نصائح وإرشادات

في «مغارة السوبرماركت»
إعداد: ليال صقر الفحل

ربّة المنزل الذكيّة تتصدّى للتضليل
توفّر السوبرماركت كل ما ينقص بيوتنا من مواد غذائية، ووسط تنوّع هذه المواد ووفرتها، ثمّة العديد من المنتجات التي لا تعتمد المعايير الصحيّة. فبماذا نملأ ثلاجاتنا وما هي الأطعمة التي ينصحنا الخبراء بتركها على الرفوف؟
من المهم جدًا معرفة ماذا نأكل، فنحن نشتري علبة الفول على سبيل المثال وفي أذهاننا أنّها مكوّنة من الفول فقط، ولكننا ننسى أنّها تضمّ مواد خفيّة ربما تكون مضرّة لصحتنا. ولعلّ تطبيق الإرشادات الصحيّة هو من أهمّ الخطوات التي يمكننا اتخاذها لاعتماد نظام غذائي سليم. في ما يلي إرشادات تساعد كلّ ربّة منزل على إتمام التسوّق بنجاح.

 

دوّني لائحة بالمشتريات وتمسّكي بها
بداية ينصح خبراء التغذية ربّة المنزل بوضع لائحة بالمواد الغذائية التي تحتاج إليها، وذلك لضمان التحكم بما تريد شراءه، ولتجنب المأكولات غير المفيدة، لأنّ الشراء العشوائي عادة يصعب التغلب عليها، رغم الإحساس بالندم بعد كل وقوع في التجربة. والأسوأ في هذا الخصوص أنّ هذه العادة تنتقل إلى أولادنا.

 

تسوّقي بأسلوب صحّي
لأنّ التسوّق مسؤولية الأم عادةً، يجب عليها أن تنتقي أغراضها بشكل دقيق وصحّي. عند شراء الخضار مثلاً فإنّ مراعاة التنوّع في الألوان هي خيار ذكي. سلّة خضار ملوّنة فيها البندورة، والفليفلة، والخس، والشمندر، والجزر... توفّر مجموعة فيتامينات وأملاح معدنيّة ومضادات للأكسدة لا بد منها للجسم. في ما خصّ الكمية يُفضَّل شراء الكمية التي نحتاج إليها يوميًا. الخضار المثلّجة خيار جيّد في حالات الضرورة، مع وجوب التنبّه لحالة كيس الخضار الذي ينبغي أن يكون جامدًا ولا تظهر عليه علامات تفكّك الثلج، وخاليًا من الكرات المتجمّدة، لأن ذلك يعني أنه لم يكن محفوظًا على درجة الحرارة المناسبة خلال التخزين.
الفاكهة يجب أن تكون طازجة، شهيّة، ونضرة، وباستثناء الموز، يمكن أن تحفظ كلّ أنواعها في البراد.

 

كيف نشتري اللحوم والأسماك؟
شراء اللحوم من السوبرماركت له قواعده أيضًا، فينصح الاختصاصيون بشراء اللحوم القليلة الدهون. أمّا الأسماك، فهي جزء مهمّ من غذائنا، ويفضّل تناولها مرّتين في الأسبوع. وعند اختيار الأسماك، من الضروري الابتعاد عن تلك التي تنبعث منها رائحة قوية. بالإضافة إلى الرائحة، الشكل يخبرنا أيضًا عن جودة الأسماك، فتلك التي تكون عيونها صافية ومنتفخة ولحمها لامعًا هي أسماك جيّدة. أما عند اختيار الأسماك المعلّبة، فينصح بانتقاء المحفوظة بالماء وليس الزيت. في ما خصّ الدواجن، يفضل شراء الدجاج المنزوع عنه الجلد. البيض حسّاس ويتأثر بسرعة بالبيئة المحيطة به، لذلك يجب اختيار الأنواع المحفوظة في البراد.

 

تأكّدي من المحتويات
يشدّد الاختصاصيون على عدم شراء الأغذية المدوّن على بطاقاتها أنها تحتوي على زيت نباتي فقط من دون تحديد نوع هذا الزيت، فقد يكون نباتيًا فعلاً، لكن الحقيقة الخفية أنه يضم نسبًا عالية من الأحماض الدهنية المشبّعة التي تتراكم في أجسادنا وتضرّ بصحّة قلبنا وشراييننا. كما ينصح هؤلاء، بالابتعاد عن المنتجات الغذائية التي لا تحمل قائمة بالمكوّنات، وبالتنبّه للمنتجات التي يوحي مظهرها الخارجي بلامبالاة السوبرماركت في تخزينها والاهتمام بسلامتها، مع التذكير بضرورة عدم التردد في لفت نظر الإدارة إلى أي مشكلة قد تواجهنا خلال التسوّق من سلامة الأغلفة إلى التخزين ونظافة المكان والعاملين فيه...

