نشاطات القيادة

قائد الجيش في لقائه السنوي مع الملحقين العسكريين

خطر الإرهاب ما زال قائمًا والتكاتف الدولي ضروري لمواجهته

 

في مناسبة حلول العام الجديد، استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي الملحق العسكري الإيطالي العميد Pierre Luigi Monteduro، على رأس وفدٍ من رابطة الملحقين العسكريين العرب والأجانب، وممثّلي هيئة مراقبة الهدنة ومساعديهم.
وقد ألقى العماد قهوجي كلمة استهلّها مرحّبًا بالضيوف، ومهنّئًا بحلول العام الجديد، على أمل أن تتحقّق خلاله أمنيات شعوب بلدانهم الصديقة.
وقال: أيّها الضباط الأصدقاء، لقد شهد العام المنصرم وللأسف، استمرارًا للأزمات الإقليمية، خصوصًا في سوريا والعراق واليمن وليبيا، كما ضرب الإرهاب مجددًا عددًا من الدول الصديقة منها: فرنسا، الولايات المتحدة، بلجيكا، ألمانيا، السعودية، مصر، تركيا... ما أدّى إلى سقوط الكثير من الضحايا الأبرياء. وفي مقابل ذلك، شهدت الحرب الدولية على تنظيم «داعش» الإرهابي، تطوّرات عسكرية مهمّة، تمثّلت في تراجع هذا التنظيم عن مساحات واسعة من الأراضي العراقية والسورية، وتكبّده خسائر كبيرة بالعتاد والأرواح.
لقد بات الإرهاب الخطر الأوّل الذي يتهدّد شعوب العالم بأسرها، باستقرارها وحضاراتها وأنماط حياتها، خصوصًا مع استخدامه أسلوب ما يسمّى بـ«الذئاب المنفردة» التي من الصعب اكتشاف خططها مسبقًا. وبالتالي الوقاية من أعمالها الإجرامية.
ورأى العماد قهوجي أنّه أصبح من الضروري تكاتف الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب عبر اتجاهين: الأوّل، تكثيف العمل الميداني للقضاء على تنظيماته الأساسية... والثاني، مواجهة الفكر الإرهابي الإلغائي بفكر مضاد، تقوم بصوغه مراجع دينية وثقافية واجتماعية وإعلامية...
وأضاف قائد الجيش: على صعيد الداخل، شهد الوضع الأمني خلال العام الفائت استقرارًا مميّزًا، وهذا يعود بالدرجة الأولى إلى الجهود الكبيرة التي بذلها الجيش بالتعاون مع الأجهزة الأمنيّة، والعمليات الاستباقية النوعيّة التي نفّذتها مديرية المخابرات وقوى الجيش، سواء على الحدود الشرقية أو في الداخل، بحيث أسفرت عن تفكيك عشرات الشبكات والخلايا الإرهابية، وبالتالي إحباط مخطّطاتها الآيلة إلى استهداف مرافق سياحية وتجارية، وتجمّعات سكانية، فضلًا عن مراكز عسكرية ومؤسسات رسمية.
إلّا أنّ هذه الإنجازات وعلى أهميّتها، لا تلغي في أيّ حالٍ من الأحوال استمرار خطر الإرهاب على لبنان، لكنّها لن تؤثّر على مستوى جهوزيّتنا لمتابعة رصد نشاطاته والتصدّي له بكلّ الإمكانات المتاحة.
أمّا على الصعيد السياسي، فقد شهـد لبنان تطوّرًا بارزًا تـمثّـل بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، ما أعاد الثقـة الدولية والإقـليمية بالوطن، وانعكس انفراجًا واسعًا على الساحة الداخلية، وعزّز الأمل بانطلاق ورشة الإصلاح السياسي والاقتصادي والإداري. ولا شكّ في أنّ هذا التطوّر سيسهم في دعم جهود الجيش للحفاظ على الاستقرار الوطني ومجابهة مختلف الأخطار والتحديات المرتقبة.

وتابع قائلًا: «أغتنم فرصة هذا اللقاء، لأتوجّه مجددًا بالشكر والتقدير إلى بلدانكم التي وقفت إلى جانب الجيش وساهمت في دعمه قتاليًا ولوجستيًا في مواجهة الإرهاب، كما إلى قوات الأمم المتّحدة المؤقتة في لبنان والوحدات الصديقة المنضوية تحت رايتها، والتي أسهمت بدورها في الحفاظ على استقرار المناطق الحدودية الجنوبية، من خلال مؤازرة الجيش تنفيذًا للقرار 1701، وفضح الخروقات الإسرائيلية المتكرّرة للأراضي اللبنانية، فضلًا عن إقامة مشاريع إنمائيّة واجتماعية لمصلحة المواطنين الجنوبيين. ولا يسعني إلّا التّنويه بمناقبيّتكم وبحسن اضطلاعكم بالمسؤوليات الملقاة على عاتقكم، وسهركم على تمتين روابط التعاون والتواصل بين الجيش اللبناني وجيوشكم، والسعي للارتقاء بها إلى أفضل المستويات الممكنة...
من جهته، ألقى رئيس الرابطة العميد Monteduro كلمة شكر فيها باسم الوفد قيادة الجيش على اهتمامها الدائم بأوضاع الملحقين العسكريين، مؤكدًا التزام أعضاء الرابطة العمل مع جيوشهم بكل الوسائل المتاحة لتفعيل التعاون العسكري مع الجيش اللبناني، ودعم جهوده لدرء الأخطار عن لبنان، والحفاظ على استقراره وسلامـة أراضيــه.