كتاب وقضية

قائد الجيش يرعى توقيع كتاب الإعلامي هيثم زعيتر«زلزال الموساد» في قصر الاونيسكو
إعداد: جان دارك أبي ياغي

قال قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي «إنّنا استطعنا كسر شوكة شبكات التجسُّس الإسرائيلية والخلايا الإرهابية، بإلقاء القبض على أكثر من 85% من المشاركين في التفجيرات التي استهدفت الجيش والقوى الأمنية اللبنانية». وأكّد أنّ الجيش يرصد تحرّكات المتوارين ويعرف هوّياتهم وأهدافهم، وأماكن إقاماتهم، وكيفية تمويلهم، ويعمل على توقيفهم.
كلام العماد قهوجي جاء في تقديمه لكتاب الإعلامي هيثم زعيتر الصادر حديثًا، بعنوان: «زلزال الموساد»... «العملاء في قبضة العدالة»، والذي أُقيم حفل توقيعه في قصر الأونيسكو – بيروت (قاعة أنطوان حرب)، بحضور عدد كبير من الوزراء والنوّاب ورؤساء الطوائف الروحية والعقيد الركن جهاد فرسان ممثلا العماد قهوجي راعي الإحتفال، إلى قضاة وقادة أمنيين وعسكريين ومسؤولين رسميين ورؤساء جمعيات وهيئات اقتصادية ونقابية وحزبية وإعلامية...

 

