ملف العدد

في رياض الصلح لقاء الأحبّة بعد طول غياب
إعداد: تريز منصور

«ولدنا من جديد»، إنها العبارة التي أطلقها العسكريون المحرّرون الـ16 الذين كانوا محتجزين لدى «جبهة النصرة» وتمّ تحريرهم، بعد مفاوضات صعبة وشاقة، تخلّلتها «حروب نفسية» قاسية.

 

دبكة وزغاريد وتضامن خيمة الأحزان تحتفل
عكست عملية التبادل بمجملها نجاحًا للدولة ولأجهزتها في الدفاع عن أبنائها، وخصوصًا عسكرييها، وعمّت أجواء الفرح في لبنان على الرغم من الغصّة لبقاء تسعة عسكريين محتجزين لدى تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، وفي ظل غياب الشهداء الذين دفعوا ثمن أساليب الضغط والابتزاز التي اتبعها الإرهابيون.
فمن سجن الجرود الى عالم الحرية، عادوا، وفور إعلان النبأ بدأت زغاريد الأهالي تصدح في أرجاء ساحة رياض الصلح، حيث كانت خيمة الاعتصام للمطالبة بعودتهم قد نصبت منذ تاريخ اختطافهم. وتوجّه المواطنون عفويًا للاحتفال مع الأهالي بعودة أبنائهم، فشُبكت الأيدي في حلقات الدبكة، فيما تجمّع البعض حول شاشات التلفزة لمراقبة تفاصيل عملية التبادل. لحظات مؤثرة تدفّقت خلالها المشاعر: دموع، زغاريد، عناق وتمنيات.
وبعد الاحتفال الرسمي في السرايا توجّه العسكريون المحرّرون إلى خيمة أهاليهم في رياض الصلح، الخيمة التي شهدت أشهرًا طويل من الحزن والقلق والخوف، شهدت عرسًا وطنيًا، وانطلق منها الوعد بالصمود حتى اكتمال الفصل الثاني وتحرير العسكريين التسعة الباقين.
حشود من المواطنين شاركت المحررين وأهاليهم الفرح، فنثر الأرزّ وعلت الزغاريد.
واللافت، أن أهالي العسكريين الذين ما زالوا مختطفين، كما أهالي الشهداء الذين أعدمهم الإرهابيون، شاركوا أهالي المحرّرين فرحتهم، بينما أعلن هؤلاء تضامنهم مع أهالي المخطوفين والتزامهم البقاء إلى جانبهم ومساندتهم بكل التحركات المنوي القيام بها لتحرير أبنائهم.