اجتماع استثنائي

قائد الجيش للضباط في اجتماع استثنائي: انجازاتكم كبيرة حافظوا عليها

تحديات كبيرة قادمة قفوا في وجهها بكل ما أوتيتم من قدرة


عقد قائد الجيش العماد جوزاف عون أواخر الشهر الماضي اجتماعًا استثنائيًا حضره الضباط العامّون والقادة (على ثلاث دفعات)، تطرّق فيه إلى الوضع العام في المنطقة ولبنان ووضع الجيش في الآونة الأخيرة.


اليقظة الدائمة
بداية تناول قائد الجيش الوضع العام في المنطقة لافتًا إلى أنّها تشهد صراع مصالح تظهر ملامحه جليّة، ما يضعها المنطقة على فوهة بركان. كما أشار العماد عون إلى أنّ انحسار تنظيم «داعش» الإرهابي جغرافيًا في المنطقة، دفعه إلى توجيه مقاتليه لتنفيذ عمليات في البلاد الأوروبية على طريقة الذئاب المنفردة، كعمليات الدهس والتفجيرات، كما أنّ قيادته عمدت منذ أيام إلى تعديل في عملياته فوضعت الدول العربية في دائرة الاستهداف، مما يستدعي التنبّه والحذر.
وإذ أكدّ أنّ التهديد العسكري من الجهة الشرقية انحسر بعد عمليات الجيش الناجحة في جرود عرسال، وزوال خطر المسلحين من جهة بيت جن السورية، لفت إلى أن دول العالم كلها تبقى مهددة بالإرهاب، وأنّ الخطر الأكبر يكمن في عودة المقاتلين الإرهابيين من سوريا والعراق، وهناك قسم منهم قد عاد إلى لبنان، لكنّ مديرية المخابرات تمكّنت من توقيفهم بعد عدة عمليات مدروسة بدقة. وشدّد قائد الجيش على اليقظة الدائمة لحماية الأمن الوطني وتحصين إنجازات الجيش.
وفي ما يتعلّق بقضية الجدار والحدود البحرية مع العدو الإسرائيلي، أشار العماد عون إلى أن معالجتها تتمّ من خلال اللجنة الثلاثية بالتنسيق مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في لبنان، وفق توجيهات الرؤساء الثلاثة.
وختم حديثه في ما يخصّ الوضع الأمني بالقول: «بفضل تعبكم وجهودكم، فإنّ الوضع الأمني ممتاز وممسوك».


الانتخابات
توقّف قائد الجيش عند موضوع الانتخابات النيابية وقال: «إن هدفنا هو حفظ أمن العملية الانتخابية وسلامتها من دون الالتفات إلى من سيربح أو يخسر، فنحن على مسافة واحدة من الجميع، من يربح نهنّئه ومن يخسر نتمنى له التوفيق في الجولات القادمة،» مضيفًا: يُمنع منعًا باتًا التعاطي بالانتخابات، هذه تعليماتٌ قديمة أصرّ وأشدّد على تنفيذها. ابتعدوا عن كل الأماكن التي يوجد فيها مرشحون. أما حفظ أمن الانتخابات فمهم للغاية للحفاظ على سمعة المؤسسة العسكرية، وعلى الديمقراطية في لبنان».


الوضع داخل المؤسسة العسكرية
أوضح العماد عون أنّ قيادة الجيش تسعى جاهدة للحفاظ على حقوق العسكريين، مؤكدًا أنّ حقوق الشهداء والطبابة يشكّلان خطًا أحمر. ولفت إلى أنّ بند التقديمات المدرسية في الموازنة لم يتغير منذ سنوات، ولكن أعداد طلاب المدارس والجامعات من أبناء العسكريين قد ازدادت، وقد رفعت القيادة طلبًا لزيادة المبلغ المخصّص لهذه التقديمات. وقال: « في حال عدم تلبية هذا الطلب، نتحمل جميعًا التخفيض الحاصل».
كذلك، تطرّق قائد الجيش إلى موضوع الإسكان كاشفًا أنّه تمّ تسيير ثلاثماية طلبٍ مقدمٍ سابقًا وفيها عقود بيع، وأنّ القيادة تفكّر في بناء مساكن أو شراء شقق وبيعها للعسكريين، وإن العمل جارٍ على حلّ مسألة وقف الدعم المادي للقروض السكنية.
في موضوع الطبابة العسكرية، قال قائد الجيش: «إنّ غالبية المؤسسات الطبّية لديها مشكلات مع الجهات الضامنة باستثناء الجيش، نظرًا إلى التطور الإداري الكبير الذي تمّ تحقيقه على صعيد الطبابة»، مضيفًا أنه سيتم بناء مبنى جديد للمعاينات الخارجية، والسعي قائم لإنشاء المستشفى العسكري الجديد.