القائد في تقديم الكتاب: الخيانة «أوسخ» التهم
بدايةً النشيد الوطني اللبناني، وتقديم من الإعلامي محمد العاصي الذي قرأ مقتطفات من كلمة العماد قهوجي في مقدمة كتاب «زلزال الموساد»، ومما جاء فيها:
إنّ المؤسّسة العسكرية في لبنان مُستهدفة من قِبل العدو الإسرائيلي عبر شبكاته التجسّسية، ومن قِبل الخلايا الإرهابية، ولكن هذا لن يُثنينا عن الاستمرار في تفكيك الشبكات، وتوقيف تلك الخلايا وإحالة أفرادها على القضاء المختص ...
لقد أوقفت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني العديد من شبكات التجسّس الإسرائيلية على أساس معلومات أكيدة، وقد ثُبِّتَ ذلك بالوثائق والأدلة والمعطيات التي تُدينهم.
وبإمكاني القول بأنّني لستُ من الأشخاص الذين يقـومون بتوقيف شخص ما إذا كان هناك من مجال للشك ببراءته، خصوصًا إذا كان ضابطًا في السلك العسكري، فهذا ليس بالأمر السهل، وقد اتخذتُ قرارات في هذا الموضوع، لأنّ هذا الضابط لا يمثّل المؤسّسة، ولا حتى عائلته، بل يمثّل شخصه فقط، فمَنْ يخرج عن وطنه هو خائن لأي طائفة أو منطقة أو مؤسّسة انتمى، ولا تهاون مع العملاء خصوصًا إذا حاولوا المس بالمؤسّسة العسكرية الضامنة للسلم الأهلي والاستقرار.
إنّ الخيانة «أوسخ» التهم، وقصصها ليست جديدة في الجيوش، لكن اختراق المؤسّسة العسكرية أمر غير طبيعي ومعيب.
إنّ الجيش يتمتّع بالجهوزية الكاملة للرد على أي اعتداء إسرائيلي، ولن يخضع لأي تهديد، ولن يسكت عن أي استهداف، وكل عمل عدواني سيُقابل بالمثل، وسيكون التصدّي له فوريًا، فقوّة الجيش مُستمدّة من حق لبنان بالتمسّك بأرضه وسيادته الوطنية برًّا وبحرًا وجوًا، ومن واجب الجيش الدفاع عن هذه السيادة، فالخروقات والاعتداءات الإسرائيلية بأوجهها المتعدّدة، ومنها شبكات التجسّس العميلة، تُعتبر خرقًا للقرار الدولي 1701، في الوقت الذي يلتزم فيه لبنان الشرعية الدولية، والتنسيق والعمل المشترك بين الجيش وقوّات الطوارئ الدولية...
إنّ المهمّة الأساسية التي اضطلع بها الجيش في الآونة الأخيرة، هي مكافحة الإرهاب، وتفكيك الخلايا الإرهابية وتســليم المتــورّطــين إلى القضـاء المختص.
والجيش لا يُلاحِق أحدًا أو يُقاتله بسبب أفكاره ومعتقداته، إنّما بسبب الاعتداءات التي يرتكبها ضد المواطنين والعسكريين، وما يشهده لبنان من عمليات إرهابية وانتحارية، يرفضها جميع اللبنانيين، هي عمليات طارئة على بيئتنا اللبنانية. هذه المهمّة صعبة، لكننا مُصمّمون على عدم التهاون، وقد رفع الجيش منذ مدّة درجة جهوزيته وكثّف إجراءاته خصوصًا لملاحقة هذه الخلايا، وتضييق الخناق على كل مجموعة مشتبه بها، وهو يواصل القيام بذلك خصوصًا بعد كشف النقاب عن العديد من الشبكات الإرهابية، وإلقاء القبض على أشخاص تفوق خطورتهم تصوّر الجميع.
إنّ الظروف التي يمر بها لبنان والمنطقة صعبة وحسّاسة، وتوجب علينا الحذر والمسؤولية، وأنْ يكون الجيش على قدر الآمال المُعلّقة عليه، وليس بالأمر البسيط أنّ كُلّ الدول المعنية، تؤكد دعمها لاستقرار لبنان والجيش اللبناني، كما أن العديد من الدول تقدِّم مشكورة، مساعدات إلى المؤسّسة العسكرية، وكان آخرها من المملكة العربية السعودية.
لكن المفارقة أنّ هذا الاهتمام العربي والدولي بالجيش، والرغبة في تعزيز قدراته، يُواجه بتحاملٍ بعض القوى الداخلية في لبنان على الجيش ، علمًا بأنّ المؤسّسة العسكرية أثبتت في كل المراحل أنّ عقيدتها هي حفظ أمن لبنان واستقراره. لذا نطلب أمرين:
- أولاً: على السياسيين أنْ يخفّفوا من حدّة الخطاب السياسي، لأنّنا تعبنا ونريد فترة راحة، والعسكر بحاجة إلى تدريب وإعادة تجهيز وتنظيم.
- ثانيًا: على الدولة أنْ تقوم بواجباتها تجاه الجيش والعسكر، لأنّنا لن نبخل من أجل حفظ الأمن والاستقرار بالدماء والجهد.
لقد استطعنا كسر شوكة شبكات التجسُّس الإسرائيلية والخلايا الإرهابية، بإلقاء القبض على أكثر من 85% من المشاركين في التفجيرات التي استهدفت الجيش والقوى الأمنية اللبنانية والجيش يرصد تحرّكات المتوارين ويعرف هوّياتهم وأهدافهم، وأماكن إقاماتهم، وكيفية تمويلهم، ويعمل على توقيفهم.
إن للإعلام دورًا كبيرًا في نشر التوعية بين المواطنين، وإماطة اللثام عن العديد من القضايا الهامة، وهو شريكٌ أساسي في حفظ الأمن والاستقرار في لبنان، ولذلك فإنّ كتاب الصحافي هيثم زعيتر «زلزال الموساد»... «العملاء في قبضة العدالة»، يشكّل وثيقة هامة، تكشف النقاب عن تفاصيل كثيرة في توقيف شبكات التجسُّس لمصلحة العدو الإسرائيلي، والتي كشفتها مخابرات الجيش اللبناني، فضلاً عن تلك كشفتها أجهزة أمنية أخرى.

 

