وقفة وفاء

قداس لراحة نفس المقدم العاقوري ومركز باسمه
إعداد: باسكال معوض بو مارون

ترأس المطران أنطوان نبيل العنداري يعاونه الأب جوزف سلّوم قدّاسًا لراحة نفس المقدّم المغوار الشهيد صبحي العاقوري، في كنيسة مار فوقا - غادير، في حضور العميد عماد بو عماد ممثلًا قائد الجيش العماد جان قهوجي، ورفاق الشهيد، وعائلته، وجمع من المصلّين. وقد أعقب القدّاس افتتاح مركز باسم المقدّم الشهيد.

 

تخلّل القدّاس عظة للمطران العنداري، أكّد فيها أن الشهداء هم درع الوطن وسياجه. وقال نشكر الرب على حضور إخوتنا في الجيش والقوى الأمنية، الذين يسهرون علينا ويسقطون شهداءَ، ليكونوا للوطن درعًا وسياجًا. وأضاف: نحن في تذكار الأبرار والصدّيقين، نذكر كل الذين عاشوا حياة البرّ وأظهروا وجه رحمة الله وإذ كنّا نذكر المأسوف عليه المقدّم صبحي العاقوري، فلأنه في قلب العائلة التي أرادت أن تخلّد ذكراه مع رفاقه في الجيش، وفي المؤسسة التي أقيمت على اسمه في الخدمات التي تقوم بها، في التقديمات التي تنهض بها، وكلها تدلّ على أن العمل الاجتماعي هو الوجه البشري لعمل الرحمة الذي يوصينا الرب أن نقوم به، وإننا نسأل الله أن يحمي جيشنا الباسل وعائلاتنا ووطننا، وأن يجمع القلوب.
بدوره، ألقى ممثّل قائد الجيش كلمة قال فيها: «باسم العماد جان قهوجي أحييكم عائلة لبنانية واحدة تستظلّ علم البلاد، وتندفع إلى ساحات الخير والعطاء، لتقدّم الكثير من أجل راحة الغير، كما من أجل استقرار وطن لا تلامس ذهبه الأخضر المنتشر فوق تلاله وروابيه، إلا السحابات البيض والثلوج الناصعة والنسور الشامخة».
وأضاف: «صحيح أنني أرى هذا المركز زاهرًا بما طرأ عليه من تجهيزات وإضافات نستخلص منها نقاوة الذوق ووسع العطاء والاهتمام بمتطلّبات الشباب، إلا أنني أراه أيضًا عامرًا بالوفاء للمقدّم الشهيد صبحي العاقوري، ومن خلاله لكل شهداء الجيش، وبالتضامن مع جيش الوطن. هذا التضامن الذي لطالما تجلّى في التاريخ المشرّف لبلدة غادير، ومسيرة أبنائها. كما في مؤسسة المقدم الشهيد صبحي العاقوري وفي وجوهكم جميعًا أيها المشاركون في أي نشاط نحتفل به اعتزازًا بمآثر الشهداء أو بمناسبة وطنية أو دعمًا للجيش».
وتابع: «إننا نتطلّع بكثير من العرفان والتقدير إلى الهيئات الاجتماعية التي تؤدي الدور الأبرز في التواصل مع مؤسسة الشرف والتضحية والوفاء، وتجدّد الهمم لمتابعة طريق البذل والتضحية في سبيل الوطن. وهذا أكثر ما نحتاج إليه في ظلّ الظروف الصعبة التي تمرّ بها البلاد والأخطار التي تحيط بنا من كلّ اتجاه. وما ذلك كله في النهاية إلّا اختبار صارم لإرادتنا وقدرتنا على صون وحدتنا الوطنية، وحماية إنجازات شعبنا».
وتوجّه إلى الشهيد البطل بالقول: «ها هو الوطن الذي افتديته بأغلى ما لديك، يزداد صلابة في مواجهة التحدّيات، وها هو الجيش الذي وهبته ربيع العمر وزهر الشباب يزداد قوة ومناعة في وجه المتربّصين شرًّا بهذا الوطن، شعبًا وأرضًا وتاريخًا وحضارة، فقد استحالت دماؤك ودماء رفاقك الأبرار نهرًا جارفًا ينتصر للحق ويمحق الباطل، ويقضّ مضاجع الإرهابيين المجرمين، ويعلن على الملأ أن لبنان لن يكون في أي وقت من الأوقات ساحة للطامعين والغادرين ...».
وشكر العميد بو عماد المطران عنداري على حضوره ومؤسسة المقدم الشهيد عاقوري، والقيمين على الاحتفال، متمنّيًا لهم المزيد من العطاء والتقدّم في خدمة الوطن والمجتمع.
وبعد الانتهاء من مراسم القدّاس، تم افتتاح مركز المقدم الشهيد العاقوري في رعية مار فوقا - غادير، الكائن في الطابق السفلي من كنيسة الرعية، وقدّم المطران عنداري يحوطه العميد بو عماد وسائر المشاركين، درعًا تكريمية للسيدة ليا العاقوري أرملة الشهيد بعد إزاحة الستارة عن لوحــة تذكاريــة باسمه.