أمر اليوم

قائد الجيش في «أمر اليوم» بمناسبة عيد المقاومة والتحرير

مستعدون لبذل التضحيات لكنّنا نرفض تحويل الجيش إلى مطية لأهواء البعض
حذّر قائد الجيش العماد جان قهوجي من أن لبنان أمام مفترق خطير، وإذ شدّد على استعداد العسكريين لبذل كل التضحيات، أكّد في المقابل رفض تحويل الجيش إلى مطية لأهواء أطراف لبنانيين وإقليميين، واضعًا إيّاهم أمام مسؤولياتهم في ما آلت إليه التطورات الأخيرة.
كلام العماد قهوجي جاء في «أمر اليوم» الذي وجّهه إلى العسكريين بمناسبة عيد المقاومة والتحرير.


أيها العسكريون
بقدر ما تشكّل ذكرى 25 أيار مناسبة سعيدة للبنان والجيش اللبناني احتفالًا باندحار جيش العدو الإسرائيلي، بفعل تضحيات رفاقكم وأبناء شعبكم المقاوم، إلاّ أن الذكرى هذه السنة، تأتي في ظروف داخلية وإقليمية صعبة، زادتها سوءًا التطورات الأخيرة التي شهدتها طرابلس. لقد آلينا على أنفسنا كجيش لبناني أن نكون على قدر التحديات، من التهديدات الإسرائيلية المتكررة إلى التلويح باستهداف الجيش اللبناني واستقلالنا وسيادتنا، والتشنّج السياسي الداخلي المتمثّل بمصير الانتخابات وتشكيل الحكومة.
إننا اليوم أمام مفترق خطير يستهدف الجيش ولبنان. لقد حاولنا خلال الأعوام الأخيرة أن نلتزم الصمت ونعمل بجدية وحزم، عن طريق الحوار تارةً وعن طريق استخدام حقّنا في الدفاع عن المؤسسة العسكرية تارةً أخرى. لكن يبدو أن البعض فهم صمتنا وتغليبنا لغة الحوار ضعفًا، فحاول المسّ بوحدتنا والعزف على الوتر الطائفي. لقد أثبت عسكريو الجيش، جنودًا وضباطًا، أنهم على قدر المسؤولية وعلى قدر الشهادة التي بذلها رفاقهم من أجل وحدة لبنان والجيش.
إننا اليوم بقدر استعدادنا لبذل التضحيات، نرفض أيضًا بالقدر نفسه تحويل الجيش إلى مطيةً لأهواء أطراف لبنانيين وإقليميين، ونضعهم أمام مسؤولياتهم في ما آلت إليه التطورات الأخيرة وإشعال النار في الساحة الداخلية، ووضع الجيش في مواجهة مع أبناء الوطن.
سنعمل جاهدين من أجل تغليب الحوار في أحلك الظروف، وسنعمل بحكمة من أجل سحب فتيل التفجير من أي بقعة لبنانية. إن الجيش لكلّ لبنان ولكلّ طائفة ولكلّ حزبٍ وفئة، شرط احترام القانون وعدم المسّ بالدستور والمقدسات الوطنية والدينية.
في 25 أيار 2013، نؤكّد جهوزية الجيش اللبناني للرد على أي اعتداء إسرائيلي يستهدف لبنان، ويخرق القرار الدولي رقم 1701. ونحن إذ نعتبر أن هذا القرار يشكّل صمّام أمان للبنان ومظلة دولية له، نؤكّد تعاوننا مع القوات الدولية «اليونيفيل»، ومع الدول الصديقة المشاركة فيها من اجل ضمان استمرار الاستقرار ومنع الاعتداءات الإسرائيلية على أرضنا وشعبنا، مؤكدين مواصلة جهودنا لمنع إسرائيل من اختراق الجيش وتجنيد أي عنصر فيه ومن محاولة المسّ بأمنه وأمن لبنان.

 

أيها العسكريون
إن الجيش لن يسكت بعد اليوم على استهدافه واستهداف لبنان، وستكون خطواته من الآن وصاعدًا على قدر خطورة الوضع الداخلي. إن مهمّتنا الحفاظ على وحدة لبنان وسيادته، وبوحدتكم تمكنّا من العبور في حقول ألغام كثيرة وُضعت في طريق الجيش، وسنعبر سويًّا بإذن الله، من خلال تغليب مصلحة بلدنا على مصالح أي طرف سياسي داخلي أو خارجي، الطريق نحو مستقبل أكثر ازدهارًا للجيش وللبنان.