جندي الغد

قصة وعبرة
إعداد: ريما سليم ضوميط
رسومات: غدير صبح

شكرًا أمّي

 

تقدّم شابٌ لوظيفةٍ إداريّة في شركةٍ كبرى. وعندما علم مدير الشركة أنّه كان متفوّقًا في دراسته، سأله:«هل حصلت على أيّ منحة دراسيّة في أثناء تعليمك؟» أجاب الشاب: «أبدًا». وتابع المدير متعجّبًا: «هل كان أبوك يدفع كل رسوم دراستك لوحده؟» فردّ الشاب: «توفّي أبي وأنا ما زلت طفلًا، فتكفّلت أمي بمصاريف دراستي. لقد كانت تغسل ملابس الآخرين كي تؤمِّن عيشنا!» حينها سأله المدير: «هل ساعدتها في غسل الملابس قط؟» أجاب الشاب: «أبدًا، لقد كانت تريدني أن أهتم بدروسي فقط». عندئذٍ، قال له المدير: «أريد منك أن تغسل يدي والدتك حالما تذهب إليها، ثم عد للقائي غدًا صباحًا. وبالفعل عندما ذهب الشاب إلى منزله، قام بما طلب منه المدير، فلاحظ ولأوّل مرّةٍ كم كانت يدا والدته مجعّدتين، كما انتبه لوجود بعض الكدمات التي كانت تجعل الأم تنتفض حين يلامسها الماء! حينها فقط أدرك أن هاتين الكفّين وهذه الكدمات هي الثمن الذي دفعته والدته لتخرّجه وتفوّقه العلمي.
في صباح اليوم التالي توجّه الشاب إلى مكتب المدير وبادره بالقول: «لقد غسلت يدي والدتي وقمت أيضًا بغسل كل الثياب المتبقّية عنها، ما جعلني أدرك مدى التضحيات التي بذلتها أمّي من أجل تعليمي!» عندها قال المدير: «هذا ما كنت أبحث عنه في الشاب الذي سأمنحه هذه الوظيفة: أن يكون شخصًا يقدّر والديه ويحترمهما، لأن من يحترم أمّه وأباه، هو إنسانٌ جديرٌ بالثقة والاحترام، لقد تم توظيفك يا بني». منذ ذلك الحين، استلم الشاب وظيفته الجديدة، وحظي باحترام جميع الموظّفين ومحبّتهم.