مناسبات

فوج المغاوير احتفل بثلاث مناسبات قاعة محاضرات ومتحف للشهداء وتوقيع كتاب
إعداد: ندين البلعة

برعاية قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلاً بالعميد الركن بولس مطر نائب رئيس الأركان للتخطيط، افتتح فوج المغاوير قاعة محاضرات ومتحف «شهداء نهر البارد»، في احتفال تخلّله توقيع كتاب عن الفوج، في ثكنة غسان رمان في روميه. حضر الاحتفال رئيس رابطة قدماء القوى المسلحة اللبنانية العماد المتقاعد إبراهيم طنوس، واللواء الركن المتقاعد محمود طي أبو ضرغم، العميد جهاد شاهين (قائد سابق للفوج)، بالإضافة إلى كبار ضباط القيادة, وعدد من الضباط قادة الأفواج والألوية والوحدات العسكرية. كما حضر إلى جانب قائد الفوج وضباطه وعسكرييه، مدنيون دعموا الفوج وأسهموا في تحقيق القاعة والمتحف والكتاب.

 

الإفتتاح
مع وصول ممثل العماد قائد الجيش والمدعوّين، تمّ افتتاح متحف «شهداء نهر البارد»، الذي يضمّ أغراضًا وثيابًا وأسلحةً تخصّ شهداء الفوج، وقد أُنشِئ تخليدًا لذكراهم ووفاءً لتضحياتهم التي لا تُقدَّر بثمن.
انتقل المدعوّون من بعدها إلى افتتاح قاعة المحاضرات التي جُهِّزَت بأحدث التقنيات، وهي تتسَع لـ250 شخصًا. في القاعة تعرّف الحاضرون أكثر إلى الفوج من خلال فيلم وثائقي تناول مقتطفات عن تاريخه، إنجازاته، دوراته التدريبيّة الخاصة وتلك التي تُنفَّذ مع فرق أجنبيّة، نشاطاته العديدة مع المدنيين والعسكريين وأهالي الشهداء، بالإضافة إلى منشآته.
بعد الفيلم الذي نال إعجاب الحضور، ألقى العميد الركن شامل روكز قائد الفوج كلمةً رحّب فيها بالحضور، وقال: «استكمالاً للحديقة التي زرعنا فيها شجرة زيتون على اسم كل شهيد في الفوج، جاء إنشاء متحف «شهداء نهر البارد»، وفاءً لشهداء الجيش اللبناني الذين سقطوا في معركة نهر البارد».
وأوضح أن المتحف «يهدف إلى إحياء تاريخ فوج المغاوير منذ تأسيسه وحتى اليوم، ويتضمّن زوايا مختلفة لكل منها موضوع: تاريخ الفوج، أسلحة قديمة استعملها أو صادرها، شهداء الفوج منذ العام 1966 (تاريخ تأسيسه)، معركة نهر البارد، والتذكارات التي قُدّمَت للفوج على مرّ السنين منذ تأسيسه».
وتحدث العميد الركن روكز عن قاعة المحاضرات التي هي «لمستقبل الفوج، مجهّزة بأحدث الوسائل. فإلى جانب المساحة المخصّصة للتنشئة البدنية والعسكرية وجولة المقاتل، أنشأ الفوج مختبرَي لغات (فرنسية وإنكليزية)، واستكملهما بقاعة المحاضرات هذه، لتطوير القدرات الفكرية لضباط الفوج وعسكرييه...».
كما تناول قائد الفوج الكتاب الذي «يعرض تاريخ الفوج، تأسيسه، هيكليّته، مهماته، تدريباته، نشاطاته مع المدنيين من سباقات وزيارات، ونشاطاته مع عائلات الشهداء وعسكريي الخدمة الفعلية، إلى القسم الأهم منه الذي يتضمّن صورًا لكل شهيد من الفوج، في مراحل مختلفة من حياته، مع تاريخ استشهاده...». هذا الكتاب الأول من نوعه اعتبره العميد روكز «بالغ الأهمية في تأريخ مسيرة هذا الفوج الذي يبقى دائمًا على أهبة الاستعداد لتلبية نداء الواجب». وختم كلمته موجّهًا الشكر لكل من ساهم في تحقيق كل هذه التحديثات في الفوج، ذاكرًا إياهم بالأسماء تقديرًا لجهودهم الدائمة والداعمة.

