رفاق السلاح

قائد الجيش مكرّمًا الضباط المتقاعدين: التقاعد محطة استعدادًا لعطاء متجدد
إعداد: جان دارك أبي ياغي

اعتبر قائد الجيش العماد جوزاف عون أن تكريم الرفاق المتقاعدين لا يرتبط بزمن أو مناسبة «وإنما هو حق ولمسة وفاء لمن سخّروا سنوات طويلة من حياتهم... للوطن والمواطن».


كلام العماد عون جاء خلال تكريمه الضباط المتقاعدين في احتفالين أقيما في قاعة العماد نجيم - اليرزة، في حضور رئيس الأركان اللواء الركن حاتم ملّاك وعدد من كبار الضباط.
وقد خصص الاحتفال الأوّل لتكريم الضباط العامين المتقاعدين، والثاني لرفاقهم الضباط القادة والأعوان.

 

أنتم رصيد قيّم للبنان
توجّه قائد الجيش إلى المكرّمين في الاحتفال الأول بكلمة قال فيها: «يمثّل هذا اللقاء بادرة عرفان وتقدير لرفاقنا في السلاح، الضباط العامّين المتقاعدين، على ما قدّموه للجيش والوطن من جهد وعطاء وكدّ والتزام، فكان لكل منهم مساهمة فاعلة وأثر واضح في الإنجازات التي حققتها المؤسّسة العسكريّة، وفي انطلاقة الأجيال اللاحقة واستمرارها».
وأضاف: «اعلموا أيّها الرفاق أنّ تكريمكم لا يخضع لزمن أو مناسبة، إنّما هو حق ولمسة وفاء لمن سخّروا سنوات طويلة من حياتهم، وجزءًا كبيرًا من قدراتهم وطاقاتهم في أداء واجبهم نحو الوطن والمواطن. ولا شكّ في أنّ كلاً منكم، بوصفه ضابطًا عامًا متقاعدًا، قد تولّى مراكز قياديّة ومسؤوليّات جسيمة تُضاف إلى سجلّه المشرق، وتضاعف أهميّة الدور الذي اضطلع به خلال حياته العسكريّة».
وتابع: «ليس التقاعد نهاية المطاف، بل هو محطّة لالتقاط الأنفاس والاستعداد لمرحلة قادمة وعطاء متجدّد في مختلف الميادين الاجتماعيّة والإنسانيّة والثقافيّة. كما أنّكم سفراء المؤسّسة العسكريّة في المجتمع المدني، وتحملون مبادىءَ الوطنيّة والخُلُق الصادق الذي تربّيتم عليه، فتنشرونها بين الأجيال الشابّة، وتساهمون في توحيد اللبنانيين تحت علم البلاد في سبيل مستقبل أفضل لنا جميعًا، لا سيما خلال الظروف الدقيقة التي تمرّ بها بلادنا على مختلف الصُعُد.
لذا أدعوكم إلى توظيف الخبرات والمعارف التي اكتسبتموها عبر السنوات، والمشاركة في نهضة مجتمعنا وتطوره، فما زلتم رصيدًا قيّمًا للبنان وأبنائه، وعنصر قوة ودعم لجيشكم. ضعوا نصب أعينكم مسيرة الجيش، الذي يمضي بعزيمة صلبة في تحمّل مسؤولياته، وصون الأرض والكرامة من أطماع العدوّ الإسرائيلي، وحماية المواطنين من أي تهديد إرهابي أو محاولة للإخلال بالأمن والاستقرار».
وختم بالإعراب عن تقدير المؤسسة العسكرية لهم، لافتًا إلى أن الجيش سيظل دائمًا وأبدًا عائلتهم الكبرى التي تفتح ذراعيها لتستقبلهم وتحيطهم بالرعاية والاهتمام.

 

كنتم خير مثال
للمناسبة عينها، أقيم حفل تكريمي مماثل للضباط القادة والأعوان المتقاعدين، حضره قائد الجيش العماد جوزاف عون برفقة رئيس الأركان اللواء الركن حاتم ملّاك، بالإضافة إلى عدد من كبار الضباط.
وقد ألقى العماد عون كلمة خلال  الاحتفال جاء فيها: «نلتقي بكم اليوم في مؤسستكم الأم، لنعبّر لكم عن تقديرنا وامتناننا لما قدّمتموه خلال مسيرتكم العسكرية من جهد وتضحية والتزام. أدّيتم رسالتكم بكل شرف وعزّة، وكنتم خير مثال لجنودكم. خدمتم وطنكم بكل فخر، غيرَ آبهين برياح الفتن التي عصفت به، وبقيتم تحملون على جباهكم عنوان الشرف والتضحية والوفاء».
وأضاف: «الحياة العسكرية هي نهج وليست مجرّد خدمة ترتبط بزمان ومكان. ما اكتسبتموه خلال مسيرتكم في هذه المؤسسة، سيشُعّ دومًا قيمًا وأخلاقًا، وستبقون خير مثال في المواطنية الصالحة حيثما كنتم. كونوا عنصرًا فاعلًا في مجتمعكم لأن لبنان يحتاج إلى خبراتكم وطاقاتكم».
وتابع: «المؤسسة العسكرية هي استمرارية، جيل يسلّم جيلًا لتبقى الشعلة مضاءة. افخروا بما قدّمتم لأنه كان جسر العبور بين هذه الأجيال، وابقوا على ثقة بأن الرسالة التي حملتموها هي همّنا وهدفنا. نعدكم بأننا سنبقى أوفياء لهذه الرسالة مستذكرين رفاقكم الذين غادرونا باكرًا في ساحة الشرف لنبقى نحن ونستمر، وليبقى وطننا مُصانًا. سيبقى الجيش الضمانة لأمنِ اللبنانيين وأمانهم، والسدَّ المنيع بوجه كل معتدٍ سواء أكان العدو الإسرائيلي أم العدو الإرهابي مهما كانت الأثمان التضحيات».
وختم قائلاً: «أجدّد الشكر والامتنان لكم، وأعدكم بأن مؤسستكم ستبقى عونًا وسندًا لكم في كل الظروف. تقاعدكم لا يلغي ارتباطكم بالمؤسسة ولا يلغي تقدير هذه المؤسسة لكم».
 

الضباط المتقاعدون: شكرًا
وشكر الضباط المتقاعدون قائد الجيش على دعوته إياهم والاحتفال معهم بعيد الجيش، ونوّهوا بتضحيات وجهود رفاقهم في الخدمة الفعلية لحماية لبنان وصونه من الأخطار. وقد تحدّث باسمهم رئيس رابطة قدامى القوات المسلحة اللبنانية اللواء المتقاعد عثمان عثمان في احتفال تكريم الضباط المتقاعدين العامين، بينما تحدّث في احتفال تكريم الضباط المتقاعدين القادة اللواء الركن المتقاعد شوقي المصري.
وكما جرت العادة، شرب الجميع نخب المناسبة في الختام وقطعوا قالب حلوى.