جندي الغد

قصة وعبرة
إعداد: ريما سليم ضومط
رسومات: غدير صبح

البُستانيّ والثّعلبُ

حُكي أنّ بُستانيًّا كان له بستانٌ يعتني بأشجارهِ كلّ يومٍ، يسقيها، ويقلّم أغصانها، ويقلع الأعشاب الضّارة المحيطة بها. نَمَتْ أشجار البستان وأثمرتْ، فتدلّتْ أغصانها وباتت ملفتة للنظر. ذات مساءٍ، مرّ بالبستان ثعلبٌ جائع، فرأى ثماره النّاضجة، وأراد أن يسلبها لنفسه، لكنّه كان عاجزًا عن تسلّق السّور العالي المحيط به. بقي الثّعلب  المحتال يدور حول السّور، حتّى وجد ثغرةً في أسفله، فنفذ منها بصعوبةٍ، وبدأ يأكل الثمار الطيّبة حتّى انتفخ بطنه، ولمّا أراد الخروج لم يستطع، فقال في نفسه:» أتمدّدُ هنا كالميت، وعندما يجدني البستانيّ على هذه الحال، يرميني خارج السّور فأهرب وأنجو. في صباح اليوم التالي، جاء البستانيّ ليعمل كعادته، فرأى بعض الأغصان محطّمةً، والثمار مرميّة هنا وهناك، فعلم أنّ أحدًا تسلّل إلى البستان. وإذ بدأ يبحث عن الجاني، وجد الثعلب ممدّدًا على الأرض، بطنه منفوخ، وفمه مفتوح، وعيناه مغمضتان، فقال في نفسه: هذا جزاء من يعتدي على أرض غيره. أحضر البستاني رفشًا ومعولًا، وحفر قبرًا للثعلب الغادر دفنه فيه وهو لا يعلم أنّه حيّ، فنال المعتدي جزاءه وأصبح عبرةً لغيره من الحيوانات التي تحاول التسلّل إلى البستان.