وقفة وفاء

في عيد الشهداء: لا تبكِهِ
إعداد: باسكال معوض بو مارون

برعاية قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلًا بالعميد الركن حسين الحاج سليمان، ولمناسبة عيد الشهداء، دعت عقيلة العقيد الشهيد داني حرب السيدة إليانور زيدان عائلات العسكريين الشهداء (الذين استشهدوا بين العام 2006 والعام الحالي)، إلى حفل غداءٍ تكريمي في نادي الضباط- جونيه. حضر الحفل، إلى ممثل قائد الجيش وعائلات الشهداء، عدد من قادة الوحدات والقطع المقاتلة في منطقة عرسال.


كلمة قيادة الجيش
بعد النشيد الوطني اللبناني الذي قدّمته ثلّة من موسيقى الجيش، ألقى العميد الركن حسين الحاج سليمان كلمة قائد الجيش، وجاء فيها: أن تكرّموا عائلات شهداء الجيش في رحاب عيد شهداء لبنان، فأنتم تؤكدون من خلال هذه المبادرة، وقوفكم إلى جانب الجيش، واعتزازكم بمآثر شهدائه. فلولا هؤلاء الأبطال الميامين الذين اندفعوا إلى ساحات الشرف والواجب، لم يلوِ لهم ساعد أو ينحنِ جبين، لما استمرّ الوطن، موحّدًا بأرضه وشعبه ومؤسساته، حرًا سيدًا مستقلًا، ولما استمرّ اللبنانيون على الرغم من التحدّيات الجسام التي اعترضت سبيلهم ولا تزال، متشبّثين بأرضهم وقيمهم وأصالتهم، شاخصين إلى الغد الآتي بعين الأمل والإطمئنان.
وأضاف: قدر لبنان أن يواجه المصاعب، الواحدة تلو الأخرى، وقدر جيشه أن يبذل التضحيات الجسام في ساحات الحرية والكرامة، وكلما ارتوى ترابنا الوطني بمزيد من دماء الشهداء، كلما أزهرت فينا الحياة أملًا ورجاءً، منعةً وصمودًا، وارتفع علمُنا المفدّى إلى العلى، ساميًا بشعبٍ يبني وجيشٍ يحمي، ويتلاحمان معًا في السرّاء والضرّاء.
فمن العدوان الإسرائيلي الوحشي على لبنان في تموز 2006، إلى نهر البارد وعرسال ورأس بعلبك... ها هم رجال الجيش على عهدهم ووعدهم، يمتشِقون سيوف الحق، يردّون بها كيد العدو الإسرائيلي إلى نحره، ويستأصلون جذور الإرهاب والإجرام من أرض تقدّس ذكرها في التاريخ، وسَمَت بأبنائها جيلًا بعد جيل.
وختم موجّهًا الشكر باسم قائد الجيش العماد جان قهوجي، إلى السيدة إليانور زيدان على بادرتها الطيبة، «التي تذكّرنا بإخلاص زوجها العقيد الشهيد داني حرب للمؤسسة والوطن»، وموجّهًا التحية إلى جميع أفراد عائلات الشهداء، الذين ستبقى المؤسسة إلى جانبهم في كلّ ما يصبون إليه مــن آمــال وتطلّعــات...

 

لا تبكِهِ...
ثم ألقت أرملة العقيد الشهيد كلمة قالت فيها: لا تبكِهِ اليوم بدء حياته، إن الشهيد يعيش يوم مماته... سيوفهم حَمَتنا من الإرهاب، دماؤهم رَوَت أراضي عرسال، وعبرا، ونهر البارد وأراضي لبنان كلها... وأضافت: لقد ماتوا في سبيل الوطن، وإذا رُدّت أرواحهم إلى أجسادهم سيختارون مرةً أخرى، أن يموتوا في سبيله...

 

... عَ جذع أرزة تِكي
وألقى الشاعر نزار فرنسيس قصيدة قال فيها:
بكّير قبل النصر، في قامِة هَوَت
في رمح مال وعَ جذع أرزة تِكي
بإيدو ومى للشمس تينام، انطفَت
والجرح باس تراب أرض المعركة
وبوز البارودة لكان بزلغط، سكَت
لا عاد غنّى، ولا طلع مِنّو حكي
ولمّا العين عَ غفوِة عيونو، بكَت
ردّ الجرح بالصوت: ممنوع البِكي...
ممنوع بوز البارودة يخرس من الصوت
يسقّع ويبرد وما تطالا إيد
في ألف إيد بتعرف تذلّ الموت
بتنمد ليها.. بترجع من جديد
تزلغط بإيدين اللي حاملها
تكتب حكاية نصر أوّلها
بيسقط شهيد...
مناخد بْتار الشهيد...


شكر وورود
ثم قدّم العميد الركن الحاج سليمان كتاب شكر ودرعًا للسيدة حرب، فيما قدّمت «حركة لبنان الشباب» لوالدة العقيد الشهيد داني حرب باقة ورد. كما قدّم ممثّل القائد درعًا لعائلة الشهيد عبّاس مدلج، وأخرى لعائلة الشهيد محمد حميّه، وسلّم كتاب شكر للشاعر نزار فرنسيس.
كذلك قدّمت السيدة حرب للحضور منحوتات حجرية صغيرة تمثّل شعلة مع شعار الجيش وعلى كلٍ منها اسم الشهيد. وقُطِع في نهاية الحفل قالب حلوى احتفاء بالمناسبة.