إنتخابات ٢٠٢٢

قائد الجيش عشية الانتخابات: جاهزون بكامل مناقبيتنا وانضباطنا

في حين كان البعض يطلق التوقعات عن إمكان عدم إجراء الانتخابات النيابية، كان الجيش يتحضر لمواكبة الاستحقاق بكامل الجهوزية والانضباط والمناقبية، مؤكدًا تصميمه على تنفيذ المهمة وحماية حق كل لبناني في التعبير عن رأيه، إنطلاقًا من أنّ هذا الحق مقدس وأنّ توفير أمن العملية الانتخابية هو أيضًا مهمة مقدسة. المراهنون على تأثير الأوضاع العامة وخصوصًا الأوضاع الاقتصادية على الجيش، بما يحول دون قدرته على الانتشار وتأمين الأجواء الأمنية المناسبة لإتمام الانتخابات، جاءهم الرد الحاسم من قيادة الجيش...

 

قبل أيام من الاستحقاق، أكّد قائد الجيش العماد جوزاف عون أن لا صعوبات ستمنع المؤسسة العسكرية من ممارسة دورها في حماية الديموقراطية، وذلك خلال اجتماع مع الضباط، أعلن خلاله أنّ الجيش أنجز كل التحضيرات ووضع الخطط الاستباقية، وأنّ الجهوزية ستكون بنسبة 100%. وإذ شدد على ضرورة تطبيق التعليمات الصارمة التي تقضي بالحياد التام والبقاء على مسافة واحدة من الجميع، لم يكتف بذلك، بل شدّد على ضرورة المحافظة على «صورة الجيش الحلوة» من خلال الهندام الكامل. فصحيح أنّ عسكرنا متعب جدًا، لكنه رغم التعب يحافظ على إبائه وعزة نفسه، ولن يراه مواطنوه إلا كما عهدوه دائمًا، مشرقًا، ثابتًا كالصخر.

 

المسؤولية الوطنية

في بداية حديثه أكّد قائد الجيش الجهوزية التامة لمواكبة الانتخابات مشيرًا إلى أنّ العمل بدأ منذ فترة، وقد تمت مواكبة جميع المهرجانات والنشاطات الانتخابية وتولى الجيش توفير الأمن فيها للجميع، وعمل على تطويق بعض الإشكالات التي حصلت. ونبّه العماد عون إلى أنّ ما يعني الجيش في هذا الاستحقاق هو ضمان أمن الانتخابات وسلامتها، لافتًا إلى أنّ دور الجيش محصور خارج أقلام الاقتراع، معتبرًا أنّ احترام الرأي والرأي الآخر مقدس وكذلك العملية الانتخابية. وفي حين دعا الضباط إلى التشدد في تطبيق التعليمات التي صدرت وقضت بالبقاء على مسافة واحدة من الجميع، قال: «نحن لسنا مع أحد ضد أحد، بل نحن على مسافة واحدة من الجميع». وتوجّه إلى الأطراف المعنيين بالانتخابات داعيًا إياهم إلى التعاون مع الجيش وتحمّل المسؤولية الوطنية لكي يمر الاستحقاق بهدوء وديموقراطية، فالأمن والاستقرار والسلم الأهلي خط أحمر.

 

وتطرّق قائد الجيش إلى تداعيات الأوضاع الاقتصادية على اللبنانيين، والعسكريون جزء منهم، جازمًا بأنّهم سيواجهون الأزمة ويواصلون متابعة مهماتهم. وإذ أكّد أنّ له ملء الثقة بأنّهم سينفّذون مهمة حماية أمن الانتخابات كما كل مهماتهم، بكامل الاحتراف والمناقبية والانضباط، حيّا جهودهم وصلابتهم، لافتًا إلى الثقة التي يحوزها الجيش محليًا وخارجيًا بفضلهم.

 

وقال قائد الجيش: «رفعنا الجهوزية إلى 100%، نحن جاهزون عملانيًا وسنكون على قدر المسؤولية. أنتم تقومون بواجبكم تجاه لبنان بكل حيادية ومن دون أي تمييز، وضميركم مرتاح».

 

وفي سياق التوصيات التي أعطاها للضباط، شدّد على انضباط العسكريين قائلًا: حافظوا على المناقبية التي التزمتموها خلال التظاهرات رغم كل الضغوط.