حكايات النار

فوج المدرعات الأول: النار درع لتقدّم القوى
إعداد: ليال صقر الفحل

احتاجت القوى التي شاركت في معركة «فجر الجرود» إلى درع نارية تؤمن تقدّمها على مختلف المحاور. هذا الدور الأساسي، قام به فوج المدرعات الأول الذي أمّن الدعم الناري المباشر من الميدان.

 

مشاة ودبابات
قبل أن يتحدّث عن مهمة الفوج في معركة «فجر الجرود»، يشير قائده العميد الركن عصام مغبغب إلى أنّ سرية من فوج المدرعات الأول وضعت بتصرّف لواء المشاة الثامن المتمركز في منطقة عرسال منذ آب 2014، وقد عزّزت هذه السرية لاحقًا، وشاركت في المعركة ضد الإرهابيين.
ويضيف العميد الركن مغبغب: التقدم على الأرض في «فجر الجرود» كان للثنائي مشاة- دبابات. وقد تولّى فوج المدرعات الأول تقديم الدعم المباشر للقوى المشاركة في مختلف المراحل. تمركزت دباباته على عدة تلال مشرفة على بقعة العمليات كقاعدة نيران للمعركة.
ويضيف قائد الفوج قائلًا: في المرحلة الثانية، تابع الفوج تقديم الدعم الناري بالإضافة إلى مؤازرة قوى المشاة المختلفة خلال تقدّمها واقتحامها المراكز والتمركز فيها. حتى أنّنا في إحدى المراحل تقدّمنا في النسق الأول للوصول الى تلّة الكف التي كانت أخطر نقطة للإرهابيين.

 

تحديد الأهداف  والتعامل معها

عن كيفية التحضير لهذه المعركة، يقول: قبل المعركة، حدّدنا الأهداف المعادية ومراكزها على الأرض، وذلك بفضل المعلومات التي وفرتها عمليات الاستطلاع بالطيران والمراقبة الأرضية، ثمّ عرّفنا أطقم الدبابات بهذه الأهداف، وقمنا بتدريب العسكريين وأطقم الدبابات على استخدام أنواع القذائف، والأسلحة المناسبة لكلّ هدف.
الصعوبات التي واجهت الفوج، لم تختلف عن تلك التي واجهتها سائر الوحدات في المعركة، وأبرزها الألغام والنسفيات على مسالك التقدّم الوعرة. لكنّ العميد مغبغب يلفت أيضًا إلى الخطورة الناجمة عن الأسلحة المضادة للدروع التي كانت بحوزة المجموعات الإرهابية، خصوصًا أنّها تطال الأهداف على مسافات بعيدة. ويضيف: لذا حاولنا التقدم بالكثير من الحذر، والتنقّل من تلّة إلى أخرى بتأنٍّ، للوصول إلى الأهداف المحدّدة. كذلك، أصابت الأعطال آلياتنا بسبب وعورة الأرض، ولكنّ التصليح تمّ بمرونة بفضل مشغل جهّز قبل انطلاق المعركة، وتأمين قطع البدل فورًا.

 

خبرة القتال في العراء
تحدّث العميد الركن مغبغب عمّا ميّز هذه المعركة والخبرات التي أضافتها إلى عسكريي الفوج، فقال: اكتسبنا خبرة القتال في العراء، في أماكن جبليّة وعرة ومكشوفة، وفي مواجهة المجموعات الإرهابية، خصوصًا وأنّ هذه المجموعات كانت مزوّدة أسلحة مضادة للدروع تتقن استخدامها.