إحياءً لذكراهم

قداس ونصب تذكاري في ذكرى أربعين الرائد الشهيد بيار بشعلاني ... وإحياء ذكرى استشهاد المعاون ابراهيم زهرمان
إعداد: نينا عقل خليل

الرائد الشهيد بيار بشعلاني
لمناسبة الذكرى الأربعين  لاستشهاد الرائد بيار بشعلاني، أقيم قداس وجناز لراحة نفسه في كنيسة القديس جاورجيوس في مسقط رأسه في المريجات.
حضر القداس ممثل قائد الجيش العميد الركن عدنان أبو ياسين وممثلون للأجهزة الأمنية، النائب السابق سليم عون، عائلة الشهيد ورفاقه وعدد من الشخصيات والفاعليات  وحشد من المواطنين.
ترأس الصلاة المطران منصور حبيقة الذي نبّه في عظته إلى أن القتل وخصوصًا قتل البريء من أعمال الظلمة التي تقصي القاتل عن إخوته البشر وعن الله، وهو يتجوّل من عمل ظلامي إلى عمل ظالم عندما يبقى بلا عقاب. والجريمة التي لا يعاقب صاحبها عليها تجرّ إلى مثلها وأفظع. وهكذا يُستهان بالقانون وتتكاثر الجرائم وتكتظ السجون، كما هي الحال.
بعد القداس، ألقى ممثل قائد الجيش العميد أبو ياسين كلمة جدد فيها باسم العماد قهوجي العهد للشهيد «إن مؤسستك التي وهبتها حياتك، لن يغمض لها جفن قبل توقيف القتلة المجرمين والاقتصاص منهم أمام العدالة».
وممّا قال:
«هي الكنيسة تفتح ذراعيها ثانية لنكرّم روح الشهيد البطل التي ما تزال تهيم هنا مع عبق البخور بين يدي الله وقديسيه...».
أيها الشهيد البطل
أربعون يومًا مضت على استشهادك، طيفك يلازم الأهل ورفاق السلاح وأبناء  بلدتك، الذين افتقدوا بغيابك إنسانًا قدوة، نضحت سيرته بطيب الأخلاق، ونبل الفضائل، وسمو النفس، وفارسًا مغوارًا يتحدّى المخاطر والصعاب، ويواجه حقد القتلة بعزيمة لا تكلّ وإرادة لا تلين، مسطرًا باستشهاده أسمى آيات الشجاعة والبطولة  والتضحية التي لا تقدر بأي ثمن...
كذلك، ألقى المحامي الياس الهندي نيابة عن نقيب المحامين في بيروت السيد نهاد جبر، كلمة أعاد فيها التذكير، بموقف النقابة من هذه الجريمة: «الالتفاف حول الجيش، والحفاظ على العيش المشترك، وكشف القاتلين وإحالتهم أمام القضاء ليحاكموا وفق القانون ومن دون تأخير».
أما كلمة عائلة الشهيد فألقاها باسم بشعلاني، وقد أقام رفاق الشهيد في ساحة البلدة نصبًا لتخليد ذكراه.

 

