الكتف إلى الكتف

فوج التدخل الرابع: تحركّنا، هاجمنا، وحققّنا الهدف
إعداد: ريما سليم ضوميط

استنادًا إلى أمر تحرّك، انتقلت سرية التدخّل المؤللة الثالثة في فوج التدخل الرابع (في السادس عشر من آب الماضي)، من قطاع الفوج في ضاحية بيروت الجنوبية – طريق الجديدة، إلى قطاع فوج الحدود البرية الثاني حيث وضعت تحت قيادته العملانية، وتمركزت في ثكنة الفوج في رأس بعلبك، إلى حين بدء معركة «فجر الجرود» حيث وُضعت تحت القيادة العملانية للفيف التكتي 61 اعتبارًا من الرابع عشر من آب وحتى إشعار آخر.

 

على المرتفعات
يوضح قائد الفوج العقيد الركن إيلي عقل أنّه لدى بدء المرحلة الأولى من عملية «فجر الجرود»، شكّلت السرية قاعدة نيران على تلة الجرش تمهيدًا لمهاجمة مرتفعي المخيرمة 1 والمخيرمة 2 واستعادتهما، وتغطية النقاط 1963 و1927. بعد احتلال النقاط المشار إليها، تمركزت السرية على المرتفعات وعملت على تفتيشها وتنظيفها، قبل أن تشنّ هجومًا على تلة خلف، إحدى أهم معاقل الإرهابيين، فاحتلتّها وأحكمت السيطرة عليها. وفي 22/8/2017 شنّت السرية بمساعدة الآليات الهندسية وبتغطية نارية من سلاح المدفعية وسلاح الجو هجومًا واسعًا لاحتلال جبل رأس الكف. وفي حين واجهت الآليات الهندسية صعوبات في التقدم نظرًا الى طبيعة الموقع، تابعت السرية هجومها الراجل، واحتلّت الجبل المذكور.
بعدها، تابعت التقدم فاحتلّت مرتفعات الأويشل وضهرات الكف، ومن ثم المدقّر وصولًا إلى الحدود اللبنانية – السورية. وقد شكّلت لهذه الغاية قاعدة نيران على جبل رأس الكف بفصيلة مؤللة، وتمكّنت بذلك من تحرير المنطقـة الممتـدة مـن رأس الكـف حتــى المدقّــر. ثــم قامــت بتفتيشها وتمركــزت فيهــا حيــث عملــت علــى حمايتها إلى أن غادرتهــا مــع انتهــاء المهمّــة.
 

 قبل المعركة
أمّا في ما خصّ التحضيرات التي سبقت عملية «فجر الجرود»، فيوضح العقيد الركن عقل أن فوج التدخل الرابع كان قد احتلّ المرتفعين حرف الجرش (1601) وصدر الجرش (1593) في مرحلة سابقة، وقد تولّى عناصره تحصين التلتين وبناء الدشم عليها يدويًا وبالوسائل المتوافرة.
وأضاف: خلال تلك المرحلة، تواصلت الاشتباكات مع المسلّحين المتمركزين في التلال المقابلة للمرتفع (1593)، وتمكنت القوى من إنشاء ساتر ترابي ودشم للرماية، بالإضافة إلى مستوعب مطمور في الأرض لحفظ الذخيرة وحمايتها من رماية الهاون. وبذلك، أصبح المرتفع 1593 موقعًا محصّنًا. ومنذ ذلك الحين، تناوب فوجا التدخّل الثالث والرابع على وضع سريّة تحت القيادة العملانية لفوج الحدود البرية الثاني في منطقة البقاع الشمالي. وطوال هذه الفترة تصدّت السرايا المتمركزة للمسلّحين في جرود رأس بعلبك وردّت على مصادر النيران التي استهدفت المراكز العسكرية من مختلف الإتجاهات برمايات الهاون والرشاشات المتوسطة والخفيفة وقامت باستطلاع المراكز ووضع الخطط المناسبة لاحتلال تلتي «مخيرمة 1 ومخيرمة 2».

 

..وبعدها

يؤكّد العقيد عقل أنّ التمركز السابق للفوج في جرود رأس بعلبك لأكثر من ثلاث سنوات وتنفيذه عملية عسكرية نوعية في البقعة (احتلال مرتفعي صدر الجرش وحرف الجرش)، سهّل مهمّة عناصره في أثناء معركة «فجر الجرود» فلم يواجهوا أي صعوبة في التأقلم مع طبيعة الأرض.
وحول ما  اكتسبه العسكريون من خبرات خلال معركة «فجر الجرود» يقول: أضافت الكثير إلى خبرة عسكريي الفوج، إذ زوّدتهم خبرة جديدة في مجال القتال في الجبال والطبيعة الجرداء والظروف المناخية القاسية، وأكسبتهم المزيد من الثقة بأنفسهم بفضل سرعة تأقلمهم مع المتطلبات الطارئة للمعركة.