ذكراهم خالدة

في ذكرى مرور سنتين على استشهاده نصب تذكاري للمعاون أيمن مشيمش في كفرصير
إعداد: نينا عقل خليل


لمناسبة مرور سنتين على استشهاد المعاون أيمن مشيمش في معارك مخيم نهر البارد، أقيم إحتفال إزاحة الستار عن نصب تذكاري له في وسط بلدته كفرصير بمبادرة من العائلة وبالتعاون مع البلدية.
رعى الإحتفال الذي أقيم في حسينية كفرصير، قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلاً بقائد الفوج المجوقل العقيد الركن جورج نادر،في حضور النائبين ياسين جابر وعبد اللطيف الزين وعائلة الشهيد وأهالي البلدة.

 

كلمة العماد قائد الجيش
بعد النشيد الوطني، ألقى رئيس البلدية السيد علي مشيمش كلمة أشاد فيها بالتضحيات والمآثر التي جسّدها الشهيد في دفاعه عن الوطن.
وقبل عرض فيلم وثائقي خاص عن حياة الشهيد ومآثره في معارك نهر البارد، ألقى العقيد الركن نادر كلمة العماد قائد الجيش وهنا نصها:
تحية الى روح الشهيد الراضية المرضية في جوار الله، حيث شمس السلام التي لا تغيب، وينابيع الحياة التي لا تنضب.
تحية الى هذه البلدة الوفية الأبية، من نبطية حسن كامل الصباح، وجنوب التحرير والإنتصار، الذي يرتجل الأبطال، كما ترتجل هضابه غضّ الزهور وسفوحه الجداول الهادرة بمواسم العزّ والإخضرار.
تحية الى أفراد عائلة الشهيد الذين ودّعوا منذ عامين أعزّ الناس الى قلوبهم، بوجوه تشرب الحزن وهي تشع، قانعين مؤمنين أنه في سبيل الوطن ترخص المهج والأرواح، وتهون أغلى التضحيات.

 

أيها الأخوة الأعزاء
إن قدر لبنان أن يكون عبر ماضيه البعيد والقريب، رسالة حضارة للإنسانية جمعاء، وقدر جيشه أن يكون الحارس الأمين لهذه الرسالة، بصونها بالجهد والتعب والعرق، وبضريبة الدم التي لا تقدّر بأي ثمن. وهذا ما حصل منذ سنتين في نهر البارد، حين امتدت يد الغدر والإرهاب الى جسم الوطن، للنيل من وحدته وسيادته وكرامة أبنائه، لكن الجيش وكعادته، سارع الى تلبية نداء الواجب، مدعوماً بالتفاف الشعب الذي وقف الى جانبه صفاً واحداً، في مواجهة القتلة المجرمين، الغرباء عن نسيج المجتمع اللبناني وقيمه وتقاليده العريقة، فكان أن تحقّق له الإنتصار التاريخي، بعد أن قدّم على مذبح الوطن نخبة من رجاله الأبطال، من بينهم سيد لقائنا اليوم، شهيدنا الغالي أيمن، الذي سطّر بدمائه الزكية، ملحمة بطولية رائعة، وصفحات مشرقة في الإخلاص والتضحية والإنتصار على الذات.
 

شهيدنا البطل
من هنا من بلدتك التي كبرت بشهادتك، نلتقي اليوم أهلاً ورفاقاً وأصدقاء، لنرفع لك نصباً تذكارياً، شيّد بالقيم قبل الحجر، علّنا نمنّي النفوس ببعض من الوفاء والتقدير، تجاه ما قدّمته من عطاء، هو أبعد وأعمق من أن يعبّر عنه بكلمات، أو يجسّد بعمل مهما بلغ من إبداع وإتقان. وأمام هذا النصب الذي أردناه أن يكون رمزاً لمعاني استشهادك، وشاهداً على عظمة تضحياتك ونبل مآثرك، نعاهدك أن نبقى أوفياء لدمائك، أمناء على مبادئك، راسخين كالأطواد في محبة الوطن، وفي الإيمان بالرسالة والقَسَم.
باسم قائد الجيش العماد جان قهوجي، أتوجّه بأحرّ التعازي الى ذوي الشهيد ورفاقه وأبناء بلدته، وأشكر كل من أسهم في تشييد النصب التذكاري، وإقامة هذا الإحتفال النابض بروح المحبة والمواطنية والوفاء.
المجد والخلود للشهيد ورفاقه الأبرار، ولتبق ذكراهم العطرة، ذخراً للوطن، وأثراً طيباً على طريق الشرف والتضحية والوفاء.
وفي الختام، أزاح الحضور الستار عن النصب التذكاري للشهيد تخليداً لذكراه وتضحياته من أجل الوطن. وعلى وقع نشيد الموتى الذي عزفته مفرزة من موسيقى الجيش، قدّم رفاق الشهيد التحية العسكرية، كما تمّ وضع إكليل زهر على النصب.