ملف العدد

فوج الحدود البرية الأول
إعداد: إعداد: ريما سليم ضوميط

جنود إناث في مهمات حدودية

 

لفوج الحدود البرية الأول مهمات خاصة تتعلّق بضبط الحدود ومراقبتها. ولذلك، يخضع عناصره لتدريباتٍ نوعية وبرامج تعليم ودورات مختلفة، تسهم في إعدادهم جسديًا وذهنيًا لأداء واجبهم بكفاءةٍ عالية.

 

ينفّذ فوج الحدود البرية الأول منهاج التدريب التكتي المعتمد على صعيد قطع الجيش ووحداته. وفي هذا الإطار، يتابع عناصره دورات تدريبية في المركز الرئيسي لتدريب أفواج الحدود البرية في رياق (تدريب مشترك على صعيد الوحدات، تدريب في مجال الاستطلاع، إعداد مدرب، إسعافات أولية، بالإضافة إلى البحث والإنقاذ، والمدافعة عن برج والوقاية من أسلحة الدمار الشامل. كما ينفّذون دورات تدريبية في مركز تدريب الفوج في عرمان (دورات خاصة بمنتحلي الشخصية وأمن الوثائق).

 

سلسلة مترابطة الحلقات

جدير بالذكر أنّ لأفواج الحدود البرية خصوصية في التدريب كونها تنفّذ مهمات خاصة بضبط الحدود عبر أبراج المراقبة ونقاط المراقبة الحدودية، وكاميرات المراقبة الثابتة والمتحركة الموزّعة على كامل قطاعاتها. لذلك، يخضع عناصر الفوج لتدريباتٍ ودورات خاصة تشمل المدافعة عن برج، المهارات القتالية، الدوريات بما فيها تلك الخاصة بالعسكريين الإناث، نظام ARGUS، الكاميرا المتحركة، مراقبة الحدود وضبطها ، الإشارة، إلخ...). كذلك، ينفّذ الفوج دورات تدريبية حول نظام DTRA المعتمد في أبراج المراقبة، والذي يؤمّن المراقبة والاتصال بينها وبين قيادة الفوج والوحدات وقيادة الجيش. تتمحور هذه الدورات حول استخدام العتاد وإدارة الشبكة وصولًا إلى برمجة النظام المذكور وصيانته.

 

من هم المدرّبون؟

تتولّى التدريب فرق من الفوج بالإضافة إلى فرق أجنبية تُشرف على عدد من الدورات داخل لبنان وخارجه. وقد تم في هذا الإطار، إيفاد ضباط وعناصر إلى السويد لتدريبهم على استخدام أجهزة المراقبة FLIR وبرنامج Cameleon، وقد كُلّفوا في نهاية الدورة بإعداد مرجع تدريبي في المجال المذكور، فالمعارف التي يكتسبونها ينقلونها إلى عسكريي الفوج، وبذلك تكون عملية التدريب أشبه بسلسلة مترابطة الحلقات.

 

تعزيز مستمر لقدرات العسكريين

يشمل منهاج التعليم في الفوج مجالات مختلفة، يسهم كل منها في تعزيز قدرات العناصر وصقل خبراتهم العسكرية. ويتناول البرنامج السنوي التدريبات في ثلاثة محاور:

 

•التدريب التكتي والتقني:

يقسم إلى مرحلَتين:

- مرحلة الإعداد والتحضير، وتُنفّذ خلال الفصل الأول من السنة، كونها إلزامية لإنجاح مرحلة التعليم الأساسية. وهي تتناول الإجراءات التحضيرية للوحدات، وتشمل دورات تدريبية إلزامية حول سدنة الأسلحة الإجمالية، بالإضافة إلى تحضير الحضائر والفصائل وإعدادها تقنيًا، تكتيًا ولوجستيًا لتنفيذ التمارين التكتية والدورات التدريبية الخاصة بمراقبة الحدود البرية وضبطها.

إلى ذلك، يُعمَل خلال هذه المرحلة على تأمين الوظائف المطلوبة جميعها في مختلف المجالات الإدارية واللوجستية والعملانية، وإعداد رتباء مدربين على مختلف المستويات والاختصاصات، بالإضافة إلى تفعيل دور الإناث في المشاركة في التدريبات المختلفة.

