إعرف جيشك

فوج الهندسة يتدرّب للتأقلم مع عتاد متطوّر
إعداد: ندين البلعة

معالجة الذخائر والألغام على اليابسة وفي البحر

 

نظّم لواء الدعم - فوج الهندسة دورتين تدريبيتين على عتاد الغطس المستعمل في عمليات نزع الألغام لأهداف إنسانية، وفي مجال معالجة الذخائر غير المنفجرة على اليابسة أو تحت الماء بالإضافة الى عمليات الكشف على بقعة حصل فيها إنفجار.
الدورتان نفّذتا بإشراف فريق التدريب الأميركي (US NAVCENT - EOD) المكوّن من سبعة عناصر وقد تضمّنتا قسماً نظرياً وآخر عملياً.
دورة معالجة الذخائر تحت الماء كانت بإدارة الرائد فادي شاهين، وقد أقيم شقها النظري في قاعدة جونية البحرية، بينما جرت التطبيقات العملية في محيط خليج جونية.
شارك في هذه الدورة ضابطان وثمانية رتباء وأفراد من لواء الدعم - فوج الهندسة، وتولى التدريب أربعة خبراء من الفريق الأميركي.
هذه الدورة لم تكن الأولى من نوعها، فقد سبقتها دورات أخرى العام 2005 على يد مدربين من فلوريدا وهاواي، غير أن التدريبات الأخيرة تضمّنت جديداً. فقد شملت التعرّف على جهاز Side Scan Sonar (العتاد الذي يقوم بمسح قعر البحر ويكشف بالتالي الأجسام الغريبة) وكيفية تشغيله وصيانته.
وكذلك الأمر بالنسبة الى غرفة الضغط الحديثة. فجهاز مسح قعر البحر عتاد جديد لا مثيل له في لبنان، أما غرفة الضغط فيوجد منها اثنتان (في فوج المغاوير وفي مستشفى سيدة لبنان) وهي مخصّصة لمعالجة الغطاسين. غير أن الغرفة الحديثة التي سيتم استقدامها الى لبنان تتميّز باتساعها لعدد أكبر من الإصابات إضافة الى كونها مجهّزة طبياً بشكل أفضل مما تتيحه الغرفتان الحاليتان، كما أخبرنا الرائد شاهين.

 

فريق العمل واستراتيجيات الغطس
يوضح الرائد شاهين أن العسكريين الذين تابعوا هذه الدورة سبق لهم أن تعلّموا أسس الغطس الخاصة بالبحرية الأميركية وقاموا بدورات أخرى منها: التفجير تحت الماء، مدرّب غطس، مشرف على غرفة الضغط... وكانت الدورة الأخيرة للتأقلم مع المعدات الحديثة.
يتألف فريق معالجة الذخائر والأجسام تحت الماء من أربعة أشخاص كحد أقصى: المشرف، الغطاس الأساسي (أحمر)، الغطاس المساعد (أخضر) وغطاس إحتياط (أصفر)، وهذا الأخير يتدخّل حين يحتاجه المشرف. هذا هو الفريق الأساسي، وقد يزداد عدد العناصر حسب الحالة.
يحمل الغطاسون عتاد الهندسة إضافة الى العتاد الخاص بالغطس، وفي حال وجود ذخائر أو ألغام، يكشفون عليها ويضعون علامات، أما التفجير فلا يتم إلا بعد الحصول على الإذن بذلك واتخاذ تدابير الحيطة والأمان، فمخاطر هذا العمل الدقيق كبيرة، حسبما يفيدنا المعاون الأول جرجس سمعان والعريف الأول عصام السيد.
الرائد شاهين يقدّم مزيداً من التفاصيل: «عدة عوامل تميّز عملنا تحت الماء عن العمل على اليابسة. الحماية تحت الماء محدودة أكثر ومعالجة المتفجرات أخطر، فتأثير انفجارها أكبر بسبب قوة الضغط تحت الماء. هذا بالإضافة الى أنه لا يمكن التحكّم بالرؤية أو الظروف الطبيعية للبحر. ولا ننسى أن الغطس هو بحدّ ذاته خطر حيث يجب التحكّم بالعمق والتنفس ولا يمكن استباق العوارض التي يمكن أن تظهر لدى العناصر تحت الماء».

 

على الأرض
العمل على اليابسة يختلف عن العمل تحت الماء، وهو يقع في شقين أساسيين:
- Explosive Ordnance Disposive (EOD): الكشف على جسم نظامي، أي معروف الشكل والنوع، وطريقة التعامل معه معروفة.
- Improvide Explosive Disposive (IED): الكشف على جسم غير نظامي وغير متعارف عليه.
الرائد خليل سنجر، آمر سرية خبراء متفجرات المسؤول عن دورة التفجير على اليابسة والكشف ما بعد الإنفجار، يوضح أن هذه الدورة التدريبية كانت دورة تبادل خبرات وتعرّف على عتاد جديد في مجال معالجة الذخائر على اليابسة والكشف على مكان الإنفجار. ويتابع: «في حالة الأجسام غير النظامية، نعمل على تصوير الأجسام بنظام الأشعة X - ray لمعرفة كيفية معالجتها. والأميركيون ابتكروا طرق معالجة متطورة باستخدام الماء (حشوات الماء) لخلخلة عمل الجسم أو الذخيرة. والأهم في هذا المجال، التدريب على استخدام الـRobot أي الرجل الآلي الذي يعالج الجسم ويجنّب فريق العمل مخاطر جمّة، وهو عتاد متطور جداً وفائق الأهمية، لا وجود له في الجيش اللبناني ولكنه متوافر لدى وكالات أخرى في لبنان».

 

ما بعد الإنفجار
من جهة أخرى تمّ تدريب الفريق اللبناني المؤلف من 20 عنصراً من الفوج، على الكشف ما بعد الإنفجار (Post Bast Investigations PBI)،
ويشرح الرائد سنجر: «حين ينفجر جسم غير نظامي في مكان ما نقوم بتأمين بقعة الحادث وتطويقها لمنع دخول أي أحد أو بعثرة الأدلة. نفتح سليلاً الى داخل رقعة الإنفجار ولكن بالطبع بعد ارتدائنا بزة خاصة تؤمن الحيطة وسلامة الفريق الذي يتدخّل».
المعاون الأول ابراهيم خروب يشدّد على أهمية معرفة استعمال العتاد ومعالجة الذخائر بالطرق الحديثة التي تجنّب المعنيين مخاطر أكثر. ويعقّب المعاون الأول مصطفى هدول «لقد زوّدنا الفريق الأميركي طرقاً جديدة اكتسبها من خبراته في العراق وأفغانستان وغيرها».
أخيراً يشير الرائد سنجر الى أن العمل على اليابسة أسهل إذ «نملك حرية المناورة وحرية استخدام الوسائل المتاحة لمعالجة الحالة التي نواجهها. يمكننا مثلاً استخدام الكهرباء وهذا ليس متاحاً تحت الماء. كما يمكن مواجهة الجسم نفسه تحت الماء وعلى اليابسة ولكن طريقة معالجته تختلف».
تدخل كل هذه التدريبات في إطار تطوير قدرات الضباط والعسكريين وتعريفهم على أدوات حديثة وأكثر تطوراً تسهّل عملهم وتبقيهم في مواكبة دائمة لكل المستجدات، على أمل تحديث عتاد الفوج وتدعيم قدراته ليتمكّن عناصره من التعامل مع أكبر عدد ممكن من الحالات.