مؤتمر

قائد الجيش في مؤتمر التعاون العسكري -المدني: تلبية احتياجات أهلنا جزء لا يتجزأ من واجباتنا
إعداد: جان دارك أبي ياغي

أكّد قائد الجيش العماد جوزاف عون أنّ اضطلاع الجيش بدور إنمائي إلى جانب دوره العسكري، يجسّد قيمة وطنية سامية، مشيرًا إلى أن التطلّـع إلى تلبيـة حاجـات المواطنين قـدر الإمكـان، جزء من الواجبات التـي اضطلعـت بهـا المؤسسـة العسكريـة منـذ سنـوات طويلـة.
كلام قائد الجيش جاء خلال المؤتمر الذي نظّمته مديرية التعاون العسكري - المدني في الجيش اللبناني CIMIC، برعايته وفي حضوره، وذلك في قاعة المؤتمرات في فندق مونرو- بيروت.
حضر الافتتاح سفيرة الولايات المتحدة الأميركية إليزابيت ريتشارد، وسفير مملكة هولندا في لبنان يان والتمانس (Jan Watmans)، إلى شخصيات رسمية ووطنية ودبلوماسية ودولية وعربية وعسكرية وعدد من المدعوين.


كلمة العماد عون
بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني، ثم ألقى العماد عون كلمة استهلّها بالقول: يلتئم هذا المؤتمر في ظل عنوان بالغ الأهمية، وهو التعاون العسكري - المدني، إذ إن التلاحم بين العمل العسكري والعمل الإنمائي يجسّد قيمة وطنية سامية ويؤدّي دورًا بارزًا يجمع الجندي والمواطن المدني كشريكين متضامنين في سبيل خدمة الوطن وإعلاء شأنه، ذلك الدور لم يغب يومًا عن استراتيجية الجيش ونهج قيادته، فقد أوليناه منذ سنوات طويلة حيّزًا واسعًا من اهتمامنا، فكان التفاعل مع أهلنا في مختلف المناطق والتطلّع إلى تلبية احتياجاتهم قدر الإمكان جزءًا لا يتجزأ من الواجبات التي اضطلعت بها عدة وحدات ومديريات وأجهزة تابعة للمؤسسة العسكرية، كالمساهمة في بناء منشآت عامة وشق طرقات في مناطق نائية، وتنفيذ أعمال الإنقاذ خلال الحروب والأحداث الأمنية والكوارث الطبيعية، وصولًا إلى وضع هذه النشاطات في إطارها التنفيذي عبر إنشاء مديرية التعاون العسكري - المدني، ضمن مسيرة تؤكّد تصميم الجيش على تطوير نفسه وانخراطه في الشؤون الحياتية للمواطنين.
وتابع: إن مضي الجيش في تطوير قدرات مديرية التعاون العسكري - المدني وتعزيزها وتوسيع نطاق عملها بالتزامن مع تنفيذ المهمات الأمنية الحسّاسة عند الحدود وفي الداخل، خلال هذه المرحلة الدقيقة، يعكس المكانة المميّزة للبعد الإنمائي بالنسبة إلينا كجزء من الإنماء الوطني الشامل، وحرصنا على مدّ جسور التواصل مع المجتمع، ودعم الإرادة الوطنية عبر تنفيذ مشاريع ونشاطات تشمل مجالات متنوّعة، كالبنى التحتية والعناية الصحية والنشاطات الرياضية في جميع المناطق، ما يسهم في التخفيف من معاناة المواطنين وتعزيز ثقتهم بالجيش، ليس كمدافع عنهم فحسب، بل أيضًا كسند لهم يشعر بهمومهم ويزيح عن كاهلهم قسمًا من الأعباء الحياتية والاجتماعية. وهنا لا بدّ من تقدير المساهمة الفاعلة والمستمرّة التي نتلقّاها من أصدقائنا الدوليين والمحليين ومبادراتهم المتتابعة في سبيل دعم جهودنا الإنمائية، وهي مبادرات تعبّر عن ثقتهم بدور الجيش الضامن لسيادة الوطن وسلمه الأهليّ وتؤكّد عمق العلاقات بين لبنان والدول الصديقة الداعمة والقيم الإنسانية والثقافية المشتركة التي نؤمن بها جميعًا. لقد تركت هذه المساهمة آثارًا إيجابية في أماكن متعددة من لبنان، وفي قلوب العديد من اللبنانيين، وإننا نتطلّع إلى إنجاز مشاريع مستقبلية نستكمل بها مسيرة التعاون المثمر.
وختم قائلًا: أجدد الشكر والتقدير لجميع الدول الصديقة والجهات الدولية والمحلية على دعم مسيرة التعاون العسكري المدني في لبنان، ولجميع المشاركين في هذا المؤتمر. كما ثمّن الجهود الحثيثة التي تبذلها مديرية التعاون العسكري - المدني، متمنيًا أن يكون هذا اللقاء النابض بالروح الوطنية والإنسانية خطوة إضافية على طريق التضامن والإخاء.