- مرحلة التعليم الأساسية، وتشمل تدريب السرية أو اللفيف الفرعي في مجالات الأسلحة الفردية والمتوسطة، علم المقاتل الفردي، قتال الحضيرة المؤللة، الفصيلة المؤللة، والسرية المؤللة أو اللفيف الفرعي.

جدير بالذكر، أنّ عناصر الفوج تابعوا في نهاية التدريب التكتي هذا العام مخيمًا تدريبيًا على ثماني دفعات بمعدّل مئة عنصر لكل دفعة. كذلك، تم تنفيذ تمرين تكتي بعنوان «إحباط عملية تسلل مجموعات إرهابية مسلحة عبر الحدود وتدميرها» وتمرين مشترك مع باقي الأجهزة الأمنية والدفاع المدني والصليب الأحمر.

 

• التدريب مع الفرق الأجنبية:

وهو عملية مستمرة في الفوج. وقد نفّذت في هذا الإطار، عدة دورات بإشراف فرق تدريب أجنبية، من بينها دورات لفريق التدريب الاستشاري البريطاني تضمّنت مراقبة الحدود البرية وضبطها ، الكاميرا المتحركة، تمرّس في استعمال أجهزة الإشارة نوع Barrett، التوعية من مخاطر العبوات غير النظامية، خطة مراقبة عملية اكتساب الأهداف، دوريات (ذكور وإناث)، مدافعة عن برج مراقبة، نظام ARGUS، رماة مهرة، آمر برج، إعداد مدرب، المقنبلة AT٤، والهاون ٨١ ملم.

بدوره، أشرف فريق التدريب الكندي على عدة دورات من بينها دورة في مجال التعامل مع الظروف المناخية الباردة في مدرسة التزلج، ودورة إسعاف طبي في الميدان في مدرسة الصحة، فيما أشرف فريق التدريب الهولندي على دورة حول منتحلي الشخصية وأمن الوثائق.

 

• تدريب في المركز الرئيسي لأفواج الحدود البرية وفي معسكر عرمان:

في الإطار نفسه، ينفّذ عناصر الفوج عدة دورات في المركز التدريبي الخاص بأفواج الحدود البرية، وأخرى في معسكر عرمان التدريبي.

 

أهداف المنهاج

يهدف المنهاج إلى إعداد الوحدات للقتال، وتعزيز قدرة العسكريين على تنفيذ المهمات الحالية والمرتقبة، وفق الأخطار المحتملة وضمن الإمكانات المتوافرة، واستنادًا للعقيدة القتالية للجيش اللبناني. ويتم تحقيق هذا الهدف من خلال عدة خطوات، أبرزها:

-إعداد مقاتل تقني أو عنصر دعم قتال محترف قادر على أداء مهمات متنوعة.

- تفعيل دور الرتيب في الجيش من خلال رفع قدراته وتعزيز كفاءاته التقنية والقتالية.

- تعزيز الأداء القتالي الجماعي من مستوى فصيلة، سرية، لفيف فرعي، لفيف تكتي.

- إعداد طواقم للأسلحة والأعتدة المحققة، والمرتقب تسلّمها.

- الاستمرار في تعزيز جهوزية أفواج الحدود البرية لمراقبة الحدود وضبطها وحمايتها.

- التركيز على اللياقة البدنية للعسكريين ومراقبة مؤشر البدانة BMI من قبل الوحدات مرتين سنويًا.

 

تعديل في مناهج التعليم

خلال السنوات الأخيرة طرأت بعض التعديلات على مناهج التدريب والوسائل المعتمدة في إعداد العسكريين، وذلك بما يتناسب مع مهمة أفواج الحدود البرية. وقد تم في هذا الإطار إنشاء المركز الرئيسي لتدريب أفواج الحدود البرية، كما أُدرجت فرق أجنبية في عملية التدريب، ما اقتضى إنشاء مختبر للغة الإنكليزية لتمكين العسكريين لغويًا وتسهيل عملية تواصلهم مع المدربين. إلى ذلك، أضيفت إلى المنهاج دورات للعسكريين الإناث، بالإضافة إلى دورات تدريبية مع عناصر الصليب الأحمر والدفاع المدني يتخللها تنفيذ مناورات مشتركة.

