تخريج

أهلية كلّ واحدٍ منكم جواز عبور له للانضواء تحت راية الجيش

ترأس قائد الجيش العماد جوزاف عون احتفال تخريج دورة ضباط اختصاصيين في الكلية الحربية، حضره رئيس الأركان اللواء الركن حاتم ملّاك وأعضاء المجلس العسكري، رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب، إلى جانب الضباط والأساتذة المدرّبين وذوي المتخرجين.

رفع العلم وقَسم اليمين

استهلّ الحفل بمراسم رفع العلم وقَسم اليمين من قبل الضباط المتخرّجين الذين بلغ عددهم 56 توزّعوا بين إناث (23) وذكور (33). تلا ذلك عرض فيلم وثائقي عن الدورة المتخرجة، ثم سلّم العماد قائد الجيش الشهادات للمتخرّجين، وجرى تبادل الدروع التذكارية بالمناسبة بين قائد الجيش وطليع الدورة، ومن ثم تقديم درع الدورة إلى قائد الكلية الحربية.
 

كلمة قائد الجيش
ألقى العماد عون كلمة توجّه فيها بالتهنئة إلى المتخرّجين، لافتًا إلى أهمية تكامل الاختصاصات العسكرية في تأمين جهوزية الجيش، داعيًا إياهم الى العمل بما تمليه عليهم رسالة الجندية والضمير المهني، وإلى الابتعاد عن كل أشكال السياسة والطائفية، ومما قاله:
«تتخرجون اليوم في وقت لا تزال فيه أصداء الانتصار الكبير الذي حققه الجيش على الإرهاب في عملية فجر الجرود، تتردّد على امتداد مساحة الوطن وفي الأوساط الإقليمية والدولية.
وإذا كانت الحدود اللبنانية كلّها قد أصبحت أكثر أمانًا واستقرارًا بفعل إمساك الجيش بها، وجهوزيته الكاملة للدفاع عنها في مواجهة العدوّ الاسرائيلي، وأيِّ خرقٍ إرهابي قد يحاول النفاذ من خلالها، فإنه من غير المسموح لأحد في الداخل العبث بأمن المواطنين واستقرارهم أو التعدي على أملاكهم وأرزاقهم تحت أيِّ مطلب أو شعار كان، فالمحافظة على إنجاز «فجر الجرود»، تتطلب المحافظة على مسيرة السلم الأهلي والانتظام العام في البلاد، والجيش لن يفرِّط قيد أنملة بدماء شهدائه وجرحاه، وتضحيات رجاله، وسيضرب بيد من حديد كلَّ من يحاول إثارة الفوضى والشغب وتعريض سلامة الوطن والمواطن للخطر».
وأضاف: «لقد صنعت أهلية كلّ واحدٍ منكم جواز عبور له للانضواء تحت راية الجيش، واليوم وبعد أن أنهيتم دورة تنشئة عسكرية أساسية بنجاح، هنا في الكلية الحربية، وهي مصنع الرجال الأشدّاء وقادة الغد، استحق لكم جواز عبور آخر، يخوّلكم الانطلاق إلى ميدان الحياة العسكرية، حيث توظّفون جهودكم ومعارفكم وطاقاتكم، في خدمة الهدف الأسمى للجيش، ألا وهو الدفاع عن لبنان، أرضًا وشعًبا ومؤسسات، والسهر على صون وحدته وسيادته واستقلاله».
وتابع: «إعلموا أنّ الاختصاصات في الجيش وعلى تشعبها، من القتال، إلى الطب والهندسة والإدارة والموسيقى وغيرها، هي بمنزلة الأعضاء من الجسم العسكري، فإذا اختلّ عضو منه، اختلّت معه سائر الأعضاء، فجميعها تشكّل حاجة للمؤسسة، وكلّما ازدادت أدوارها فاعلية وتكاملًا، كلّما ازدادت قدرة الجيش على تنفيذ مهمّاته بكفاءة عالية، خصوصًا في عالمنا الراهن، الذي يشهد تطورًا هائلًا في العلوم والتكنولوجيا والوسائل والتقنيات العسكرية، ما يفرض على الجيوش المعاصرة مواكبة هذا التطور، خطوة خطوة، لتكون على استعداد دائم لمواجهة مختلف التطورات والاحتمالات».

مخيّمات تدريب خارج الكلّية
نشير إلى أن الدورة التي تابعها المتخرّجون على مدى خمسة أشهر، تضمّنت ولأول مرة في تاريخ الجيش، مخيمات تدريب خارج الكلّية الحربية تمركزت في الفوج المجوقل وفوج مغاوير البحر وفوج المغاوير. كذلك تلقّى المتخرّجون التنشئة العسكرية (دروس أسلحة، توجيه وإعداد معنوي، قتال، أنظمة وقوانين، تكتية، رمايات ورياضة صباحية)، وتابعوا محاضرات في مختلف المواضيع (تاريخ الجيش، أنواع الأسلحة، الأسلحة الكيماوية)، بالإضافة إلى زيارات تعارف إلى القطع والوحدات في الجيش (القوات البحرية والجوية، مدرسة القوات الخاصة، ومدرسة التزلج).
 

طليع الدورة
على هامش الاحتفال، التقت مجلة «الجيش» طليع الدورة الملازم أول الطبيب كلود الحايك الذي عبّر عن فخره واعتزازه كونه طليع الدورة، خصوصًا أنه يقف الوقفة نفسها التي وقفها والده منذ عقود (العميد الركن جورج الحايك طليع دورة شهداء الجيش في العام 1985)، وقد حقق بذلك حلمًا كان يراوده.
وحول ما يميّز هذه الدورة عن سابقاتها، يقول: يتميز الضباط الاختصاصيون عن الضباط المقاتلين بأنهم يضعون اخـتـصـاصـاتـهـم المتنوّعة في خدمة المؤسسة العسكرية، فيشاركون في تطويرها نحو الأفضل من خلال مواكبة التكنولوجيا المعاصرة. وختم قائلاً: هذا لا يعني أنّنا غير جاهزين للنزول إلى أرض المعركة إذا دعت الحاجة، فقد تلقّينا كل التدريبات اللازمة في هذا المجال.
أخيرًا، نشير إلى أن الوثائقي الذي عرض في الاحتفال تضمّن نشيدًا خاصًا من كلمات وألحان الملازم الموسيقي سينتيا القصير، وتصوير قسم التوجيه في الكلّية الحربية، كما تضمّن مشاهد عن تدريبات الدورة ونشاطاتها.