 

كلمة القائد
كلمة قائد الجيش ألقاها ممثله العميد الركن بولس مطر الذي استهلّها بالإعراب عمّا خالجه من مشاعر لرؤية متحف الشهداء الذين يعرف أكثريّتهم. وقال: «بعد جهودٍ حثيثة ومتابعة مستمرة، يسعدنا أن نحتفل اليوم بافتتاح قاعة محاضرات ومتحف لفوج المغاوير، يؤرّخ بالصورة والكلمة والأثر، بعضًا من مسيرة هذا الفوج منذ تأسيسه، كجزءٍ لا يتجزأ من مسيرة جيشنا الناصعة، وتاريخه المشرّف في الدفاع عن لبنان، وصون وحدته وسيادته واستقلاله».
وتابع قائلاً: «إن هذا الإنجاز المشرق، يحمل في طياته معاني ودلالات كثيرة، فهو من جهة اولى، يثبت مرة جديدة أن إرادة قيادة الجيش في دفع عملية النهوض والتطوير بالمؤسسة قدمًا إلى الأمام، تبقى الأقوى على الرغم من ضيق ذات اليد والمصاعب المادية التي يعرفها الجميع، ومن جهة ثانية يؤكد الإرتباط الحتمي بين عناصر الالتزام والقوّة والمعرفة، التي لا بدّ من أن تتضافر معًا وتتّحد في مسار أداء الواجب وصولاً إلى تحقيق النصر والنجاح. ومن جهة ثالثة، يعبّر هذا الإنجاز عن وفاء المؤسسة العسكرية لشهدائها الأبرار، وحرصها على صون إرثهم، وإبراز بطولاتهم، وترصيع أسمائهم النضرة في سجلّ المجد والخلود».
وأضاف: «كما أن التاريخ لا يتوقف عند محطة من الزمن مهما علا شأنها، كذلك فإن مسيرة الأوطان، لا تتراجع أمام حدث من هنا أو هناك، مهما ارتفعت فيه صيحات التناقضات وضوضاء الصراعات. وانطلاقًا من هذه الحقائق ومن ايمانه العميق يتميّز لبنان عن سواه من سائر البلدان، موقعًا ودورًا ورسالةً، ويواظب الجيش من خلال سهر قيادته وتضحيات جنوده، على ترسيخ الأمن والاستقرار في ربوع الوطن، وزرع الطمأنينة في نفوس أهله، والاستعداد المعنوي والعملاني لمواجهة العدو الإسرائيلي والإرهاب وإلى جانبهم العابثين بمسيرة السلم الأهلي وحرية المواطن وكرامته. وبموازاة ذلك، لا يتأخر الجيش لحظةً عن شبك سواعد رجاله مع سواعد اللبنانيين في سبيل تحقيق المصلحة العامة، أكان عبر المجال الإنمائي والإنساني أم عبر المجالات الثقافية والاجتماعية والفكرية، التي تشكّل بدورها حاجةً ضرورية إلى الحفاظ على تماسك مجتمعنا، ومناعته وصموده في مواجهة الأخطار والتحديات.
باسم قائد الجيش العماد جان قهوجي أتوجّه بالتهنئـة إلـى فـوج المغاويـر، وبالشكـر إلى أصحـاب الأيـادي البيضـاء الذيـن أسهمـوا فـي إنجاز هذا العمـل النوعـي، سائـلاً الله للجميـع دوام الرفعة والتقدم في خدمة المؤسسة والوطن».

 

التوقيع
في الختام، قام العميد الركن مطر بتوقيع نسخة من كتاب «فوج المغاوير... دائمًا في الطليعة»، باسم قائد الجيش، ليتمّ ضمّه إلى متحف الفوج، وقدّم العميد الركن روكز هدية تذكارية من الفوج للعماد قهوجي تسلّمها ممثّله، كما تمّ توزيع الكتاب على الحضور، وانتقل من بعدها الجميع إلى الغداء في نادي ضباط الفوج.

 

شكر خاص
العميد الركن شامل روكز قائد فوج المغاوير، شكر في كلمته كل المساهمين المدنيين أصدقاء المؤسسة العسكرية والفوج تحديدًا، المستعدّين دومًا لتقديم دعمهم المادي والمعنوي.

 

• المتحف: الشيخ جوان حبيش، بلدية الدكوانة بشخص رئيسها السيّد أنطوان شختورة، المهندسة رنا جبّور، السيّد جورج حوّا (إضاءة)، ورئيس بلدية الكفور السيد طوني أبي صعب (تدفئة وتبريد وتأليل).

 

• قاعة المحاضرات: المهندس جان أبو جودة، شركة Sukleen، بن نجار، السيد طوني عرمان (إضاءة)، المهندسة كارلا منذر (مسرح وقاعة استقبال)، رئيس بلدية الغينة السيد جهاد ناضر (تلبيس خارجي)، السيّد روجيه عازار (بلاط خارجي)، السيّد نقولا موصلّي (باركيه)، والسيّد غابي لطيف (شاشات)، السادة رولان شمعون، جورجي عريضة وسليم نجم.

 

• الكتاب: إعداد الآنسة ندين البلعة، تصميم ومتابعة شركة كليمنتين، وطباعة Papermoon (السيّد غابي أبي صعب).

 

• الفيلم الوثائقي: الآنسة إليان بولس.