جولات القائد

في جولة على المواقع العسكرية على الحدود الجنوبية

قائد الجيش يؤكد أن لا استقرار من دون توافق ويوضح أن عدم لجوء الجيش الى المدفع في حفظ السلم ليس حياداً بل هو حقن للدماء

بتاريخ 17 /5 /2008، تفقّد قائد الجيش العماد ميشال سليمان الوحدات العسكرية المنتشرة على الحدود الجنوبية، حيث اجتمع إلى الضباط والعسكريين وأعطى توجيهاته اللازمة، داعياً إياهم إلى البقاء على جهوزية تامة لصد أي عدوان إسرائيلي، وللدفاع عن الأرض وصون إنجاز التحرير، والسهر على تطبيق القرار 1701 بالتعاون مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.
قائد الجيش أشار إلى أن النصر الذي حققه لبنان على العدو، بإجباره على الانسحاب من الجنوب في أيار من العام 2000، ومنعه من تحقيق أهدافه العدوانية في حرب تموز 2006، يجب أن يؤدي إلى ترسيخ الوحدة الوطنية، والتمسك أكثر وأكثر بقيم الديموقراطية، فالشعب الذي يقاوم المحتل الغاصب، وينتصر عليه من خلال دعمه وإخلاصه لجيشه ومقاومته، يزداد وعياً لمعاني الحرية والديمقراطية، وتمسكاً بصيغة العيش المشترك التي تشكل بدورها ركناً أساسياً في بنيان الوطن.ولفت العماد سليمان إلى أن توريط البندقية المقاومة في الاقتتال الداخلي هو خدمة واضحة للعدو الإسرائيلي، تجعله يطمئن إلى سلامته، وتدفعه للتحضير لعدوان جديد ضد وطننا، كما يهيئ ذلك البيئة المؤاتية للإرهاب، لا سيّما أن هذين العدوين هما وجهان لعملة واحدة.
من جهة أخرى، وفي الذكرى الأولى لمعركة نهر البارد، حيّا العماد سليمان الشهداء الذين سقطوا في مواجهة الإرهاب، دفاعاً عن سيادة الوطن وذوداً عن سلامة أبنائه، مثمّناً صبر الجرحى على تحمل الجراح، وإصرارهم على تخطي الآلام ومتابعة مهماتهم.
وختم العماد سليمان مؤكداً أن عدم لجوء الجيش إلى المدفع في حفظ السلم الأهلي خلال الأحداث الأخيرة، لا يعني أنه بقي على الحياد، بل كان حقناً للدماء ومنعاً لمزيد من التصدع في وحدة الصف الداخلي، وأن ما بذله هذا الجيش من جهود وتضحيات على مساحة الوطن كله، ولا يزال، يجب أن يواكبه تخلي الجميع عن لغة التصعيد والتصادم التي امتدت لثلاث سنوات خلت، وأدت إلى ما حصل بالأمس القريب، كما يستدعي ذلك المبادرة إلى التضحية والتنازل والتوافق لمصلحة الوطن، فالتجارب المتعاقبة قد أثبتت بأن لا استقرار من دون توافق وأن المدفع وحده لا يصنع الاستقرار، داعياً العسكريين إلى مزيد من الاستعداد لتلبية ما ينتظرهم من مهمات صعبة ودقيقة في مقبل الأيام، فالشعب يعقد آماله على الجيش وليس له ملاذ سواه لإنقاذ لبنان.

توريط البندقية المقاومة في الاقتتال الداخلي خدمة واضحة للعدو الإسرائيلي وتدفعه لعدوان جديد ضد وطننا