 

كلمة والتمانس
من جهته، أعلن السفير الهولندي والتمانس الدعم مديرية التعاون العسكري - المدني في الجيش اللبناني منذ تأسيسها، مؤكدًا الاستمرار في هذا الدعم في المراحل المقبلة.
وإذ شدّد على أهمية التعاون مع الجيش اللبناني، قال: إنّ المساهمة التي قدّمتها المملكة الهولندية في سبيل تعزيز دور هذه المديرية ما هي إلاّ تقدير لدورها في تقوية العلاقات ما بين المؤسسة العسكرية والشعب اللبناني، خصوصًا وأنّ الجيش اللبناني هو المؤسسة التي تحمي الوطن كله. ولفت إلى أنّ الدعم الدوليّ للجيش اللبناني مستمر، سواء كان عبر المملكة الهولندية أو إيطاليا أو كوريا الجنوبية أو قيادة «اليونيفيل».

 

كلمة المديرية
شدّد مسيّر أعمال مديرية التعاون العسكري المدني العميد الركن إيلي أبي راشد في كلمته على أنه: لا يمكن ليد واحدة أن تصفّق ولا يمكن لشخص أن يتحمّل كلّ المسؤوليات. وتابع: «يتولّى الجيش مهمة الدفاع عن الوطن لردع الأخطار الخارجية كما يتولّى تنفيذ مهمة أمنية لحماية الوطن والمواطن في الداخل، ومهمة إنمائية. وقد تطوّر عمله الإنمائي ما استوجب وجود فريق عمل. أنشئ هذا الفريق وأصبح قسمًا في العام 2012، فمديرية في العام 2015، ثم توسّع حضوره شمالًا وبقاًعا حيث افتتحنا أقسامًا تجسّد التعاون المدني – العسكري، وسنفتتح في الأشهر المقبلة قسمًا جديدًا في محافظة الجنوب...».
وأضاف: «لم نكن وحدنا في هذه المسيرة، فقد وقفنا إلى جانب العديد من شركائنا في المؤسسات الرسمية ومكونات المجتمع المدني وبعض الهيئات في المجتمع الدولي، ونريد أن نتشارك النجاح جميعًا».
وأعلن أنّ المديرية نفّذت، بالتعاون مع المجتمع المدني والهيئات المحلية وبدعم بعض الوزارات والإدارات، مشاريع مختلفة في عدد من المناطق، كجر المياه النظيفة والكهرباء وترميم بعض المدارس وإنشاء مستوصفات وملاعب رياضية. وإذ لفت إلى دور المديرية لم يتوقف عند هذا الحدّ، إنما تخطّاه نحو هدف أسمى وأرقى، هو تثبيت الدعائم الوطنية في النفوس وتثبيت معاني الشرف والتضحية والوفاء في قطاعات الوطن كلها، وتسهيل تنفيذ الوحدات العسكرية لمهماتها.
وشكر قوات الأمم المتحدة على مساهمتها في تطوير عمل المديرية وبرنامج التعاون الأميركي USAID.