 

كوني مستهلكة ذكية
فلنبدأ إذًا بقراءة الملصقات أو البطاقات الغذائية المسجّلة على العبوات، مع ضرورة التنبّه إلى عدم اعتبار كلّ ما يدّعيه المنتجون عن فوائد منتجاتهم حقائق يمكن الوثوق بها، بل يجب التمعّن في هذا الخصوص والبحث عن الأجوبة الشافية حول الأسماء المكوّنة لهذه المأكولات عند الإختصاصيين أو في الكتب أو على شبكات الانترنت. فالأطعمة المعلبّة تحتوي إجمالاً على مادة كيمائية تعرف بالبيسفينول A أو الـBPA، وهي المادة التي تستخدم لمنع المعادن من التآكل، ومن مخاطرها أنها تدخل في هرمونات الجسم وتؤثر سلبًا على الخصوبة، ويشك الخبراء بارتباطها المباشر ببعض أنواع السرطانات. كما أنّ المستويات العالية من الـBPA في البول مرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري. وينصح باختيار العبوات الزجاجيّة لخفض كميّة التعرّض لهذه المادّة السامة.
علمًا أنها موجودة أيضًا في العبوات البلاستيكية وعلب الطعام، وفي بعض أنواع الورق والمعدات الطبيّة والرياضيّة.
ويذكر الاختصاصيون أيضًا أنّ المعلبات المنتفخة الأغطية والمعرّضة للتآكل في أسفلها وللالتواءات على جوانبها هي أكثر العبوات المعرّضة لتكاثر البكتيريا التي تؤدي إلى وقوع حالات التسمّم.

 

تجنّبي الادّعاءات الكاذبة! 
في إطار متّصل، ينصح الاختصاصيون بضرورة التنبّه للإدعاءات الكاذبة، فالعبوات التي تزعم خلوّها من السكّر، يرجّح أنها تحتوي على المحلّيات الصناعية وهي مواد مسرطنة. وفيما تركّز منتجات على خلوّها من الدهون تخفي أنها غنيّة بالسكّر والمنكهات الصناعيّة وذلك لتعزير المذاق. وبما أنّ القانون اليوم، يجبر المعامل الغذائية على وضع قائمة بجميع المكونات التي تحتويها سلعهم، يمكننا قراءة القائمة والتنبّه للآتي:
المكونات مرتّبة بحسب كميتها، ممّا يعني أنّ المكون الأوّل موجود بأكبر كمية في المنتج، وتكون المنتجات المحتوية على أقلّ عدد من المكونات أفضل من الناحيتين الصحيّة والغذائية، لأنّ اللائحة الطويلة تحتوي على مكونات مضلّلة بأسماء طويلة غير مفهومة. كذلك، يستحسن تجنّب المعلبات التي أضيفت إليها المحليات الصناعية والألوان الكيمائية، ومحسّنات النكهة (كالـ أي 621، والـ أي 627 وغيرها)، التي تضمّ كميات كبيرة من الملح وغلوتامات أحادي الصوديوم «MSG» ويؤدي استهلاكها بكثرة إلى نوع من الإدمان يؤثر سلبًا في الدماغ فيضعف القدرة على التركيز. وهذه المادة تشتهر باستخدامها الشركات المنتجة للكاتشاب، النودلز، التشيبس، صلصات الصويا ومكعبات الدجاج والبقر.

 

فخّ العروضات والتضليل
تجد ربّة المنزل نفسها في عالم تحيط به الإغراءات من كل حدبٍ وصوب، فتمتدّ يدها إلى رفوف السوبرماركت لتكدّس في سلّتها المعلبات وحبوب الإفطار... وتتجوّل بين برادات الاجبان الخاصة واللحوم والدواجن التي تقدم كميات مجانيّة مع كل عملية شراء. ولأنّ غالبية العروضات ترتبط بقرب انتهاء صلاحية الغذاء، فقد تنتهي صلاحيتها قبل استهلاكها.
ويذكر المحلّلون أنّ التضليل الإعلاني هو العامل الأخطر في جعل نظامنا الغذائي عليلاً، فالشركات الإعلانية تلصق على علب حبوب الإفطار مثلاً صورًا للشخصيات الكرتونية المحببّة وتلوّنها بالألوان الزاهية فينجذبون إليها، فكيف نقاوم رغبتهم البريئة في الحصول على ما أبهر عيونهم وسحر أفئدتهم؟ الإعلانات المخادعة تترافق عادة مع هدايا صغيرة تلصق بالعبوة فتكون بمثابة رشوة للمستهلك تجبره على اختيار صنف وترك صنف آخر قد يكون أفضل.
في السياق نفسه يلاحظ المحلّلون أنّ أنواع العلكة والسكاكر والشوكولا توضَع قريبًا من مكان تسديد الحساب في تحدّ واضح لإرادة الأهل، ففيما يقفون لتسديد فاتورة مشترياتهم، يلحّ أطفالهم ليشتروا الحلويات المعروضة، وتنتابهم نوبات من الغضب والصراخ في حال قوبلت طلباتهم بالرفض. ونلاحظ أيضًا كيف أنّ كل ما يجذب الأطفال من منتوجات غنية بالسكر والدهون والسموم موجود على الرفوف السفليّة في متناول أيديهم...
لدرء هذه الأخطار، ومحاولة الابتعاد قدر المستطاع عن السطو الاعلاني والتضليل الدعائي والخداع البشري المتمثّل بالاستهتار بالخيار الشخصي للشّاري، فلنعمد إلى قراءة ملصقاتنا الغذائية، ولنقارن الأصناف المعروضة، ليصبح بالإمكان شراء أقلّها ضررًا وأقلّها احتواءً على السعرات الحرارية والكولستيرول والزيوت المهدرجة والدهون المشبّعة والسكر والملح. والأهم في هذا الشأن، أن نشرح اختياراتنا لأبنائنا ونشجعّهم على المشاركة فيتعلّمون العادات الصحية منذ صغرهم.