المعاون الشهيد ابراهيم زهرمان
أحيت عكار وعائلة زهرمان ذكرى مرور أربعين يومًا على استشهاد المعاون ابراهيم زهرمان، بلقاء جامع عقد في دارة آل الشهيد في بلدة حلبا ــ عكار، في حضور النواب: نضال طعمة، معين المرعبي وخالد زهرمان، العقيد الركن إميل جعجع ممثلاً قائد الجيش العماد جان قهوجي،  رئيس دائرة الأوقاف الإسلامية في عكار الشيخ  مالك جديدة، الخوري نايف اسطفان ممثلاً المطران باسيليوس منصور، الشيخ علاء عبد الواحد وجمع كبير من القيادات الأمنية والعسكرية ورؤساء بلديات ومخاتير وشخصيات وأبناء المنطقة.
بعد النشيد الوطني وآيات من الذكر الحكيم، كانت كلمات لأبناء أشقاء الشهيد زهرمان عبّروا فيها عن افتخارهم باستشهاد عمّهم الذي هو «شهيد الجيش والواجب الوطني وشهيد لبنان».
ثم كانت كلمة لوالدة الشهيد شكرت فيها «كل الذين آسوا العائلة باستشهاد ابنها ابراهيم، طالبة من رئيس الجمهورية وقائد الجيش والمسؤولين ألا يضيع حق ابنها وألا يذهب دمه هدرًا».
كذلك، ألقى النائب نضال طعمة كلمة قال فيها: «الكل يعلم أن للجيش اللبناني مع أبناء عكار التزام هو التزام الشهادة، فمنذ الستينيات حين سقط شهيدان عكاريان من صفوف الجيش اللبناني على الحدود في مواجهة العدو الإسرائيلي، وعكار تعطي دماء بنيها دفاعًا عن الكرامة الوطنية. وانصافًا لروح الشهيد، ومن أجل كرامة البزة العسكرية، فلنلتف جميعًا حول جيشنا الوطني الذي هو الضمان لصون السلم الأهلي في هذا البلد».
وبدوره، ألقى النائب خالد زهرمان كلمة باسم العائلة، ومما قال:
«جريمة مسّت في الصميم كل مواطن حر يعرف معنى البطولة والكرامة والعزة الوطنية التي جسدها شهداؤنا الأبطال في الجيش اللبناني باللحم الحي، دفاعًا عن السيادة الوطنية التي أقسموا على الحفاظ عليها، وقد دفعوا أرواحهم ثمنًا لقسمهم والتزامهم شرفهم العسكري».
من جهته، ألقى العقيد الركن جعجع كلمة نقل في مستهلها تعازي قائد الجيش العماد جان قهوجي ووفوقه الدائم إلى جانب العائلة، وقال:
«أيها الحفل الكريم
إنّ من يحيا في هذه الجبال والقمم، يزداد تعلقًا بتراب بلاده، كما يزداد اقترابًا من سمائها، وهو يستبسل في ساحات الوغى، فيسقط شهيدًا، ويعود ليرتفع إلى عرش ربّه بطلاً تحرّر من شؤون الدّنيا، وآثر أن يقدّم بنفسه مثالاً للتضحية اللامتناهية. هكذا تبنى الأوطان، وهكذا تستمر منيعة في وجه الأعاصير، شامخة متماسكة عصيّة على المؤامرات. وإذا كان قدر لبنان أن يتلازم تاريخه مع الأخطار، فإنما كان قدره أيضًا أن يتخطّاه بإخلاص بنيه وتألبهم حول علم بلادهم، وأن ينتصر بفضل بطولات جنوده وقناعتهم الخالصة بأن يفتدوا مواطنيهم في كلّ موقعة.
هذا ما قام به الشهيد ابراهيم، ودليله إلى ذلك التّربية الأخلاقية والإنسانية التي تلقاها هنا في هذه البقعة الجميلة، من أهله ورفاق طفولته، ثم ما نهله وتلقّاه من توجيه وطني وتدريب عسكري من جيش بلده، في ظلّ القيادة وبإشراف الرؤساء وإلى جانب الرّفاق. لقد تلقّى المعاون الشهيد ابراهيم زهرمان دروسًا كثيرة على هذا المستوى، وهذا صحيح، لكنّ ما يجب ذكره هو أن الشهيد البطل أبدى تجاوبًا كبيرًا مع ما تلقّاه، وكان لديه الاستعداد الواضح لتحويل الزّرع إلى حصاد وفير وموسم مبارك...
أيها الحفل الكريم
لقد كانت القيادة على دراية تامة بالمكوّنات البطولية لابنها المعاون الشهيد ابراهيم زهرمان، ولرفاقه، فأقدمت على تكليفهم ما كلّفتهم من مهمّات وواجبات، وقد جاء استشهاده ليفتح صفحة جديدة حفلت سطورها بالمبادئ والمواقف المشرّفة. إن في هذه البلدات والقرى من الإخلاص للوطن، ومن الاستعداد للتضحية، ومن القدرة على تحمّل الآلام والجراح، وعلى النّهوض من الكبوات وتجاوز العثرات، ما لا يمكن وصفه. إنّ في ذلك ترسيخًا للثّقة، وتجديدًا للمهمّة، واطمئنانًا إلى قدرة الوطن، جيشًا ومواطنين، على النّهوض والاستمرار والانتصار...».