداد دائم للتصدي لأية عملية إخلال بالأمن.

 

قتال حي وتدريب
• إضافة إلى هذه المهمات الجسام، هل شارك الفوج في معركة نهر البارد؟

- بالطبع شارك الفوج في معركة نهر البارد من خلال فصيلة مصفحات تمّ تبديل عناصرها بصورة دائمة، إلى جانب فوج المغاوير وفوج الهندسة، وأصيب أربعة عسكريين من الفوج بجروح طفيفة. ولقد أبدى عناصر الفوج حماسة شديدة للمشاركة في هذه المعركة التي حقق فيها الجيش النصر الكبير. ولا بد من الإشارة هنا إلى أن الفوج قام بإعادة تدريب وتأهيل العسكريين على القتال ضمن وحدات صغيرة على مستوى فصيلة، في مناطق آهلة وصعبة. كما قام الفوج في الفترة عينها بدورة تدريبية لعناصر من قوى الأمن الداخلي تضمنت دروساً حول كيفية استعمال القاذف المضاد للدروع والرمانات اليدوية. وشارك في هذه الدورة رماة القاذفات في الفوج وختمت بالرماية الحية التي نفذت في حقل رماية المغيتة في منطقة ضهر البيدر. هذا بالإضافة إلى تنفيذ دورات تدريب في مدرسة القوات الخاصة تدخل للمرة الأولى في مناهج تدريب الفوج المجوقل، حاز في نهايتها العسكريون الناجحون الشهادات وشعار التدخل.
ولا بد من الإشارة هنا إلى أنه ضمن عملية الحفاظ على الأمن تمّ تنفيذ دورات تتمحور حول كيفية التعاطي مع المدنيين المخلّين بالأمن في المظاهرات، لا سيما أن هناك تدرجاً في استعمال وسائل مكافحة الشغب المتوافرة بين يدي العسكريين.
وأضاف العقيد الركن بطرس: «إن العسكريين والضباط في فوج التدخل الثاني منتشرون بأعداد كبيرة وفي مهمات مختلفة ويبذلون مجهوداً كبيراً، لدرجة أنه قد يمرّ شهر والعسكري لا يذهب في مأذونية إلى منزله، وتصادف في العديد من الأحيان أنه ما أن ينهي مهمة معينة حتى يبدأ بأخرى. ولقد احتل الفوج المرتبة الثانية بين وحدات الجيش كافة في تقييم القيادة ونال درع تقدير للجهوزية العملانية للعام 2005». وختم أخيراً: «لقد علمتنا هذه التجارب التي نمرّ بها الكثير الكثير خصوصاً معركة نهر البارد، حيث أن بعض الأمور الصغيرة أصبحت في محور تدريباتنا. وان الظروف التي يمرّ بها الوطن تحتّم علينا الإبقاء على جهوزية تامة من التدريب واليقظة لكي تمرّ هذه المرحلة السياسية الدقيقة بسلام».

 

مهام الفوج في أماكن الانتشار
ينتشر الفوج منذ حزيران الـ 2005 في منطقة المرفأ، هناك التقينا النقيب جورج المر وسألناه عن المهام التي ينفذها العسكريون وكيفية تفاعل المواطنين معها، فقال: من آخر المهام التي نفّذها الفوج تأمين حماية جلسة الاستحقاق الرئاسي يوم الثلاثاء الواقع فيه الخامس والعشرين من شهر ايلول الماضي، وشمل محيط الانتشار شارع جورج حداد وصولاً لبرج الغزال.
يتولى الفوج تنفيذ عدة تدابير حفاظاً على أمن المواطنين وسلامتهم وهم يقدّرون بدورهم المجهود الذي يقوم به الفوج في سبيل تأمين الأجواء الآمنة والمناخ المستقر لهم. فتراهم يتقبّلون الإجراءات التي يتخذها العسكريون في تنفيذ مهامهم من تفتيش وتدقيق على الحواجز فلا يبدون أي امتعاض، إذ إنهم يدركون أن ما يقوم به العناصر يصبّ في نهاية الأمر في دائرة مصلحتهم وسلامتهم.
شارك الفوج في العمليات التي دارت في مخيّم نهر البارد، وظلّ في ساحة المعركة لمدة شهر وسبعة أيام. كذلك كان من الأفواج التي شاركت في مسيرة الانتصار وقد هنَّأ كلٌّ من النقيب جورج المرّ والنقيب سامر عيد، الجيش بالنصر الذي حقَّقه على الارهاب.
وعبّر الاثنان عن شعور واحد:
المعـركة لم تكن سهلـة ولكـنّ المؤسسة العسكرية وبفضل عناصرها البواسل استطاعت الصمود من أجل هدف واحد وبقلب واحد ويدٍ واحدة جامعة.


مبروك للجيش ولبنان
في مكان آخر نلتقي المعاون محمد عيتاوي والعريف جوزيف رحمة وهما راميا مصفّحات، أكدا أن المهمة التي ألقيت على عاتق الفوج لم تكن سهلة، وقد كوّنوا من خلالها خبرة شاملة، كانت تجربة ذات فائدة مؤكّدة.
وفي جولة تفقّديّة على الحواجز المقامة في نطاق عمل الفوج، كان لنا أيضاً حديث مع كل من الرقيب الأول جرجس هيفا والرقيب الأول ابراهيم القزويني اللذين كانا موجودين على حاجزين أقيما في منطقة وسط المدينة، بدورهما أكدا أهمية دور الجيش في حفظ الأمن خصوصاً في مناطق حساسة، وعبّرا عن ارتياحهما لطريقة تعاطي المواطنين مع الاجراءات التي يقوم بها العسكريون للحفاظ على الاستقرار. أما الكلمة الاخيرة فكانت: مبروك للجيش ولبنان النصر الذي تحقق في نهر البارد بفضل تضحيات العسكريين الذين كانوا «قدّا وقدود».

 

تصوير:
راشيل تابت