أمين عام اتحاد المحامين العرب
ثم تحدّث أمين عام «اتحاد المحامين العرب» الدكتور عمر زين، فقال: «عنوان الكتاب بحد ذاته «زلزال الموساد»... «العملاء في قبضة العدالة»، يطرح ألف سؤال وسؤال، ويثير في النفوس عاصفةً من الغضب، ليس فقط تجاه الموساد الذين يعملون بأحطِ الوسائل وأحقرِها لمصلحة حكامهم الغاصبين، وما ارتكبوه من فظائعَ في كل قطرٍ عربي، وإنما تجاه هؤلاء العملاء الذين باعوا أنفسهم وضمائرهم، وشعبهم وبلادهم بثمن بخس، ولبســوا الخيانةَ عارًا يلاحقهم إلى القبر.
هؤلاء العملاء الذين هم في قبضة العدالة، أو في الطريق إليها بفضل جيشنا البطل وقوانا الأمنية... هم عند الشعب، وعند الله، وعند التاريخ والوطن، لا دينَ لهم ولا مذهبَ ولا هوية، ولا صفةَ، إلا الخيانة...
وأضاف: يُشهد للجيش ومؤسّساته قيادة وأفرادًا، وللقوى الأمنية إلى جانبه، بتحقيق هذه الإنجازات الكبيرة، رغم الإمكانات المحدودة التي نطالب بأنْ يبقى دعمها من أولويات السلطة وفي طليعة اهتمام شعبنا العظيم، لأنّ الجيش صمّام الأمان والاستقرار.
ثم توجّه إلى المؤلف بالقول:
صحيح كما قلت «كي لا تصبح العمالة وجهة نظر» وقد تكون كذلك عند البعض لا سيما في الوضع الذي نحن فيه، من انهيار القيم، وضعف التربية الوطنية، وما تتخبّط  فيه الأمة من انقسام واحتراب ومذابح، حتى نسينا فلسطين القضية المركزية الأولى في الصراع العربي- الإسرائيلي. لكن وجهة النظر هذه مهما انحرفت ومهما استبدَّ بها تضليل الموساد، وأفسد فيها القيم الإنسانية، فلا بد من أنْ تستيقظ وتتّعظ مما ترتكبه «إسرائيل» يوميًا من مجازر ومذابح يندى لها جبين الإنسانية...
وأضاف: ما يُقلِق فعلاً – في المرحلة الحاضرة، ليس فقط العملاء على اختلاف ارتباطاتهم، إنّما تراجعنا نحن في الالتزام بقضايا الوطن والأمة، وفي طليعتها قضية فلسطين وحلم الوحدة...

 

«زلزال الموساد» يدحض العمالة
ثم تحدّث الإعلامي هيثم زعتير مؤلّف الكتاب، فعرض أبوابه، داحضًا محاولات بعض العملاء الإيحاء بأنّهم يقومون بدور «عميل مزدوج»، حيث في الحقيقة هم عملاء خانوا مبادئهم ووطنهم ويستحقون إنزال أقصى العقوبات بهم، خصوصًا مَنْ صــدرت بحقهــم أحكــام إعــدام وجاهيــة وما زالت تنتظر التنفيــذ.
وقال: «زلزال الموساد»، هو إضاءة على توجيه ضربة قاسية وقاصمة جدًا لظهر العدو الإسرائيلي من قِبل الأجهزة الأمنية اللبنانية الرسمية والوطنية بتوقيف 141 شبكة تجسّس إسرائيلية، كانت تسرح وتمرح على الأراضي اللبنانية، وأفرادها من جنسيات لبنانية وفلسطينية وســورية، ومن طوائــف ومناطــق مختلفـة.
وتوجّه بالشكر إلى قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي على وضع مقدمة للكتاب، مشيرًا إلى أنّ هذا العمل، هو إضاءة على جانب هام مما يقوم به العدو الإسرائيلي ضد أهلنا وبيئتنا، حيث يسعى من خلال عيونه بيننا ، إلى محاولة زرع الفتنة والتفرقة. وستكشف الأيام المقبلة أنّ العديد من القضايا والأحداث التي نتقاذف فيها الاتهامات، خطّط لها العدو الإسرائيلي وجرى تنفيذها بأيدٍ محلية...
وقال: اجتمعت في هذا الحفل وجوه نيّرة تمثّل صورة مصغّرة عن المجتمعين اللبناني والفلسطيني بما فيهما من طوائف وانتماءات، لتؤكد أنّ هناك عدّوًا واحدًا لنا جميعًا هو العدو الإسرائيلي، وأنّ هناك قضية مركزية واحدة، هي القضية الفلسطينية».
وفي الختام تمنّى على السياسيين أنْ يكفّوا قليلاً عن إطلاق قذائفهم، ووضع الألغام والعبوات أمام الجيش الوطني، فإذا كانوا لا يريدون دعمه، فعليهم أنْ يكفّوا عن إعاقة تنفيذه مهماته...
بعد ذلك وقّع الإعلامي هيثم زعيتر كتابه للحضور.