ذكراهم خالدة

في الذكرى الثانية لشهداء عرسال صلوات وغصّة وكلمات...
إعداد: ندين البلعة خيرالله

رحلوا بالجسد وبقيت أرواحهم وذكراهم... تركوا غصّة لا يمكن أن يداويها مرور الأيام والسنين، فشهداؤنا باقون دائمًا أبدًا في وجداننا. وما استرجاع ذكراهم في كل سنة، والصلاة لراحة نفوسهم، سوى لفتة وفاءٍ لتضحياتهم في سبيل لبنان.
وفي الذكرى الثانية لاستشهاد كل من العقيد الشهيد نور الدين الجمل والعقيد الشهيد داني حرب والرائد الشهيد داني خيرالله، في معركة عرسال (2/8/2014)، رُفعت الصلوات لراحة نفوسهم.


العقيد الشهيد نور الدين الجمل
أقامت عائلة العقيد الشهيد نور الدين الجمل الذكرى السنوية لاستشهاده في مسجد الخاشقجي- قاعة البرغوت. حضر المناسبة إلى جانب عائلة الشهيد، أمين عام المجلس الأعلى للدفاع اللواء الركن محمد خير ممثلاً رئيس الحكومة الأستاذ تمام سلام، النائب عمار حوري ممثلاً الرئيسَين سعد الحريري وفؤاد السنيورة، ووزراء ونواب حاليوّن وسابقون، مفتي الجمهورية اللبنانية على رأس وفد من دار الفتوى، العميد الركن وليد برخش ممثلاً العماد جان قهوجي قائد الجيش، مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، ممثل مدير عام قوى الأمن العام المقدم عبد الرحمن عيتاني، وفد من الأمن الداخلي يرأسه قائد شرطة بيروت العميد محمد الأيوبي، ممثل مدير عام أمن الدولة المقدم أيمن سنّو، محافظ بيروت القاضي الدكتور زياد شبيب مع وفد من المحافظة، بالإضافة إلى أعضاء المجلس البلدي في بيروت، وضباط من مختلف القطع والوحدات ورفاق الشهيد.
قاضي شرع جبل لبنان الدكتور أحمد درويش الكردي ألقى كلمة تأبينية ووطنية للمناسبة، أشاد فيها بتضحيات المؤسسة العسكرية وشهدائها، وتحدّث عن مزايا الشهيد وعطاءاته وتواضعه من أجل حماية عسكرييه. كما توجّه بالتعزية إلى عائلة الشهيد سائلاً الله لها دوام الصحة والقوة والصبر لمتابعة المسيرة وحمل راية الوفاء لشهيدها.

 

العقيد الشهيد داني حرب
برعاية العماد قائد الجيش ممثلاً بالعميد غسان الطفيلي قائد منطقة بيروت بالوكالة، أقيم قداس لراحة نفس العقيد الشهيد داني حرب ترأسه راعي أبرشية بعلبك- الهرمل المارونية المطران سمعان عطالله في كنيسة قلب يسوع- بدارو. شارك في القداس إلى جانب عائلة الشهيد وذوي العسكريين المفقودين في أحداث عرسال، قائد لواء المشاة الثامن العميد الركن محمد الحسن ومساعده ورفاق دورة الشهيد، إضافة إلى ضباط من مختلف القطع وممثلين عن القوى الأمنية.
وللمناسبة ألقى العميد الركن الطفيلي كلمة باسم القيادة، وممّا جاء فيها:
«عنوان لقائنا اليوم، هو إقامة قداس لراحة نفس رفيقنا العقيد الشهيد داني حرب، وتوجيه تحية وفاء إلى روحه المطمئنة في عالم المجد والخلود. هذا الفارس البطل، الذي رحل عن الحياة الدنيا وهو في زهوة الشباب، لكن أريج عطائه ما انفكّ يملأ الساحات والدروب، وصدى مآثره لا يزال يتردّد في كل أرجاء الوطن، مخبرًا كل ذي سمع عن تفانيه واستبساله في تلك الملحمة البطولية، التي سطّرها الجيش قبل سنتين خلال مواجهته التنظيمات الإرهابية في منطقة عرسال الحدودية».
وأضاف: إن قيادة الجيش تضع في سلّم أولوياتها، تكريم الشهداء وعائلاتهم، آباءً وأمهاتٍ زوجاتٍ وأبناء، لأن هؤلاء الميامين المخلصين، يشكلون الجزء الأغلى من تاريخ مؤسستنا وإرثها المعنوي، ولأنهم يمثلون بالنسبة إلينا كعسكريين ومواطنين، الخميرة الصالحة في معجن لبنان، والقدوة الأولى لمواصلة مسيرة الدفاع عن الوطن بكلّ زخم واندفاع...
إن المؤسسة العسكرية المؤتمنة على لبنان في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه، والتي تقدم التضحيات الجسام دفاعًا عن أمنه واستقراره، لا يمكن أن تفرّط بأي حال من الأحوال بالأهداف السامية التي مضى في سبيلها الشهداء ويكابد من أجلها الجرحى، كما المخطوفون لدى التنظيمات الإرهابية. وكونوا على ثقة بأن قيادة الجيش التي تدرك تمامًا حجم الآلام التي يعانيها العسكريون المخطوفون، وأفراد عائلاتهم وتتضامن معهم إلى أقصى الحدود، تعمل ليل نهار بالتعاون مع الجهات المحلية والدولية وبكل الوسائل المتاحة، لكشف مصير هؤلاء العسكريين الأبطال، وتحريرهم وعودتهم إلى كنف مؤسستهم وعائلاتهم بأسرع وقت ممكن...

 

الرائد الشهيد داني خيرالله
عائلة الرائد الشهيد داني خيرالله، أقامت أيضًا قداسًا وجنازًا في الذكرى الثانية لاستشهاده في كنيسة مار جرجــس للموارنــة- عين الرمانـة، ترأسه كاهــن الرعيــة الأب سليــم مخلــوف.
شارك في القداس إلى جانب عائلة الشهيد، قائد فوج التدخل الخامس العميد الركن رامز خميس ممثلاً العماد قائد الجيش، ممثل عن قوى الأمن الداخلي، رئيس بلدية الشياح السيد إدمون غاريوس، رفاق دورة الشهيد وأصدقاؤه.
تحدّث الأب مخلوف في عظته عن الذكرى الثانية لاستشهاد الرائد خيرالله، مثمّنًا تضحيات جميع الشهداء الذين بذلوا ذواتهم ليبقى لبنان ولتبقى عائلاتهم آمنة سالمة تتابع مسيرتهم البطولية، وتحفظ إرث الشرف والتضحية والوفاء. كذلك، شدّد على الذكرى الأليمة لمعركة عرسال التي تتزامن مع عيد الجيش، متحدّثًا عن معنى الشهادة...
ولفت الأب مخلوف إلى ضرورة استقاء العبر والدروس من هذه المعارك التي تعصف بلبنان، والتي لا تهدف سوى إلى زعزعة استقراره وإضعاف جيشه القوي، خشبة خلاصه الوحيدة. كما وجّه في ختام كلمته التهنئة للجيش في عيده المجبول بالغصّة، شاكرًا باسم عائلة الشهيد قيادة الجيش الممثلة بالعميد الركن خميس لمتابعتها الدائمة ورعايتها لعائلات الشهداء.
وفي ختام القداس، وضعت العائلة إكليل زهر أمام النصب التذكاري للشهيد.