وجع الشهادة وفرح النصر

قائد منطقة الشمال
إعداد: العقيد أنطوان نجيم - ندين البلعة

عاشت منطقة الشمال وسط تدابير أمنية استثنائية طوال الأشهر الأخيرة التي شهدت معارك نهر البارد. هذه التدابير ما تزال مستمرة، وعنها حدثنا قائد منطقة الشمال العسكرية العميد الركن مصطفى مجذوب الذي تطرق ايضاً الى ما ستشهده المرحلة المقبلة على صعيد ضبط الحدود البرية من جهة، ومواكبة إعادة إعمار نهر البارد من جهة أخرى.

سنعيد الطمأنينة الى أهالي الشمال

 

عدد الإرهابيين ناهز الألف


بداية قال العميد الركن مجذوب:
بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري وما تبعه من تطورات من ضمنها انسحاب القوات العسكرية السورية، كلّف الجيش مهام حفظ أمن طرابلس. وقد رحّب بنا أهالي المنطقة الذين اطمأنّوا حين أصبح الجيش يجول في الشوارع ليلاً ونهاراً، حتى تلك الداخلية منها، والتي كانت محظورة سابقاً.
ويضيف:
بعد ظهور التنظيم الإرهابي الذي يتزعمه شاكر العبسي حصل ما حصل، إذ استولى تنظيم «فتح الإسلام» على موقع صامد داخل مخيم نهر البارد، وراح أفراده يتجمّعون ويتدرّبون. في البداية قُدّر عددهم بالمئة عنصر، تكاثروا وجنّدوا فلسطينيين مطلوبين من العدالة معهم، حتى بلغوا الألف عنصر تقريباً. وهذا ما كشفته معركة نهر البارد التي أعقبت الاعتداء على الجيش.
ويوضح قائلاً:
بعد إنتهاء معركة نهر البارد، تابع اللواءان الخامس والسابع وفوج التدخل الثالث الدوريات المشتركة لتمشيط المنطقة والتأكد من القضاء على مظاهر الإرهاب كافة فيها. «فطبيعة المنطقة الجغرافية صعبة جداً، إذ تكثر فيها الكهوف والمغاور التي يمكن أن يلجأ اليها الإرهابيون، وهنا تكمن صعوبة المهمة التي ينفّذها الجيش».

 

قوة مراقبة مشتركة
حول إنشاء قوة مشتركة لمراقبة الحدود يقول:
«لقـد صدر مرسـوم بمشـروع إنشـاء قـوة مشتـركة لمراقبة الحدود الشمالية. ستشارك في هذا المشروع القوى العسكرية البحرية والبرية والجوية، مع الأمن العام والدرك والجمارك، ويتولى قائد منطقة الشمال قيادة هذه القوة المشتركة.
ستُنفَّذ تجربة لجنة مراقبة الحدود الشمالية على فترة أربعة أشهر، وسيتم تعميمها في ما بعد على كل الحدود اللبنانية وصولاً الى شبعا».
في تفاصيل كيفية تنفيذ مشروع القوة المشتركة، يوضح العميد مجذوب: «تمّ تقسيم منطقة الشمال الى ثلاثة قطاعات تجري فيها دوريات وقوى سيّارة لملاحقة المهربين والإرهابيين إذا ما حاولوا خرق نقاط المراقبة. في كل قطاع تُركّز مجموعة مؤلفة من نقاط ثابتة ودوريات، تملك نظاماً يسمى «Tracking» موصولاً بالأقمار الصناعية للملاحقة». وقد قدمت عدة دول أجنبية، منها ألمانيا وكندا وإنكلترا والولايات المتحدة، معدات وآليات وعتاداً بقيمة 11 مليون يورو تقريباً لتنفيذ المهام الأمنية.

 

ضرورة ضبط التهريب

وتوضيحاً للمهام، يقول العميد الركن مجذوب:
مخيم نهر البارد كان سابقاً أكبر بقعة للتهريب من جهة البحر، وكان مركزاً تجارياً مهماً جداً لكل منطقة عكار. لذلك أشرنا الى ضرورة بناء سنسول وموقع بحري لضبط التهريب وإقامة الدوريات. بالاضافة الى بناء الطرقات اللازمة داخل المخيم، حيث سيكون الأمن بيد الجيش والقوى الأمنية.
أما حالياً، فتستمر سرايا من فوج الهندسة في عملها لتفكيك الألغام والتفخيخات داخل المخيم. كما وُضِعت السرية 1207 والسرية 803 بتصرّف اللواء الخامس لتمشيط المخيم وتنظيفه، وبعد ذلك يبقى المخيم في عهدة اللواء الخامس.

 

إعادة الإعمار
يشير العميد الركن مجذوب الى أن «قيادة الجيش لم تعطِ الإذن بعد للمنظمات الدولية بالدخول الى المخيم بانتظار انتهاء العمل فيه. وفي إطار مشروع إعادة إعماره، سيتم تأليف لجنة برئاسة قائد المنطقة تتفرّع منها عدة لجان لمرافقة كل العاملين في هذا المشروع. فعملية إعادة الإعمار ستجري ضمن دراسة دقيقة وستكون تحت إشرافنا. وقد زُوِّدنا كل الخرائط اللازمة ولن نقبل بدهاليز.
وأشار الى تدابير تتخذ لتعويض اللبنانيين المدنيين عن الأضرار التي لحقت بممتلكاتهم. وستُعيّن لجنة لمسح الأضرار وتقديرها وتعويضها من قبل هيئة الإغاثة.
أما بالنسبة الى الفلسطينيين المهجّرين من المخيم، فستتولى الأونروا تعويضاتهم. ويتم في هذا الإطار اتخاذ تدابير مؤقتة لتسهيل عيشهم، وطبعاً، سيقوم الجيش بما تمليه عليه أخلاقياته ومناقبيته.
ويختم العميد الركن مجذوب قائلاً: «وحداتنا تقوم بمهامها على أكمل وجه رافضة الإستراحة وهدفها إعادة الأمن والطمأنينة لأهالي منطقة الشمال!».