حفل تكريم

في النشرة التوجيهية الصادرة بمناسبة انعقاد القمة الفرنكوفونية في لبنان

لمناسبة انعقاد القمة الفرنكوفونية في لبنان، اصدرت قيادة الجيشنشرة توجيهية حيّت فيها العسكريين الذين " لم يبخلوا بتقديم التضحيات وخصوصاً عند الإستحقاقات التي حفظت كرامة وطنهم ووجهه المشرق"، داعية إياهم الى " البقاء في جهوزية تامة، للحفاظ على مقومات الوجدة الوطنية".

وأكدت قيادة الجيش في النشرة على أن " لبنان الذي تمكن من إستعادة دوره على الخارطة الإقليمية والدولية، بفضل توجهه الوطني الصحيح وتضحيات أبنائه، قادر على مواجهة أية محاولة ترمي الى النيل من وحدة أبنائه وتماسكهم".

وفي ما يأتي النص الكامل للنشرة التوجيهية.

 

دور لبنان تكرّس كملتقى للحوار وكبلد مشع في رسالته وصيغته الفريدة.

 

قيادة الجيش تؤكد أنّ لبنان قادر على مواجهة أية محاولة ترمي الى النيل من وحدة أبنائه وتماسكهم

لقد شهد لبنان مؤخراً حدثاً دولياً مميزاً, تمثل بانعقاد القمة الفرنكوفونية على أرضه, وبمشاركة قادة خمس وخمسين دولة, في تظاهرة أقل ما يقال فيها أنها كرّست دور لبنان كملتقى للحوار, وبلداً مشعاً في دوره ورسالته وصيغته الفريدة.
إن النجاح الذي تميّزت به أعمال القمة, والقمة العربية التي سبقتها على أرض لبنان, ما كان ليتحقق لولا تضافر الجهود السياسية والأمنية والإدارية التي بذلت, ولولا توافر جملة عناصر هيأت لهذا النجاح الظروف والمناخات, وفي مقدمها صوابية الخيارات والثوابت الوطنية التي تنتهجها الدولة, وعلى رأسها فخامة الرئيس العماد إميل لحود.
إن الأجواء الراسخة من الحرية والأمن, والتي تعيشها البلاد, ما كانت لتتحقق لو كانت الخيارات الوطنية للدولة غير واضحة, ولو كانت سيادتها منقوصة. فالبلد الذي لا حرية فيه, ولا أمن, ولا سيادة ولا مواقف وطنية, لا يستطيع أن يحقق ما حققه لبنان, على المستوى الداخلي من إستقرار, وكرامة وطنية تمثلت بتحرير الأرض, واسترجاع بعض الحقوق في ثرواتنا المائية, وعلى المستوى الخارجي حيث أمّن التمسك بالثوابت الوطنية تأكيد الحق الوطني والقومي, واستعادة الدور الحضاري للبنان في المنطقة والعالم.
إن الحرية كما السيادة, ليست شعاراً أجوف يُرفع في المناسبات, إنها ضرورة ملازمة للتماسك الوطني والوحدة الداخلية, وهي عندما لا تكون كذلك تفقد معانيها ومبرر وجودها. ولم ينس اللبنانيون كيف ديست كرامات الناس وحقوقهم تحت شعار الحرية, وغيّب الأمن, واندلعت الفتنة, وعمّ الإنقسام, وغابت الدولة, وانتهكت السيادة بفعل الإحتلال الإسرائيلي, وانتقصت الكرامة الوطنية.
إن لبنان, الذي تمكن من استعادة دوره على الخارطة الإقليمية والدولية, بفضل توجهه الوطني الصحيح وتضحيات أبنائه, قادر على مواجهة أية محاولة ترمي الى النيل من وحدة أبنائه وتماسكهم, خصوصاً وأنهم خبروا وعاصروا محنة التشتت والتفرقة, وهم بلا شك مصممون على عدم العودة الى الوراء.
والعسكريون الذين لم يبخلوا يوماً بتقديم التضحيات, وخصوصاً عند الإستحقاقات التي حفظت كرامة وطنهم ووجهه المشرق, والتي كان آخرها استحقاق القمة الفرنكوفونية, فشهد لهم العالم بالمناقبية والإحتراف, واستحقوا التهنئة, عليهم البقاء في جهوزية تامة, للحفاظ على مقومات الوحدة الوطنية, بما يؤدي الى حماية الإنجازات التي تحققت على صعيد الأمن والتحرير والوحدة الداخلية, وهم بجهوزيتهم يحافظون على الثقة التي أولتهم إياها دولتهم, ومواطنوهم, خصوصاً في هذه المرحلة الإقليمية الحرجة, حيث تتصاعد التهديدات للعراق ولسواه من دول المنطقة, وتستمر إسرائيل بممارسة أبشع أنواع المجازر والإنتهاكات بحق الشعب الفلسطيني.
إن سياسة التهويل من تداعيات ما قد يحصل في المنطقة من تطورات, لن تؤتي ثمارها بالتأثير على صلابة الموقف اللبناني, أو على عزيمة العسكريين, لأن وحدة الموقفين اللبناني والسوري, وتماسك اللبنانيين ووحدتهم, وجهوزية العسكريين واستعدادهم الدائم للبذل والتضحية, وتعاونهم مع أشقائهم في الجيش العربي السوري, سيؤدي الى مزيد من التمسك بالثوابت الوطنية, والى المحافظة علىها, مهما تلبدت سماء المنطقة بالغيوم, وعصفت بها الأخطار.