جدير بالإشارة أنّ الفوج يستعين عند الضرورة بعسكريين من قطع الجيش وعناصر من الصليب الأحمر والدفاع المدني إلى جانب فرق التدريب الأجنبية للمساهمة في عمليات التدريب.

 

الإناث في الفوج: براعة وكفاءة

جديد الفوج انضمام ٥٣ أنثى إلى عداده، وقد باشرن التدريب إلى جانب زملائهن الذكور لتنفيذ المهمات الخاصة بالفوج، إضافة إلى وظائفهن الأساسية في المجال الإداري، فأظهرن في المجالَين الإداري والعسكري براعةً ملحوظة ونجاحًا واعدًا، بدأت معالمه تظهر جليًا في النتائج المحقّقة.

لدى انضمام العسكريين الإناث إلى عداد الفوج، تابعن بمعظمهن دورات اختصاص في مجال الإدارة المالية، والتموين، والمحاسبة، بالإضافة إلى دورات السوق. كما خضعن إلى دورات خاصة في حفظ الأمن والدوريات، والكمائن، والإخلاء الصحي. فضلًا عن دورة مدرب في اختصاص الحدود البرية، التي تشمل أمن الوثائق، حقوق الإنسان، أبراج المراقبة، وغيرها.

إلى ذلك، يشارك العسكريون الإناث في التمارين الرياضية لا سيما الرياضة الصباحية وتمارين السير، للحفاظ على اللياقة البدنية المطلوبة لتنفيذ المهمات.

 

تميّز وظيفي

يعمل القسم الأكبر من الرتباء والجنود الإناث في الوظائف الإدارية، بما فيها التأليل، والتموين، والسلفات الإدارية، ومحاسبة العتاد، والترجمة، بالإضافة إلى التصوير والتوجيه وبيت الجندي والنادي. ويعمل البعض منهن في مجال تحليل المعلومات وتقديم إيجاز عنها ضمن جهاز إدارة المعلومات وتحليلها ARGUS. وقد أثبتن براعة ملحوظة في الأعمال الإدارية وذلك بسبب مستواهن العلمي العالي، بالإضافة إلى دقّتهن في العمل ومتابعتهن لأبسط التفاصيل، ما ينعكس نجاحًا وتميّزًا على المستوى الوظيفي.

إلى ذلك، تشارك الإناث في الفوج في إقامة حواجز تفتيش بمعدل يومّين في الأسبوع، وفي أعمال المراقبة ضمن أبراج المراقبة بمعدل يومٍ في الأسبوع. وقد أدّى إسهامهن في أعمال المراقبة (حوالى ٨ ساعات في اليوم) إلى إكساب العسكريين الذكور المزيد من ساعات الجهوزية، يستفيد منها الفوج في توزيعهم على مهمات عملانية. وقد جهّز الفوج بعض المنشآت لتسهيل الأمور الحياتية للإناث، فأعدّ لهن في كل من أبراج المراقبة غرف منامة وحمامات.

 

جهوزية داخل الفوج وخارجه

على صعيد دوام العمل، تخضع الإناث في الفوج إلى التعليمات الخاصة بالعسكريين الإداريين في الجيش. إلى ذلك، يُفرَض على كل منهن تأمين جهوزية داخل الفوج حتى الساعة السادسة مساء بمعدل يوم في الأسبوع. كما يُحدَّد لكلٍّ منهنّ يوم جهوزية في المنزل on call مرّة في الأسبوع لاستدعائـها إذا دعت الحاجة، لا سيما لمواكبة النساء والأطفال الذين يتـم توقيفهـم على الحدود بسبب دخولهم خلسة إلى الأراضي اللبنانيـة.

في هذه المهمة أيضًا، أثبتت المرأة العسكرية براعتها وقدرتها على التعامل مع النساء والأطفال بأسلوبٍ يجمع بين اللطف والحزم في الوقت نفسه.