نحو حياةٍ أفضل

في الحركة غذاء للدماغ
إعداد: ليال صقر الفحل

يغذّي النشاط الجسدي الدماغ، ويغنيه بكمية كبيرة من الدم المحمَّل بالأوكسيجين، فتحسِّن التمارين الرياضية بالإضافة إلى بعض العوامل الأخرى، مرونة الأوعية المسؤولة عن عمل الذاكرة،ما يشكل خطوة مهمّة يعمل الخبراء على تطويرها لمقاومة الشيخوخة.  وفي هذا الإطار خلصت الأبحاث الحديثة إلى عددٍ من النصائح والتوصيات التي تتيح حياة أفضل.

 

تحرّكوا
تُقدَّر خلايا الدماغ العصبية عند الولادة بمئة مليار خليّة، وقد أكّدت دراسات النمو المعرفي أن جوهر الذكاء الإنساني يكمن في ما يقوم به الطفل من أنشطة حركية حسّية خلال السنوات الأولى من حياته.
لذلك يشدّد الأطباء والخبراء المتخصّصون على مقولة: «تحرّكوا ثم تحرّكوا» لأنها الوسيلة الأسرع للتركيز والتفكير، فعند ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، تتحسّن مرونة الأوعية الدمويّة ولا سيما شرايين الدماغ الصغيرة المسؤولة عن عمل الذاكرة، كما تتكثّف الخلايا الصغيرة التي تمدّ الجسم بالطاقة.

 

اختاروا الغذاء الملائم...
بالإضافة إلى التمارين الرياضية، ينصح الخبراء بتغيير النظام الغذائي، لأنّ الهدف من الطعام ليس سدّ حاجة الجسم فقط بل العقل أيضًا، ومن أهمّ الأطعمة التي تنمّي القدرات العقلية يذكر الإختصاصيّون، التوت، الأسماك، والأغذية الغنية بمضادات الأكسدة كالفليفلة الخضراء والبندورة كونها تساعد على تأجيل التدهور المعرفي. والأطعمة الغنية بالأوميغا 3 التي تعمل على تجديد خلايا الدماغ وهي موجودة في الثمار البحرية والجوز، كما أنّ تناول المكسّرات النيئة له قدرة هائلة على بناء الخلايا وتجديدها.
وفي سياق متّصل، أظهرت دراسات حديثة أن المشي لمدّة 150 دقيقة في الأسبوع، على مدى 24 أسبوعًا يحسّن عمل الذاكرة بشكل يفوق ما تقدّمه العلاجات الكلاسيكيّة المعتمدة في معالجة هفوات الذاكرة. واللافت في الأمر، أنّ النتائج الإيجابية التي تنجم عن المشـي تستمر لغاية ستّة أشهر بعد التوقّف عن ممارســة هذا النشــاط.

 

...وناموا جيّدًا
إنّ حصول الجسم على قدر كافٍ من النوم يؤثّر مباشرة في أداء الإنسان العقلي، لذا يجب أن نحصل على قدرٍ كافٍ من ساعات النوم يراوح بين الستّ والثماني ساعات متواصلة في اليوم، فالدماغ يستفيد من الليل لترتيب الذكريات خصوصًا في مرحلة النوم العميق حيث تنظّم الخلايا العصبية المعلومات، لذا ينصح بالابتعاد عن تناول المنبّهات كالقهوة والشاي في وقت متأخّر من الليل وذلك بغية الحصول على فترات نوم متواصلة.

 

نصائح أخرى
أشارت الأبحاث العلمية الحديثة إلى أهمية ألعاب تنمية الذاكرة وأهمّها الكلمات المتقاطعة والسودوكو، لأنها تحفّز عمل خلايا الدماغ من خلال المنطق والتخطيط الاستراتيجي وتبعد شبح تدهور القدرات العقلية ومرض الألزهايمر.
وفي إطار مشابه، تعمل التمارين المرتكزة على سماع الذات كاليوغا و«الكي غونغ» و«التاي تشي» على تحسين الانتباه. وهي تجدّد الخلايا المرهقة بسبب العوامل اليومية كما أنها تعالج المعلومات وتفرزها تمهيدًا لتخزينها.
بالإضافة إلى ما سبق، تقول أبحاث متقدّمة إن أنواع الرياضات النفسيّة- العاطفيّة وممارسة الهوايات المفضّلة كركوب الخيل، الرقص، ركوب الأمواج، التزلّج وكرة المضرب، تولّد محفّزات عاطفيّة تفعّل عمل الذاكرة لأنها تتطلّب التنسيق والتوازن والقيام بحركات معقّدة يتطلّب فرزها عمل الدماغ بشكل سريع، وهي وسيلة جيّدة لإبقاء الذاكرة يقظة لمدّة أطول بعيدًا عن تفاصيل الحياة اليوميّة.