لقاءات قائد الجيش

قائد الجيش: لن ندع أي منطقة في لبنان تحت رحمة التفلّت والإرهاب

في سلسلة لقاءات مع الضبّاط


قال قائد الجيش العماد جان قهوجي إن «قرارنا حازم في منع الفتنة في لبنان، ولن ندع أي منطقة تحت رحمة التفلّت، لن نترك طرابلس كما لن نترك أي منطقة أخرى»، مشيرًا إلى أن «الجيش يرفع درجة جهوزيته ويكثّف إجراءاته من أجل ملاحقة الخلايا الإرهابية وتضييق الخناق على كل مجموعة مشتبه فيها...».
كلام العماد قائد الجيش جاء خلال سلسلة لقاءات موسّعة عقدها مع ضبّاط الجيش على مدى أربعة أيام، جريًا على عادته مطلع كلّ عام. وقد حرص العماد قهوجي هذه السنة على أن تشمل اللقاءات الضبّاط من جميع الرتب، بعدما كانت تقتصر سابقًا على كبار الضبّاط وقادة الوحدات.


بداية، هنّأ قائد الجيش «الضبّاط على جهودهم وأدائهم في الأشهر الماضية، لفرض الأمن وضبط بؤر التوتر ومكافحة الإرهاب، وتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 بالتعاون مع القوات الدولية العاملة في الجنوب»، مشيرًا إلى «استمرار تهديدات العدو الإسرائيلي ضدّ لبنان».
وعرض العماد قهوجي الإنجازات التي حققها الجيش، متحدثًا عن التحدّيات التي تواجهه وتواجه لبنان، واصفًا وضع الجيش بأنه «ممتاز».
كما تطرق إلى «المهمة الأساسية التي اضطلع بها الجيش في الأشهر الأخيرة، وهي مكافحة الإرهاب، وتفكيك الخلايا الإرهابية وتسليم المتورّطين إلى القضاء المختص».
وأوضح أن «الجيش لا يقاتل أحدًا بسبب أفكاره، إنما بسبب الإعتداءات التي يرتكبها ضد المواطنين والعسكريين. وما يشهده لبنان من عمليات إرهابية وانتحارية يرفضه جميع اللبنانيين، فهذه العمليات طارئة على بيئتنا اللبنانية».
وقال: «بقدر ما تكون المهمّة صعبة بقدر ما نحن مصمّمون على عدم التهاون، والجيش يرفع درجة جهوزيّته ويكثّف إجراءاته من أجل ملاحقة هذه الخلايا وتضييق الخناق على كلّ مجموعة مشتبه بها».
وقال قائد الجيش، «إن الظروف الإقليمية والدولية الراهنة توجب علينا الحذر والمسؤولية، وعليكم أن تكونوا على قدر الآمال المعلّقة عليكم»، معتبرًا أنه «ليس بالأمر البسيط أن كلّ الدول المعنية تؤكّد دعمها استقرار لبنان والجيش اللبناني، وتولي أهمية قصوى لعقد المؤتمرات الدولية كما تفعل إيطاليا، أو تقدم الهبات له كما تفعل الولايات المتحدة الأميركية، إلى جانب السعودية التي قدّمت مساعدة كبيرة غير مشروطة بالتعاون مع فرنسا التي تعدّ أيضًا مؤتمرًا حول لبنان للبحث في عدد من المجالات، ومنها دعم الجيش ومعالجة وضع النازحين السوريين».
وأضاف: «المفارقة أنه في وقت تتحامل فيه بعض القوى على الجيش، يبرز الاهتمام الدولي والعربي به والرغبة في تعزيز قدراته، وذلك هو فعل إيمان بدور المؤسسة العسكرية».
وإذ اعتبر أن دعم المجتمع الدولي للجيش ودوره الكبير في الاستحقاقات المقبلة، يرتّب عليه مسؤولية كبيرة، خاطب الضباط قائلًا: «عملكم العسكري والأمني يُشهد له في المحافل الدولية كلّها. وإزاء ذلك، يفترض بكم تنشيط أدائكم عبر الدورات وتعزيز قدراتكم الفكرية والثقافية والأمنية والسياسية، وهذا يتضمّن تكثيفًا للعمل وتعزيزًا للقدرات التي تتمتعون بها».
واوضح أن «الثقافة السياسية التي ينبغي أن يتمتع بها الضبّاط، لا تعني الارتباط السياسي بأي من الفئات والأحزاب»، مشدّدًا على أنه «ممنوع الاستزلام لأي كان والتعاطي بالسياسة، وممنوع على أي كان أن يتطاول على الجيش وأن ينسج علاقة مع الضبّاط لمصلحة أي فئة سياسية أو حزبية»، مؤكّدًا أن «مرجعيتهم هي قيادة الجيش وولاؤهم للجيش فحسب، وأن المطلوب أيضًا مزيد من الشفافية وتعزيز سياسة مكافحة الفساد».
ورأى قائد الجيش أن «لبنان يعيش مرحلة حرجة من تاريخه، وفي ظل التحديات الأمنية يبقى الجيش صمّام أمان الوطن, ومهما كانت عناوين المرحلة المقبلة سيبقى على قدر الآمال المعلّقة عليه محليًا ودوليًا، متحمّلًا مسؤوليته في الدفاع عن المؤسسات وعن البلد. فالجيش يستمد قوته من شرعيته، وهو لن يتخلى عن حقّه في فرض الاستقرار، وفي منع الأمن الذاتي».
وختم بالقول: «إن قرارنا حازم في منع الفتنة في لبنان، ولن ندع أي منطقة تحت رحمة التفلّت، لن نترك طرابلس، كما لن نترك أي منطقة أخرى».