 

توجيهات عامة
حذّر قائد الجيش من الشائعات لأنها تؤثر سلبًا في معنويات العسكريين، وشدّد على ردع المخالفات ومعاقبة مرتكبيها قائلًا: «لا يدافعَنّ أحد عن مرتكب، بل المفترض أن نقرّ عقوبة بحقه. كما ذكّر بالمخاطر الناتجة من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وبضرورة توعية العسكريين في هذا المجال»، وقال: «من يستمع إلى إفادة مؤسس الـ«فيسبوك» أمام الكونغرس في الآونة الأخيرة، يدرك كم أنّ هذا الموقع متغلغلٌ في الشأن العام، ويمسّ أيضًا الحياة الشخصية للأفراد، وهو ممنوع، ولدينا القدرة على معرفة العسكريين الذين ينشئون حسابًا عليه حتى لو كان وهميًّا».
كذلك، تناول مسألة لجوء عدد من العسكريين إلى الاستدانة، معتبرًا أنّ هذا الأمر «ليس عيبًا، ولكن الاستدانة لأشياء تافهة أو عدم إيفاء الدَّين هو العيب، والأخذ من عدة مصادر يوقع في العجز»، لذلك  «يجب تنبيه العسكريين باستمرار لأنهم أمانة في أعناقكم».
وشدّد أيضًا على ضرورة مكافحة آفة المخدرات معتبرًا أن مسؤولية توعية العسكريين على مخاطرها تقع على آمري السرايا والفصائل.
وفي ما يتعلّق بحوادث السير، كشف أنّ عدد القتلى العسكريين في حوادث السير (27 عسكري خلال الـ2017 و4 خلال العام الحالي) أكبر من عدد الذين استُشهدوا في العمليات العسكرية (أقل من 10 شهداء). وقال: قامت مديرية المخابرات عدة مرات، بتوقيف أخطر الإرهابيين في عرسال من دون أي إصابة، لذلك من غير المفهوم أن يُقتل أحد في حادث سير.

 

الابتعاد عن السياسة والطائفية
في سياق آخر قال العماد عون: «الدين لله والوطن للجميع، والجيش هو المؤسسة الوحيدة الجامعة، والشعب اللبناني مؤمن بهذه المؤسسة ومتعلق بها بفعل إنجازاتها، وهي إنجازات مقدسة، وهذا ملاحظ من قبل الأجانب، الأمر الذي يزيد من مسؤوليتنا... قدر آمال كل اللبنانيين، لأن السقف إذا وقع، فسيقع على الجميع».
وأضاف: «قد نخوض معركة كل بضع سنوات، ولكننا نتدرب كل يوم لتوفير ضريبة الدم. إن الانتشار قد يعيق التدريب ولكنّه لا يمنعه».
وفي موضوع العلاقة مع المرؤوسين، قال العماد عون: «استمعوا إليهم لأنّ مجرد الاستماع إلى مشكلاتهم قد يحلّ نصفها، وفي صميم واجباتكم أن تجدوا الحلول للعسكريين، من هنا فإن من سمّى القيادة فنًا لم يخطئ».
أخيرًا، ختم القائد بالقول: «لا تنجرّوا إلّا خلف مصلحة الوطن، فإنجازاتكم كبيرة، حافظوا عليها واعملوا بوحي ضميركم. تحديات كبيرة قادمة، قفوا في وجهها بكل ما أوتيتم من وعي وقدرة، والتزموا بَزتكم العسكرية فبها وحدها خلاص اللبنانيين وخلاص لبنان».