أمر اليوم

في أمر اليوم الصادر بمناسبة عيد المقاومة والتحرير

قائد الجيش يدعو العسكريين الى أن يكونوا على قدر تطلعات الشعب ليبقى الوطن مستقراً ومستحقاً انجاز التحرير


تفقد قائد الجيش العماد ميشال سليمان الوحدات العسكرية المنتشرة في الجنوب، وجال على قيادة المنطقة والألوية الثاني والثالث والتاسع وفوج المدفعية الأول وفوج الهندسة ومركز التنسيق الفرعي لنزع الألغام واجتمع الى الضباط والعسكريين، وتحدث اليهم منوهاً بجهودهم ومهنئاً اياهم بعيد المقاومة والتحرير. ووجّه اليهم أمر اليوم التالي نصه.


أيها العسكريون
خمس سنوات مضت على تحرير القسم الأكبر من الجنوب، ولبنان يزداد شموخاً وإباءً بهذا الإنجاز الوطني الكبير، الذي ما كان ليتحقق لولا تضحيات المقاومة ومآثرها المشهودة، ودعم الجيش والشعب والشقيقة سوريا، في ظل ارداة وطنية جامعة جعلت من الوطن الصغير بحجمه، الكبير بقيمه، موطناً للحرية والكرامة. لكن هذا التحرير ما زال غير مكتمل بسبب استمرار العدو الاسـرائيلي في احـتلاله لمزارع شبعا، وتصعيد ضغوطه وتهديداته ورفضـه لشـروط السلام الشامل والعادل في المنطقة، وتنكّره لحق العودة للاجئين الفلسطينيين الى ديارهم، ضارباً عرض الحائط قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وكل نداءات السلام.


أيها العسكريون
إن التحدي الكبير الذي يواجهنا، يبقى في صون إنجاز التحرير، وهذا لا يتحقق إلاّ باستكمال بناء المؤسسات الوطنية، في اطار النظام البرلماني الديمقراطي القائم على ضمان الحريات العامة، والالتزام بالأنظمة والقوانين المستمدة من سلطة الشعب وارادته، خاصة وان البلاد مقبلة في الايام القليلة القادمة على استحقاق هام يأتي بعد تطورات سياسية متسارعة اعقبت جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق الشهيد رفيق الحريري، ويتمثل هذا الاستحقاق باجراء الانتخابات النيابية ليختار الشعب ممثليه في المجلس النيابي القادم، الأمر الذي يوجب عليكم ان تحسنوا تأدية دوركم في صون الحرية وحفظ أمن العملية الانتخابية بالتنسيق مع القوى الأمنية الأخرى، تمكيناً للناخبين من ممارسة حقوقهم الوطنية والتعبير عن آرائهم بعيداً عن الخوف والاستئثار، فكونوا كما عهدتكم دائماً مؤتمنين على مسؤولياتكم وواجباتكم، متجردين في اداء مهامكم، متحلين بالمناقبية العسكرية، متسلّحين بقيم وفضائل مجتمعكم العسكري.


أيها العسكريون
إن الثقة التي منحها المواطنون للجيش غالية جداً، وهي لم تكن لتوجد وتترسخ لولا التزامكم بعقيدتكم الوطنية القائمة على الإيمان بالوحدة الوطنية مرتكَزاً لكم في كل اداء، وحماية المقاومة من المؤامرات التي تلوح في الأفق، وتعزيز العلاقة مع الجيش العربي السوري الشقيق، وهذا ما تكرس بوضوح من خلال تجرّدكم في تنفيذ مختلف المهام الموكلة اليكم، ووقوفكم الدائم الى جانب مواطنيكم وتقديم يد العون لهم ايام الشدائد والصعاب. كونوا على قدر تطلعات الشعب وأمله المرتجى ليبقى الوطن مستقراً ومستحقاً انجاز التحرير.